مسلحون مجهولون أطلقوا وابلا من الرصاص على رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح ظهر الأربعاء الماضي، وهو على متن سيارته في شارع الستين بالعاصمة صنعاء. ولئن نجا القيادي البارز في تكتل اللقاء المشترك المعارض، محمد اليدومي، من حادثة اغتيال فاشلة تحمل مؤشرين خطيرين: أولهما، أن الحلقة الجديدة من مسلسل الاغتيالات السياسية سيتم إنتاجها في رابعة النهار وعز الظهيرة . والثاني هو أن المخطط الذي سرى الحديث عنه مؤخراً في تصفيات قيادات معارضة قد دخل حيز التنفيذ على يد من أطلقوا على خليتهم المجهولة ''كتائب الثأر للرئيس صالح''.. وتأتي محاولة الاغتيال هذه بعد يوم واحد من محاولة اغتيال القيادي الإصلاحي بمحافظة مأرب محمد الشريف.. وكان القيادي الإصلاحي محمد قحطان، رئيس الدائرة السياسية للإصلاح، تعرض لمحاولة اغتيال في أول ظهور للرئيس صالح، وأصيب خلالها سائق السيارة وشخص آخر كان بجواره. ويبدو أن حزب الإصلاح وكوادره القيادية باتت محط أنظار النظام وأركانه، ويظهر ذلك جلياً من خلال أحاديثهم الصحفية التي غالباً ما تتركز على اتهام الإصلاح بأنه رأس حربة في حركة الاحتجاجات الثورية المطالبة بتغيير النظام، ويعزز هذا ما نشرته قبل شهر إحدى المواقع الاليكترونية التابعة لنجل شقيق الرئيس يحيى محمد عبد الله صالح، لوثيقة نسبت إلى اليدومي على أنها خطة لساحة التغيير.. ويرى مراقبون سياسيون أن الفترة المقبلة قد تشهد عودة ظاهرة الاغتيالات إلى الواجهة في شكل مكثف، بسبب اختلاف حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم مع أحزاب «اللقاء المشترك» التي لا تزال متهمة بمحاولة اغتيال الرئيس علي عبدالله صالح وقيادات حكومته مطلع الشهر الماضي، وأخيرا اتهام نظام علي صالح بمحاولة اغتيال اليدومي . غير أن حزب الإصلاح دعا أنصاره إلى اتخاذ الحيطة والحذر وعدم الانجرار إلى مربعات رد الفعل، والانحراف عن مسار الثورة السلمية التي بقيت على سلميتها زهاء نصف عام من الاعتصامات في (17) محافظة يمنية. ولقيت محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي إدانة واسعة، ووجهت معظم بيانات الإدانة أصابع الاتهام للأجهزة الحكومية التي وصفتها ب«بقايا النظام العائلي»، بينما طالب حزب المؤتمر الشعبي الحاكم بالتريث لحين إجراء تحقيق مستقل في الحادثة. ولم يقتصر الأمر على أعضاء الإصلاح فحسب، بل تعدى إلى غيرهم من مناوئي النظام، مثل أحمد شملان، القيادي المعارض في الحزب الاشتراكي في مديرية السياني في محافظة إب، الذي نجا -عدا يده اليمنى وأحد مرافقيه- من محاولة اغتيال مطلع الشهر الماضي، بالتزامن مع إعلان القنوات الرسمية اليمنية عن خروج الرئيس من العناية المركزة واستقرار حالته الصحية . ومع نُذُر الدم ومحاولات جر البلاد إلى أتون حرب أهلية لا تبقي ولا تذر يوجه المشترك والمعارضون أصبع اتهام وتحذير واحدة إلى بقايا رموز النظام وأفراد عائلة الرئيس المصاب من مغبة اللعب بالنار، بيد أن النظام المتفالت لا يريد أن يتنبه إلى حجم ونوع هذه المغبة إلا وأصابعه تحترق.. ////////////////////// كتائب الثأر الصالحي وإذ يتخوف كثيرون من أن إصرار الرئيس في العودة طلبا للثأر أو للإشراف المباشر على الانتقام، وتدشينه بيديه الحلقة