اهتمام وحرص اليمن بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على أمن واستقرار الصومال موقف لايحتاج الى تأكيد بعد ان اصبح احد مسلمات السياسة الخارجية الاقليمية تجاه القرن الافريقي بصفة عامة وهذا البلد المنكوب بالحروب والصراعات لأكثر من عقد ونصف لم تجلب سنواتها العجاف لابنائه سوى ويلات الخراب والدمار والتمزق والفرقة بصفة خاصة وطوال هذه الفترة كان اليمن يبذل قصارى جهده لاستعادة السلام وبناء مؤسسات الدولة الصومالية المدمرة على قاعدة وحدة الصومال ارضاً وانساناً مقدماً كل اشكال الدعم لأية جهود عربية وافريقية ودولية لتحقيق هذه الغاية. وقد احتضن اليمن العديد من لقاءات وحوارات المصالحة بين كل الفرقاء دون تمييز او انحياز لهذا الفريق أو ذاك، وكل هذا كان تحت الرعاية المباشرة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح وهي جهود ومواقف مدركة ومستوعبة ومحل تقدير من الشعب الصومالي وقياداته، وقدرة اليمن على الاسهام في جهود المصالحة الصومالية تعود الى امتلاكه علاقة جيدة مع الجميع وهو لم ولن يكون طرفاً في اية صراعات او خلافات حدثت وتحدث في الصومال انطلاقاً من رؤيته ان الأمن الاستقرار في القرن الافريقي ومنطقة جنوب البحر الأحمر منظومة متكاملة وأية صراعات أو حروب داخلية في اي دولة من دولها أو بين دوله بالضرورة تتأثر بها كل دول هذا الاقليم والمنطقة ويؤثر ذلك على الأمن والاستقرار الدولي لاسيما اذا مانظرنا الى الاهمية الحيوية والاستراتيجية التي يمثلها جنوب البحر الاحمر والقرن الافريقي جيوسياسياً للاقتصاد العالمي ناهيك عن الآثار السلبية التي تترتب عليها لدول الجوار الاقليمي على الاقتصاد والتنمية والبناء والتطور ويكفي لاثبات صحة ذلك الاشارة الى نزوح عشرات آلالاف هروباً من الحرب في الصومال الى اليمن والذين لايدخل جميعهم في مفهوم اللاجئين والغالبية منهم غير مدونين في سجلات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لكن رغم ذلك فان اليمن يؤدي واجبه في هذا المجال إزاء الشعب الصومالي الشقيق الذي تربطه بالشعب اليمني علاقات إخاء تاريخية وأزلية متينة ومع استمرار الصراع تزداد اعدادهم واليمن لاتستطيع إلاَّ احتضانهم استشعاراً لمسؤوليتها الأخوية الاخلاقية والانسانية مع ادراكها التبعات الاقتصادية والمخاطر الأمنية من جراء ذلك وادراكاً من اليمن بأن أي تدهور في أوضاع الصومال والقرن الافريقي عموماً يؤثر سلباً على أمن واستقرار اليمن والمنطقة كلها وبالتالي فان المسؤولية والمصلحة تقتضي ان نعمل مع كل دول القرن الافريقي على الحيلولة دون استمرار الصراع في الصومال وفي هذا السياق تأتي زيارة رئيس المحاكم الاسلامية الصومالية شريف شيخ أحمد وقبل ذلك زيارة رئيس البرلمان الصومالي ورئيس الحكومة الانتقالية الصومالية وغيرهم من القيادات الصومالية لتمثل استمرارية لما قام به اليمن سابقاً تحقيقاً للمصالح بين الاشقاء الصوماليين وقد نجحت جهود اليمن لاحتواء الخلافات التي نشأت في جيبوتي بعد التوقيع على إتفاق المصالحة في عدن وبعد المصالحة الأخيرة في كينيا وان شاء الله تنجح الجهود الحالية وبتعاون كل دول المنطقة في المصالحة بين المحاكم الاسلامية وبقية الفرقاء في الحكومة الصومالية.. نأمل ان يتعاون الاشقاء في الصومال والدول المجاورة الى ايجاد حل لوقف الحرب الناشبة بين الحكومة والمحاكم والحيلولة دون أية صراعات مستقبلية في هذا البلد. ان اليمن كان وسيبقى الأكثر فهماً ووعياً واستشعاراً بأهمية وضرورة أمن واستقرار وسلام ووحدة الصومال والتي تمثل الاتجاه الصحيح للخروج من الوضع الذي طال أمده وبدأ يأخذ مساراً واضحاً يهدد استقرار الجميع وبالتالي لا خيار امام الصوماليين إلاَّ المصالحة فيما بينهم على قاعدة الاعتراف بالآخر والقبول بالتعايش معه في إطار تعزيز الوحد ة الوطنية الصومالية والقواسم المشتركة التي تحقق مصلحة الصومال أولاً وتصون أمنه وإستقراره ووحدته وتنأى بالصومال عن أي تدخلات خارجية في شؤونه الداخلية.. وعلى دول الجوار ان تعمل على تعزيز وترسيخ توجهات المصالحة لأن في ذلك مصلحة الصومال وكل دول المنطقة، وعلى المجتمع الدولي ان يسند مثل هذا التوجه ففيه عودة الاستقرار والسلام وضمان اقامة مؤسسات الدولة الصومالية التي تجعل الصومال قادراً على الاسهام بدوره في خدمة الاستقرار الاقليمي وتعزيز جهود مكافحة الارهاب