استقال فيليب كراولي من منصبه متحدثا باسم وزارة الخارجية الأميركية بعد أيام من اتهامه وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بأنها تتعامل بشكل غبي وسخيف مع الجندي المشتبه في تسريبه برقيات دبلوماسية ووثائق عسكرية لموقع ويكيليكس. وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في بيان إنها وافقت بأسف على استقالة كراولي التي قدمها أمس، كما أشادت ب"إخلاصه وتفانيه"، وقالت إنه خدم الولاياتالمتحدة بشكل متميّز لأكثر من ثلاثة عقود حين كان في الجيش وبعدها بوصفه موظفا مدنيا. وكان كراولي الذي يشغل منصب مساعد وزيرة الخارجية للشؤون العامة وكبير المتحدثين باسم الوزارة، أعلن أنه قدم استقالته نظرا لتأثير تصريحاته، وذلك بعد يومين من توجيه سؤال إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما عن هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي مذاع على الهواء مباشرة. وقال كراولي إن تصريحاته تعكس رأيه الشخصي وليس سياسة الحكومة، علما بأنه كان يتحدث أمام مجموعة صغيرة في معهد ماساتشوستس التقني عندما وصف المعاملة التي يلقاها الجندي المتهم برادي مانينغ في السجن بأنها سخيفة وتؤدي إلى نتائج عكسية وغبية. تسليط الضوء واعتبر كراولي أن تصريحاته الأخيرة كانت تهدف إلى تسليط الضوء على التأثير الكبير للأعمال السرية التي تقوم بها وكالات الأمن القومي يوميا "وتأثيرها على وضعنا وقيادتنا على الصعيد الدولي"، مضيفا أن "استخدام السلطة في عالم اليوم الذي يتسم بالتحدي وفي بيئة إعلامية لا تعرف الكلل ينبغي أن يتسم بالتعقل وأن يتفق مع قوانيننا وقيمنا".
يذكر أن مانينغ (23 عاما) محتجز حاليا في قاعدة لمشاة البحرية بفرجينيا ريثما يتم التحقيق في اتهامات تتعلق بوثائق اتهم بتسريبها أثناء عمله في العراق، ويشكو محاموه من أنه يتعرض لمعاملة سيئة. وقرر الجيش الأميركي الأربعاء الماضي توجيه 22 تهمة جديدة لمانينغ بينها "استخدام برنامج غير مسموح به في حواسيب حكومية لاستخراج معلومات سرية وتحميلها بطريقة غير قانونية ونقلها للاستخدام العلني كي يستخدمها العدو". وتقول وكالة رويترز إن نشر الوثائق التي اتهم مانينغ بتسريبها في موقع ويكيليكس وجه ضربة للدبلوماسية الأميركية حيث وجد حلفاء الولاياتالمتحدة وخصومها على السواء أنفسهم يتعرضون للسخرية أو الانتقاد في برقيات دبلوماسية سرية. المصدر:وكالات