لم تعرف بعض النظم السياسية العربية العملية الانتخابية حتى الآن وعرف بعضها صورة متواضعة منها منذ فترة وجيزة، الأمر الذي يجعل تدوال السلطة لا تحظى بالأهمية في ثقافتنا العربية، أو على الأقل لم تترسخ بعد كأفضل آلية لانتقال السلطة. لاشك ان التداول السلمي للسلطة ظاهرة صحية وخطوة هامة في اتجاه صحيح لتكريس الممارسة الديمقراطية وهي ظاهرة غير جديدة في الحياة السياسية في بلدنا و وعهدناها في الحكومات السابقة والنخب السياسية والحقيقة انها اصبحت نهجا ثابتا نمارسة في كل فترة انتخابية واصبحت صناديق الاقتراع هي الفيصل ولها الكلمة الاخيرة باختيار من يريد الشعب ان يمثله في البرلمان وفي السلطة المحلية في الاحزاب السياسية وحتى في رئاسة الدولة والحديث، بالتأكيد، يدور هنا عن ممارسة نزيهة وشفافة وتتمتع بألمصداقية و يعبر الناس تعبيرا حرا فيها عن ارادتهم بعيدا عن اية ضغوطات وممارسات وارهاب سياسي وفكري وغير ذلك مما يزيف هذه الارادة ويغيبها. .وفي الدول ذات التقاليد البرلمانية والديمقراطية الراسخة مثل اليمن ، يدرك رئيس الدولة ان هناك دورة انتخابية قادمة ،في دورة للتداول السلمي للسلطة والقبول بما تفرزه تلك الصناديق. وفي اليمن ايضا، يجري التمييز الواضح بين السلطة والدولة، فالاولى متغيرة والثانية لها الثبات والديمومة.. ان ادراك فخامتة لهذا التمييز ضروري وهام، بالنسبة لنا في اليمن ،ونحن نرسخ الحياة البرلمانية كما نرسخ مفاهيم الديمقراطية، ونتوجه لبناء الدولة ومؤسساتها والتي هي بالقطع ليست ملكا او حكرا على شخص او فئة او طائفة ا و حزب او مجموعة احزاب بعينها، سواء كانت في السلطة ام في المعارضة،فهي لليمنين جميعا. ان ادراك هذه المسالة الهامة ومن قائدنا العظيم فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح، وتجسيد ذلك في القول والفعل وذلك عندما قدم استقالتة الى مجلس الشورى في 17 يوليو 1987 مطالبا اياهم بترشيح من يرون فية القدرة و الكفاءة وكان درس من دروس التعميق للممارسات الديمقراطية في فترة لم نكن نعرف ماذا تعنى الديمقراطية ولكن ارادة الشعب جعلت مجلس الشوري ترشح الرئيس لفترة رئاسيه ثالثة وا ن استمرارية فخامة الرئيس في السلطة جنب شعبنا ووطننا الكثير من الاشكاليات والاحتقان والصراعات ونحققت في تلك الوحدة والتي كانت حلم الشعب اليمني وصاحبتها التعددية الحزبية والآن يعلن الرئيس عدم ترشيح نفسة لفترة رئاسية قادمة. ان الحاجة الوطنية اليكم ما زالت قائمة-نعم - لقد حققتم الكثيرولكن نطالبكم بالمحافظة عليها كما ان هناك الكثير من الملفات الساخنة التى مازالت تحتاج جهد وطني ومنكم انتم شخصيا ولا سيما الاساسية والكبرى منها نعم يوجد الكثيرون من ابناء الوطن الذين عاصروك و لديهم الكفاءة ولكن هناك معايير غير ذات صلة بالكفاءة هي التى تضع الشخص المناسب بالمكان المناسب .