قال عدد من الصحفيين والحقوقيين إن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ترتكب في منطقة دماج بمحافظة صعدة، من قبل قوات تابعة لجماعة الحوثي . وأضاف الحقوقيون أنه تم منع مواد غذائية بما فيها حليب الأطفال عن المنطقة ، التي تعاني من حصار خانق جراء منع تلك القوات دخول المواد الغذائية إلى المنطقة المعزولة تماماً . وكان عدد من الصحفيين والحقوقيين قد زاروا منطقة دماج الأيام الماضية وتعرضوا لعملية أشبه بالسجن وصادرت جماعة الحوثي هواتفهم وذواكر تلفوناتهم، وتعرضوا لعملية تفتيش ومراقبة دقيقة بحسب بيان صادر عن اللجنة في مؤتمر صحفي عقد أمس بنقابة الصحفيين بصنعاء. وقال كمال الهتاري أحد الشباب المشاركين في اللجنة "أثناء دخولنا إلى حرف سفيان أطفأ سائق البيجو التي كانت تقلنا الراديو، مشيراً إلى أن جماعة الحوثي تمنع الأغاني، والمقرئين الذين لا ينتمون إلى الطائفة الشيعية، حتى السديس ممنوع، والقرضاوي ممنوع، وحتى الزنداني ممنوع"، وأضاف أن مخلفات الحرب في دماج مأساوية وقد تفوق توقع العقل. الناشط صدام القديمي يقول إن مرافق أبو علي الحاكم القائد الميداني للحوثي بصعدة قال يا صحفي, إذا كان هناك زربة في طريقك يجب أن تقلعها, وهذا ما نفعله مع سكان دماج ودار الحديث"، واعتبر القديمي أنهم في دماج كانوا أشبه بمنطقه خارج الكرة الأرضية. وتعاني منطقة دماج من نقص كبير في المواد الغذائية والدواء جراء حصار خانق فرضته قوات تابعة لعبدالملك الحوثي، وتقوم بعملية تطهير للمنطقة من السلفيين بحسب رأي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي أبو مالك الفيشي. الزميل مختار الرحبي يشير إلى أن هناك جثتين لإمرأه وطفل إقتنصتهما مليشيات الحوثي أثناء خروجهما من مصلى النساء بدماج، وقال الرحبي إن جماعة الحوثي تمنع حتى وصول الدواء إلى المصابين ، وتقتل كل من يحاول الاقتراب من أحد المصابين. الصحفي فارس الشعراني يقول إن يد ترحب بنا وأخرى تضغط على الزناد ، وأن جماعة الحوثي تواصل معهم من وقت لأخر وهم في جلسات أشبه بالاستجواب عن التمويل وعمن يدفع التكاليف الفندقية. الناشطة الحقوقية أمل الباشا رئيسة منتدى الشقائق دعت إلى نزول منظمات حقوقية إلى صعدة ، وأنه لا منطقة يمكن لأي جماعة مهما كانت أن توقف حدود الصحفي في أي مكان في اليمن. وأدانت الباشا جميع أشكال العنف التي يمارسها قوات الحوثي ضد المدنيين ، ووجهت دعوة إلى النزول إلى دماج لإعداد تقرير حقوقي يرسل إلى منظمات دولية لمعالجة الأمر . وكان الناطق السياسي لشباب الصمود علي المرتضى قد كذب كل ما قاله شباب الثورة والصحفيين أثناء زيارتهم إلى دماج، نافياً أن تكون هناك أعمال عنف ضد أي طائفة في المنطقة. وفي المؤتمر أثار خطاب علي المرتضى- الناطق السياسي لشباب الصمود- إستياء عدد من الصحفيين؛ إذ أشاد بما يحدث في صعدة في ظل ما اسماه " حكم عبدالملك الحوثي"، مشككاً في حيادية الوفد الصحفي والحقوقي الذي زار دماج. وكان العشرات قد سقطوا بين قتيل وجريح جراء هجوم جماعة الحوثي على منطقة دماج، مع قصف بالمدفعية والدبابات على المنطقة التي يتمركز فيها دار الحديث السلفي والذي يديره الشيخ/ أبو عبد الرحمن الحجوري .