الثورة اليمنية تتجلى اليوم عظمتها في غمرة اعراس مباهج افراح الوطن بأعياده في المكاسب والانجازات العملاقة والتحولات العميقة وبما احدثته من قفزة كبرى غيرت جذرياً حياة شعبنا منتقلة به من مجاهيل تخلف العصور الغابرة التي كان يحياها في عهود الإمامة الكابوسية البائسة الكئيبة وجبروت نيرجور الهيمنة الاستعمارية البغيضة والتي لم يدركها الجيل الجديد الذي ولد وترعرع في كنف الثورة والجمهورية والوحدة ويصعب عليه تصورالاوضاع والظروف المأساوية للحياة التي عاشها الاباء والاجداد وهم يئنون تحت وطأة تراكم قرون من التخلف تغشاهم عتمة دياجير ليل الإمامة القاتم السواد يطحنهم الفقر جوعاً وفاقة وحرمان وتنهش اجسادهم الأمراض ويخيم الجهل على عقولهم وتسيطر عليها شعوذات وخرافات ابتكرها الامام كأحدى وسائل محاولته تأبيد نظام حكمه الكهنوتي الرجعي. بهذه النظرة الثاقبة لأهمية التاريخ وضرورة توثيقه وتدوينه بموضوعية وتجرد تحدث زعيم الوطن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الى المناضلين المشاركين في فعاليات ندوة الثورة اليمنية التي تحتضن جزءها الرابع مدينة تعز الباسلة. وفي سياق هذا الفهم المستوعب لضرورة نقل الصورة التاريخية الحقيقية لأجيال اليوم والغد عن تلك الازمنة المظلمة التي عاشها أبناء اليمن في ظل حكم الإمامة والاستعمار، ينبغي ان يفرغ المناضلون ماتختزنه ذاكرتهم عن تلك الفترة بصدق وحيادية وتجرد وموضوعية حتى يستوعب ابناء يمن الحاضر والمستقبل اننا عندما نقول عمّا كان قائماً فيها وما اتسمت به من فقر وجهل ومرض وبؤس وعوز، نعني مانقول وليس شعاراً لتجميل الحاضر بمقارنته بذلك الماضي البشع.. فالبون شاسع والمقارنة مستحيلة بين الحياة العصرية الحديثة التي نحياها اليوم، مستظلين بانجازات الجمهورية والوحدة والديمقراطية وبين تلك الحياة المتخلفة التي وضعت شعبنا خارج مساق مساره التاريخي الحضاري العريق. وعلى مدى الف ومائة عام يقول فخامة الرئيس "عاش شعبنا تخلف عهود الأئمة ويتقاتلون على ابواب صنعاء إمام يقتل إماماً وشعبنا الضحية لانه يدفع ثمن هذا الصراع". لذا ينبغي كتابة التاريخ بتجرد وموضوعية وبحس وطني مسؤول من مناضلي الثورة اليمنية -سبتمبر واكتوبر- لانهم حتى الآن سيشكلون ذاكرة الوطن وتظل حقائقه أمانة في اعناقهم وعليهم أن يرووها كما كانت فعلاً، لأن وقائعه واحداثه لم تعد ملكاً لهم بل للأجيال القادمة. وواضح هنا ان الاخ الرئيس يعطي اشارات واضحة الى تجنب الطابع الذاتي في رواية ماجرى في مختلف مراحل مسيرة النضال الوطني والثورة اليمنية، لمن كان شاهداً ومشاركاً في احداثها مقدماً إياها كحقيقة تاريخية مجردة كما وقعت حتى يكون ماقيل في هذه الندوة والندوات السابقة وثائق تاريخية حقيقية وليس مجرد كلام الغرض منه التزلف وتجيير المواقف النضالية للآخرين بصورة يبدو فيها عسف الحقائق على غير شاكلتها الصحيحة.. حتى يكون امام الدارسين والباحثين معلومات موثوقة لكتابة التاريخ الحقيقي للثورة اليمنية وكل مسيرة النضال الوطني لليمن المعاصر. ان تاريخاً عظيماً كهذا، يؤكد ان عجلة التاريخ لن تعود الى الخلف وعقارب الزمن لن ترجع الى الوراء.. فالثورة والجمهورية والوحدة اضحت اليوم راسخة رسوخ جبال هذا الوطن.. والمهمة الرئيسية المنتصبة الآن أمامنا هي توطيد وحدتنا الوطنية ورص صفوفنا والعمل معاً من أجل ان نكون مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات امام القانون.. ولامعنى لتلك الاطروحات التي حاولت ومازالت ليّ عنق التاريخ الناصع لواحدية الثورة اليمنية.. فهي كانت موحدة الأهداف التي هي تجسيد لواحدية النضال الوطني ضد الإمامة والاستعمار، انخرط في معمعان احداثه كل ابناء اليمن.. وانتصار الثورة والجمهورية هو نتاج لاستشعار تلك الواحدية الأزلية لليمن والتاريخ ارضاً وانساناً. فهنيئاً لشعبنا اليمني الأبي ومناضلي ثورته أعيادها المباركة الخالدة وليتغمد الله شهداءها الابرار بواسع رحمته ويدخلهم فسيح جناته.. متمنيين لليمن بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مزيداً من الانجازات والنجاحات والانتصارات المتعاظمة في ظل راية الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.