اعلن مسؤول بريطاني الاحد ان الحكومة الليبية قدمت "اعتذارها الشديد" وابدت "بالغ صدمتها" ازاء صور تدنيس مقابر جنود تابعين للكومنولث من الحرب العالمية الثانية في مدافن عسكرية قرب بنغازي. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية جيريمي براون في مقابلة مع قناة سكاي ان الامر "مثير للسخط"، مضيفا ان "السلطات الليبية مصدومة للغاية ايضا". واوضح "اننا اجرينا اتصالا مباشرا بهم وقدموا اعتذارا والتزموا بكشف حقيقة ما حصل". وأكد المجلس الوطني الانتقالي الذي يحكم ليبيا منذ الثورة التي اطاحت بمعمر القذافي انه سيلاحق المسؤولين عن الاعتداء. وقال المجلس في بيان انه يعتذر عما حدث لقبور الجنود الأجانب خاصة القبور البريطانية والايطالية وقال ان هذا العمل ينافي تعاليم الاسلام. واضاف ان المجلس الوطني الانتقالي سيتصدى لهذا الامر في اطار القانون الليبي وسوف يلاحق مرتكبيه. وقال ان ما حدث لا يعكس الرأي العام الليبي حيث يدعو الاسلام إلى احترام الاديان الاخرى. وافادت صحيفة مايل ان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل وصف هذه الهجمات بأنها "لا اخلاقية وغير مسؤولة واجرامية" متعهدا ب"العثور وملاحقة المرتكبين". ويتمتع المجلس الوطني الانتقالي بعلاقات طيبة مع الدول الغربية بعد ان ساعدته حملة قصف شنها حلف شمال الاطلسي في الاطاحة بالقذافي ولا يشعر اغلب الليبيين العاديين بعداء تجاه الغرب. لكن اقلية من المتشددين الاسلاميين - الذين يعارضون اي وجود لغير المسلمين والذين شكلوا في بعض الحالات ميليشيات مدججة بالسلاح - كسبت نفوذا واسعا منذ انتهاء حكم القذافي الذي استمر 42 عاما في اغسطس/ آب الماضي. واظهرت لقطات مصورة التقطها هاو ونشرت على موقع فيسبوك على الانترنت رجالا يركلون شواهد القبور في جبانة حربية ويستخدمون مطارق ثقيلة في تهشيم صليب من المعدن والأحجار. وقالت مصادر مطلعة إن تحطيم قبور جنود بريطانيين وايطاليين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية "يحمل بصمات متشددين اسلاميين". وسمع صوت رجل يقول ان "هذا القبر يخص مسيحيا بينما كان يخلع شاهد القبر من الارض.. كما سمع صوت شخص آخر يقول عن الرفات المدفونة في هذه القبور انهم "كلاب". ووقع الاعتداء في مدينة بنغازي شرق ليبيا قرب موقع خاضت فيه قوات الكومنولث البريطاني معارك عنيفة ضد القوات الالمانية والايطالية خلال الحرب العالمية الثانية التي دارت رحاها بين عامي 1939 و1945. واشارت الخارجية البريطانية الى ان الهجمات التي ادت الى تضرر المئات من مقابر الجنود البريطانيين والتابعين لدول منظمة الكومنولث الذين قتلوا في شمال افريقيا خلال الحرب العالمية الثانية، حصلت يومي 24 و26 شباط/ فبراير في مقبرتين قريبتين من بنغازي. وقالت صحيفة مايل ان هذه الهجمات تاتي ردا على احراق جنود اميركيين مصاحف في افغانستان الشهر الماضي. ولفت براون الى ان الهجمات لم تكن تستهدف بريطانيا او المسيحيين تحديدا. وبحسب الموقع الالكتروني لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن هجوما اخر استهدف مقابر ايطالية قرب بنغازي. ومن بين المقاتلين ال1214 من الكومنولث المدفونين في بنغازي هناك حوالى 850 بريطانيا اضافة الى جنود هنود وجنوب افريقيين واستراليين وكنديين ونيوزيلنديين.