عرض مقتدى الصدر رجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة مساعدة الحكومة العراقية في حفظ الامن بعد انفجارات استهدفت مناطق شيعية وأسفرت عن سقوط 56 قتيلا في بغداد في رد فيما يبدو على توجيه العراق سلسلة من الضربات لمسلحين من السنة. وجاء عرض الصدر في ساعة متأخرة الجمعة باستخدام ميليشيا جيش المهدي في وقت حساس بالنسبة للعراق بعد انتخابات غير حاسمة في مارس اذار الماضي لم تسفر عن فائز واضح تركت فراغا في السلطة يستغله المسلحون. ودفعت المحادثات الممتدة لتشكيل حكومة في عام 2006 العراق الى شفا حرب أهلية طائفية. ولعبت ميليشيا جيش المهدي الشيعي دورا كبيرا في العنف ضد السنة أثناء الصراع. وأمر الصدر الميليشيا الموالية له بأن تلقي السلاح وتتحول الى العمل الاجتماعي. ولكن اذا أعيد تنشيط جيش المهدي فان ذلك من شأنه أن يزيد التوترات بينما لا يزال الوضع الامني في العراق هشا بينما تعتزم القوات الامريكية الانسحاب بنهاية عام 2011 . وقال الصدر في بيان "أقدم استعدادي لتوفير المئات من المؤمنين لكي يكونوا سرايا رسمية في الجيش العراقي أو شرطته لكي يدافعوا عن مراقدهم و مساجدهم و صلواتهم واسواقهم وبيوتهم ومدنهم ." وأضاف أن الحكومة هي التي ستقرر ما اذا كانت ستقبل الدعوة أو ترفضها. ورفض علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية التعليق على بيان الصدر. وتراجعت إراقة الدماء التي أعقبت الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في عام 2003 ولكن الانتخابات التي جرت الشهر الماضي أذكت التوترات. وفازت قائمة العراقية التي تتكون من طوائف مختلفة وقادها رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي وحظيت بدعم من السنة باكبر عدد من المقاعد. وتقدمت بمقعدين فقط على ائتلاف دولة القانون الذي قاده رئيس الوزراء نوري المالكي. ولم ينجح أي منهما في الحصول على أغلبية بالبرلمان العراقي الذي يبلغ عدد مقاعده 325 . وحصل التيار الصدري على 40 مقعدا في الانتخابات مما يجعله قوة مرجحة في المحادثات لتشكيل حكومة. واستهدفت التفجيرات التي وقعت الجمعة عدة مناطق في بغداد من بينها أماكن للمصلين الشيعة خارج المقر الرئيسي للصدر. وقال مسؤولون ان الهجمات استهدفت اذكاء التوترات الطائفية وانها جاءت ردا على سلسلة من الضربات ضد القاعدة في العراق في الاونة الاخيرة بما في ذلك مقتل أكبر زعيمين للقاعدة. وقال المالكي بعد تفجيرات الجمعة "ندعو ابناء شعبنا والقوى السياسية الوطنية العراقية للتمسك بالوحدة الوطنية." وقال حاكم الزاملي وهو عضو كبير في التيار الصدري ان بيان الصدر دعوة للتعاون مع الحكومة وليس دعوة لاعادة تنشيط جيش المهدي. وأضاف "هذه ليست دعوة الى جيش المهدي لحمل السلاح." وقال حميد فاضل وهو محلل سياسي في جامعة بغداد ان بيان الصدر موجه بالاساس الى حكومة المالكي لانه "فشل في حماية الناس". ويعارض الصدر أن يشغل المالكي فترة ولاية ثانية. وأرسل المالكي في عام 2008 قوات عراقية مدعومة بقوات أمريكية لسحق ميليشيا جيش المهدي. وقال المحلل السياسي العراقي عادل كاظم "لقد تغيرت قواعد اللعبة ومقتدى الصدر تعلم من دروس الماضي." واضاف "ان العرب السنة ومعهم الصدريين يدركون جيدا أن هدفهم المشترك هو عدم رؤية المالكي رئيسا للوزراء مرة ثانية." ولكن المحلل السياسي العراقي ابراهيم الصميدعي قال انه بغض النظر عن بيان الصدر فانه يتوقع المزيد من العنف. وقال "ما اخشاه هو رد فعل الشارع." *رويترز: