حرصت اليمن قيادة وشعباً بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدا لله صالح على وقف العدوان الإسرائيلي المستمر والمتواصل على الشعب الفلسطيني والذي لم تتوقف وتيرته الوحشية من سنوات وزاد همجيته بعد الانتخابات الديمقراطية الحرة والنزيهة بشهادة العالم كله، لتتضاعف المأساة وترتفع المعاناة بفعل الحصار الاقتصادي عقاباً لإثبات أن ابناء فلسطين ديمقراطيون قادرون على تشييد بنى دولة ديمقراطية نموذجية متى انتهى الاحتلال وتحررت الأرض والإنسان وعادت القدس الشريف لتكون عاصمة لدولتهم المستقلة، وحرصت اليمن كذلك على وقف الحرب وانهاء العدوان الشامل الذي طال كل شيء في لبنان ويوشك ان ينتهي الشهر الأول ويدخل في الشهر الثاني والقتلى والجرحى بالآلاف والدمار والخراب نشرته قذائف الطائرات والبوارج والمدافع الإسرائيلية في كل مكان من ارض هذا البلد العربي الصغير بمساحته والكبير بصموده وبسالة ابنائه في الدفاع عن وطنهم رغم المذابح والمجازر التي ترتكبها اسرائيل مستهدفةً المدنيين الأبرياء من الاطفال والنساء والشيوخ، كل هذا الى جانب ادراك الأبعاد الخطرة المترتبة عن الحرب والعدوان الاسرائيلي على الشعبين اللبناني والفلسطيني وعلى العرب دولاً وشعوباً اذا ما استمرت مواقفها تراوح في مكانها وهو الذي دفع الأخ الرئيس منذ وقت مبكر الى الدعوة لتحرك عربي اكثر فعالية وتعبيراً عن الروح التضامنية بين ابناء الامة الواحدة، وهو مادفع اليمن الى الدعوة لعقد قمة عربية طارئة عند بداية العدوان والحرب الاسرائيلية على لبنان.. منطلقاً بذلك من رؤيته المستوعبة ألاَّ مخرج مماوصل اليه العرب الا بتضامنهم ووحدة صفهم دون النظر الى البلد العربي المبادر لمثل هذا التوجه، فالمهم ان يكون من يسعى ومن يبذل جهوداً صادقة باتجاه تحقيق الغايات والاهداف لأمة كانت صاحبة مشروع حضاري انساني وينبغي ان تظل كذلك، في هذا السياق كانت الدعوة لعقد القمة العربية الطارئة اثناء الاجتماع الاخير لوزراء الخارجية العرب في بيروت باعتبار ذلك ضرورة قومية ملحة تستوجبها التطورات والظروف الراهنة واليمن مثلما كان دوماً هو اليوم مع كل دعوة للم الشمل ومواجهة التحديات بصورة جماعية عربياً واسلامياً ليكون في مقدمة المستجيبين لدعوة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعقد قمة عربية طارئة في مكةالمكرمة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة لمواجهة الأوضاع التي يعيشها الشعبان اللبناني والفلسطيني جراء استمرار العدوان الاسرائيلي الغاشم عليهما والذي لن يتوقف مالم يكن هنالك اصطفاف عربي جاد وصادق نابع من رؤية موحدة، فاليمن كان ومازال وسيبقى مع التوافق والتلاقي والاجماع العربي المنبثق من تمثل مصالح الامة ومواجهة ابنائها لمجمل التحديات والأخطار.. لذا كان مع خيارات الشعب الفلسطيني واللبناني ومع النتائج التي خرج بها اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت ومع التحرك العربي لدعم لبنان بوقف الحرب والعدوان عليه عبر ايجاد قرار دولي متوازن يوقف الحرب الاجرامية الاسرائيلية عليه ومع كل مايحفظ له استقلاله وحريته على كامل ترابه الوطني ومع استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف عبر تسوية عادلة وشاملة تعيد السلام والاستقرار الى هذه المنطقة المشتعلة بالحروب الاسرائيلية منذ اكثر من نصف قرن على قاعدة مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المقرة في قمة بيروت العربية كقاعدة لسلام حقيقي وعادل يحقق الاستقرار والتعايش بسلام في المنطقة.. ولكن قناعته ان ذلك لايتحقق بالتمني بل بالعمل المثابر المشترك من جميع القادة العرب وهو الذي يقنع اسرائيل والدول الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية ان القوة لن تحقق الاستقرار لأحد في هذه المنطقة، فهي على العكس من ذلك لن تؤدي الا الى المزيد من اليأس والإحباط المولد للعنف المضاد المتفلت من عقاله بسبب الحرب الإجرامية البشعة التي تشنها اسرائيل على فلسطين ولبنان والذي سيتوجه للجميع في هذه المنطقة والعالم وهذا ماينبغي ادراكه من الولاياتالمتحدة وكل المجتمع الدولي قبل فوات الأوان، فالحرب على الارهاب تقتضي اولاً وقف ارهاب الدول القوية على الشعوب الضعيفة لاستلابها حقها وماترتكبه اسرائيل اليوم بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني خاصة في ظل شعورها المتزايد بالهزيمة انما هو ارهاب الدولة وجرائم ضد الانسانية وهي ترتكب كل ذلك تحت ذريعة الدفاع عن النفس ولاندري متى كان قتل الاطفال والشيوخ والنساء دفاعاً عن النفس!! فان لم يكن ما تقترفه اسرائيل من مجازر وما تلحقه من خراب ودمار في لبنان وفلسطين ارهاباً.. فماهو الارهاب اذاً في نظر المجتمع الدولي.. ان الوضع جد خطير وعلينا نحن ا لعرب قادة وانظمة وشعوباً بدرجة رئيسية وقف مايتعرض له الشعبان الفلسطيني واللبناني من عدوان وعلى المجتمع الدولي العمل على ايجاد حل دائم وشامل وقبل ذلك الاسراع في اصدار قرار بالوقف الفوري لاطلاق النار في لبنان ودون اي شروط مسبقة وهو مايقتضيه الواجب الاخلاقي الانساني ومن ثم بدء العمل باتجاه السلام الحقيقي المنشود للجميع في هذه المنطقة الملتهبة بالصراعات ورائحة البارود والدم