منطلق اليمن بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في دعواته ومبادراته المستمرة لحل الصراعات واحتواء الازمات بين ابناء اي بلد شقيق نابعة من رؤية عميقة تدرك بأن الأمن والاستقرار الاقليمي والعربي والدولي مترابط امتداداً وتأثيراً مباشراً وغير مباشر مع أمن واستقرار كل بلد ودولة عربية أو اقليمية في المحيط الافريقي والآسيوي وصولاً الى التأثير على الوضع الدولي برمته لاسيما اذا كانت الاوضاع غير المستقرة في منطقة كالشرق الاوسط وجنوب البحر الاحمر والقرن الافريقي.. وفلسطين والعراق ولبنان والصومال والسودان وافغانستان، شواهد تؤكد صحة نظرة اليمن ومواقفه المسؤولة تجاه الاحداث التي حصلت وتحصل في هذه الدول، وانعكاساتها ونتائجها السلبية على وضع كل دولة والمنطقة والعالم برمته.. ولاتحتاج الى إثبات صحة الرؤية اليمنية. في هذا السياق تنصب توجهات اليمن والمتمثلة في احتضانه ورعايته للعديد من جولات المصالحة بين فرقاء الصراع في الصومال من بداية نشوب هذا الصراع في هذا البلد الشقيق قبل 16 عاماً وآخرها الحوار بين المحاكم الاسلامية والبرلمان الصومالي في عدن، وفي نفس الاتجاه تأتي دعوات الاشقاء في العراق وفلسطين ولبنان والسودان الى المصالحة والوفاق والاتفاق عبر حوارات بناءه منبثقة من نوايا صادقة تعبر حتى في اختلافاتها وتبايناتها عن المصلحة الوطنية الصومالية أو العراقية أو الفلسطينية أو اللبنانية. وبدون شك فإن ماحدث ويحدث في العراق من احداث تتخذ بصورة متزايدة منحى خطيراً باتجاه الفتنة الطائفية والمذهبية والحرب الأهلية وكذلك الوضع في لبنان هو الآخر الذي توشك نيران الفتنة فيه على الاشتعال وفي وقت كنا قد أعتقدنا ان الوفاق والتوافق الوطني قد اصبح سيد الساحة وان الحرب والاقتتال الطائفي بين ابناء الوطن قد اضحى من الماضي، فجأة تنقل الخلافات من طاولة الحوار الى الشارع في وجود من ينفخ في بقايا نار الفتنة تحت الرماد.. ومن هنا وحرصاً على عدم عودة الاشقاء الى الماضي المأساوي كانت اتصالات الأخ الرئيس بالقيادات اللبنانية للعودة الى الحوار. وفي اطار حرص فخامة الرئيس جاء اتصاله بأخويه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مطلع الاسبوع بعد ان لاحت في الأفق شرارة الفتنة بإراقة الدم الفلسطيني في شوارع غزة والذي كان خطاً احمر لكل الفصائل آخذاً في الاعتبار خصوصية الوضع في فلسطين عربياً واسلامياً. وفي هذا كله لم يدّع اليمن انه الوحيد في هذا التوجه والحرص وان دوره كان فاعلاً في الوصول الى المصالحة والوفاق في كل هذه الساحات الا انه لايستطيع ان يقف متفرجاً ولايتخذ مواقف تجاه التحديات والاخطار التي تواجه اشقاءه، لأن واجبه ومسؤولياته القومية والاسلامية والانسانية تقتضي منه ذلك ولامعنى لما يطرحه البعض في بعض الصحف انه من وراء هذه الجهود يهدف الى البحث عن دور اقليمي فهو لايحتاج الى مثل هذا الدور لأنه موجود اصلاً بفعل عوامل تاريخية وحضارية وجيوسياسية واقتصادية وأمنية مثلما يهمه أمن واستقرار كل دول المنطقة منفردة وبصورة جماعية..وتأسيساً على هذا فإن على هؤلاء ان يعوا ان الأمن والاستقرار والسلام كل لايتجزأ في عالم اليوم.