الجديدة وربما الأخيرة من تصفيات الدوري النهائي في الصراع السياسي بين النظام ومناوئيه، يرى غيرهم أن هذه الحلقة بدأت فعلا أو قد لاحت نذرها، . خاصة بعد تهديدات (صالح) التي أطلقها مؤخراً يتوعد فيها بالانتقام من منفذي محاولة اغتياله مطلع شهر يونيو الماضي. ويتضح من ثنايا الحملات الإعلامية الرسمية مدى رغبتهم الجامحة بإلصاق حادثة النهدين للمعارضة، وتحديداً حزب الإصلاح وأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، رغم عدم ظهور التحقيقات في القضية، وفي ظل دعوات التهدئة الإعلامية المبرمة بين الطرفين. وكانت جماعة أطلقت على نفسها اسم ''كتائب الثأر لليمن وللرئيس الصالح'' أصدرت في منتصف يونيو الماضي بياناً أثار موجة من الفزع بين مؤيدي الثورة السلمية، الذين أصبحوا هدفا مرتقبا لعمليات انتقامية وشيكة هددت بتنفيذها الكتائب ضد معارضي النظام. وكانت الجماعة قد أعلنت في بيان لها أنها ستعمل على اغتيال وتصفية جميع معارضي الرئيس علي عبد الله صالح، واستهداف جميع الصحف والمواقع الإلكترونية المستقلة، والتابعة لأحزاب اللقاء المشترك المعارضة. كما توعدت الكتائب في بيانها بقتل من سمتهم بمثيري الفساد والخراب ومثيري الفتن بين أبناء اليمن الواحد. ووفقا للبيان فإن أول المستهدفين هم قادة أحزاب اللقاء المشترك ومن يؤيدهم من قادة الجيش، والمسؤولون أينما وجدوا في الداخل أو في الخارج، ومكاتب إعلامهم والقنوات التي تؤيدهم. //////////////////////////// عدن: سيارات مفخخة وفي ذات الأربعاء الأخير كانت عدن تشهد حادثة اغتيال بعد فترة من الهدوء النسبي الذي عاشته . وما إن ضغط ديفيد جون -بريطاني الجنسية ويعمل خبيرا ملاحيا في شركة شحن- قدمه على مدوس سيارته حتى دوت أشلاؤه وشظاياها في مدينة المعلا. الحادثة تمت في ذات التوقيت الذي جرت فيه محاولة اغتيال رئيس الهيئة العليا للإصلاح في صنعاء.. ومال مصدر أمني في محافظة عدن إلى الاعتقاد بأن متشددين وراء الاغتيال، في إشارة إلى تنظيم القاعدة الذي تحتد المواجهات بينه وبين الأمن منذ أشهر وتبنى حوادث اغتيال استهدفت -عدا الخبير البريطاني- قيادات أمنية وقادات ألوية عسكرية بذات التكتيك المفخخ. وطالت هذه العمليات قائد كتيبة في اللواء 31 العقيد خالد الحبيشي، الذي قضى نحبه أوخر يونيو الماضي بانفجار عبوة ناسفة وضعت داخل سيارته في المنصورة بمحافظة عدن. وقبلها بأيام نجا اللواء مهدي مقولة، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، من اغتيال فاشل بقنبلة رماها مجهول في حوش منزله في خور مكسر. ////////////////////////// :قائمة الاغتيالات في اليمن بعد الثورة * القاضي عبد الله الحجري - 1977 * إبراهيم الحمدي - 1977 * أحمد الغشمي - 1978 * محمد أحمد نعمان - 1974 قبل الوحدة * سالم ربيع علي - 1978 * عبد الفتاح إسماعيل - 1986 بعدالوحدة (ومعظمهم من الحزب الاشتراكي اليمني) ومنهم: -حسن الحريبي سبتمبر 1991م -عبدالواسع سلام- وزير العدل 1992م -هاشم العطاس- شقيق المهندس حيدر العطاس 1992م -ماجد مرشد سيف 1992م محمد لطف مسعود 1992م مصلح الشهواني1992م أمين نعمان 1992م عبدالكريم صالح الجهمي1992م حيدر عبدالله غالب 1993م أحمد خالد سيف 1993م جار الله عمر 2001م المصدر :صحيفة اليقين*