العرب- مأمون السامرائي: استهجنت قوى وشخصيات عراقية الرغبة التي أبداها مقتدى الصدر بدمج بعض من ميليشيات "جيش المهدي" في أجهزة الجيش والشرطة، وقالت إن هذه الدعوة تضمر نوايا طائفية سيئة تهدد بإشعال فتيل حرب طائفية ثانية كتلك التي تفجرت عام 2006. وكان مقتدى الصدر الموجود حاليا في قم الايرانية بحجة تحصيل شهائد علمية قد أعرب عن استعداده لتوفير المئات من أتباعه لكي يكونوا سرايا رسمية في الجيش العراقي أو شرطتِه، إلا أنه اشترط تقديمَهم أمام من أخلص لعراقه من أعضاء الحكومة الحالية، زاعما أن هذا الطرح سيعزز الوحدة الوطنية ويخلص العراق من أي انجرار إلى أتون فتنة طائفية، كما دعا إلى إلى تشكيل حكومةٍ موحدة لا طائفية ولا عرقية ولا حزبية بل عراقية تجمع كل اطياف الشعب العراقي ومكوناتِه بعيدا عن الاحتلال والبعث والإرهاب والمليشيات، بحسب ما جاء في بيانه. ووصف قيادي في جبهة الحوار الوطني التي يتزعمها صالح المطلك، ورفض الكشف عن هويته، دعو الصدر بأنها "دعوة خبيثة لا يؤمن جانبها"، مشيرا إلى التناقض الصارخ فيها، فالصدر من جهة يعتزم تقديم سرايا من ميليشياته للجيش والشرطة، ومن جهة ثانية يعلن أنه يفعل ذلك لحماية العراق من الانزلاق في حرب طائفية. وتحمل ميليشيات الصدر، المعروفة ب "جيش المهدي" سجلا أسود في جرائم التطهير الطائفي التي استهدفت العرب السنة خلال السنوات القليلة الماضية، وتقول تقارير أنها هي وميليشيا بدر التابعة للمجلس الإسلامي الأعلى بقيادة عمار الحكيم، مسؤولة عن ذبح الآلاف ممن وجدت جثثهم في مناطق متفرقة من بغداد، كما قامت بتهجير نحو مليوني شخص إلى داخل العراق وخارجه. وكان الدعوة قد جاءت بعدما تعرضت العاصمة بغداد الى سلسلة هجمات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة، ظهر الجمعة الماضية، استهدفت اربع حسينيات وسوقا شعبيا في مناطق متفرقة ابرزها مدينة الصدر شرقي العاصمة، اسفرت عن وقوع 54 قتيلا و180 جريحا في اخر حصيلة. وعزا مراقبون أن هذه الانفجارات تأتي جراء انعدام الثقة بين الكتل السياسية والعراقيل المتعاظمة أمام تشكيل حكومة جديدة بسبب اختلاف أجندات الكتل، لا سيما بعد نية رئيس الوزراء المنتهي نوري المالكي عدم التخلي عن السلطة. وأعلن علي الأديب القيادي في ائتلاف دولة القانون ان المباحثات بين ائتلافه والائتلاف الوطني "الشيعي" بقيادة الحكيم وصلت الى طريق مسدودة، مقرا بوجود اختلافات في الافكار والاراء بين الائتلافين وصفها بانها واضحة. وانتقد الاديب الذي يعد الشخص الثاني في قيادة حزب الدعوة الذي يتزعمه تقديم الائتلاف الوطني برنامجا حكوميا دون علم ائتلاف دولة القانون "رغم وجود ورقة مشتركة بين الائتلافين توضح عمل الحكومة مستقبلا ". وحول موعد لقاء رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ورئيس ائتلاف العراقية الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي قال الاديب انه "سيكون بعد اعلان نتائج عملية اعادة عد وفرز اوراق الاقتراع ببغداد يدويا". وأضاف "ان نتائج إعادة العد والفرز يدويا في بغداد ستحدد الطرف الفائز لتكون المباحثات المباشرة معه".