عقد أمس الاجتماع التمهيدي الأول لتأسيس الملتقى الوطني لأبناء الجنوب في محافظة عدن، وقد ترأس الاجتماع الدكتور/محمد علي مارم الأستاذ المساعد في كلية الاقتصاد.., مستعرضا الأوضاع السياسية الراهنة وأزمتها وما تطمره أقطاب الصراع في الأزمة لتكريس نظرتها إلى القضية الجنوبية بوصفها مظهرا جزئيا من مظاهر الأزمة الحالية وليس كقضية مركزية في القضية الوطنية اليمنية بشكل عام كما تحدده استحقاقات الشراكة والخصوصية للطرف الجنوبي في الوحدة وتعاملات هذه الأطراف مع الطرف الجنوبي باعتباره طرفا تابعا وهامشيا في حل الأزمة , كما نوه إلى أن هذا الاجتماع يأتي ضمن سلسلة التحضيرات التي تشهدها عددا من المحافظات الجنوبية لعقد الملتقيات التأسيسية المماثلة كامتداد للمبادرة الوطنية التي أطلقها عدد واسع من ألوان الطيف السياسي والاجتماعي لأبناء الجنوب في العاصمة صنعاء بتأسيس الملتقى الوطني لأبنا الجنوب في صنعاء. كما أكد على أهمية انعقاد الاجتماع في محافظة عدن باعتبارها تمثل قبلة الجنوبيين السياسية ولاقتصادية ولاجتماعية والثقافية والتاريخ الحديث والعاصر وعاصمة أول دولة يمنية جنوبية حرة في الثلاثين من نوفمبر1967م، وفيها رفع علم دولة الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م. وفي ضوء المناقشات المستفيضة التي شارك فيها عددا من الكوادر الوطنية اليمنية من أكاديميين وشخصيات سياسة واجتماعية ورجال إعمال وصحفيين و نشطاء سياسيين خرج الاجتماع بالنتائج التالية: 1. إن القضية الجنوبية ليست قضية شطرية أو مسعى انفصالي كما يحاول البعض تصويرها بل هي قضية يمنية بامتياز تنعكس من خلالها المضامين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية العميقة لأزمة القضية الوطنية اليمنية في النظام السياسي والاجتماعي والحقوقي القائم لدولة الوحدة ومرجعياته الفعلية المهيمنة . 2. إن القضية الجنوبية هي قضية كل الجنوبيين بتعدد مكوناتهم وانتماءاتهم.في السلطة والمعارضة وفي الأغلبية الصامتة وأي محاولة للإنفراد بتبني طرف من أطرافها أو مكون من مكوناتها السياسية كوصي على القضية الجنوبية أو ممثلا لها من قبل أي طرف من أطراف الصراع المهيمنة على الساحة أو أي طرف إقليمي أو دولي لن يؤدي إلا إلى الولوج في مرحلة جديدة من الأزمة الوطنية وزيادتها عمقا وحدة . 3. ا ن أي معالجة للقضية الوطنية وأزمتها الراهنة لا تأخذ في الحسبان الشريك الجنوبي كطرف أساسي مكون في قوام كل الهيئات والمكونات التي تتبنى معالجتها ستكون معالجة منقوصة وغير شرعية كما إن استبعاد القضية الجنوبية عن مركز المعالجة الوطنية كما هو حال القضية الشمالية أيضا سيؤدي إلى اتساع الأزمة وزيادتها عمقا وأكثر تعقيدا. 4. لقد رأى المجتمعون في ظاهرة التعدد للكيانات والفعاليات والملتقيات والأنشطة على الساحة الجنوبية التي تطرح القضية الجنوبية وتتبناها مظهرا ايجابيا وتعبيرا حقيقيا عن اتساع القاعدة الجماهيرية لتحريك القضية الجنوبية اجتماعيا و سياسيا وثقافيا ونقلها من واقع المعاناة السلبية إلى واقع الانطلاق الايجابي للحل بصرف النظر عن تباين الرؤى والمخارج أو قصورها النسبي أو المبالغة في التطرف لبعضها الأخر.
5. إن تكوين رؤية شاملة ومتكاملة علمية وواقعية تحقق قدرا كبيرا من الإجماع الجنوبي تقع ضمن أولويات أهداف الملتقى يمكن من خلاله الانتقال إلى تحقيق صيغة ائتلافية واصطفاف موحد لكل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الجنوبي.
6. إن الملتقى الوطني لأبناء الجنوب وبالقدر الذي يسعى أن ينطوي في إطاره كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي والثقافي من مختلف الفئات الاجتماعية فأنه بالقدر نفسه لا ينصب نفسه بديلا عن أي مكون من المكونات الحزبية أو السياسية الأخرى ولا يسعى إلى إلغاء أو إقصاء إي منها عن المشاركة بل هو دعوة للاصطفاف الجنوبي على أساس المشاركة المتعددة والمساندة و العمل الجماعي في ضوء الرؤية والأهداف المجمع عليها وتكوين ملتقيات مماثلة في المحافظات على طريق تأسيس الملتقى الوطني العام لأبناء الجنوب. واتفق المشاركون بالعمل على توسيع قاعدة العضوية التأسيسية من خلال توسيع اللقاءات والمشاورات والاجتماعات التمهيدية الأخرى بهدف التحضير للاجتماع التأسيسي للملتقى الذي سيتولى انتخاب اللجنة التحضيرية ويحدد مهامها و الذي تقرر انعقاده في النصف الثاني من شهر رمضان المبارك.