زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لبلادنا في ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها الشعب الفلسطيني والأمة العربية تؤكد عمق العلاقات اليمنية – الفلسطينية وضرورة التشاور في مستجدات الأحداث والمتغيرات في الساحة الفلسطينية والمنطقة عموماً . أن اليمن التي كانت دوماً تعتبر القضية الفلسطينية مركزية في مواقفها القومية تأتي هذه الزيارة للرئيس الفلسطيني محمود عباس لتبين مدى أهمية التشاور مع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي كان دائماً حريصاً على وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والتحديات، محاولة تفكيك الصف الفلسطيني، وتحويل المواجهة مع الاحتلال إلى مواجهة فلسطينية فلسطينية وهذه المواقف تجاهها عبر الأخوة الفلسطينيين من مختلف الفصائل عن تقديرهم الكبير لجهود اليمن ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني والإسهام في ترسيخ وحدة أبنائه الوطنية. ودون شك فإن زيارة الرئيس الفلسطيني هذه لليمن تأتي بعد الاستحقاق الانتخابي الفلسطيني وفي ظروف تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة بقيادة حماس كونها تمتلك الأغلبية في المجلس التشريعي الفلسطيني والتي جاء فوزها في الانتخابات الفلسطينية تأكيداً على قدرة الشعب الفلسطيني في ممارسة الديمقراطية وفي قدرته على إدارة دولته المستقلة التي طالما دائبت إسرائيل على التشكيك في ذلك ليكشف نجاح حماس في الاستحقاق الانتخابي وقبول فتح بذلك والموقف الغربي من هذا النجاح مدى ازدواجية معايير الدول الغربية حتى تجاه الديمقراطية .