رصد تدين أوامر الإعدام الحوثية وتطالب الأمم المتحدة بالتدخل لإيقاف المحاكمات الجماعية    شبكة مالية سرية لتبييض الأموال وغسلها والتحكم بمفاصل اقتصاد اليمن    الملايين بالعملة الصعبة دخل القنصليات يلتهمها أحمد بن مبارك لأربع سنوات ماضية    5 آلاف عبر مطار صنعاء.. وصول 14 ألف حاج يمني إلى السعودية    شهداء بينهم أطفال إثر غارات ليلية على غزة وتصنيف جباليا وبيت حانون "منكوبتين"    ريال مدريد يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا    بالصور: اهتمام دبلوماسي بمنتخب السيدات السعودي في إسبانيا    بالصور.. باتشوكا يحصد لقب دوري أبطال الكونكاكاف    جدول مباريات وترتيب مجموعة منتخب الإمارات في تصفيات كأس العالم 2026    جماعة الحوثي تطلب تدخل هذا الطرف الدولي لوقف تصعيد الشرعية وقرارات "مركزي عدن"    ضربات هي الإعنف على الإطلاق.. صحيفة تكشف عن تغير أسلوب ''التحالف'' في التعامل مع الحوثيين    يقتل شقيقه بدم بارد.. جريمة مروعة تهز مارب    القبض على أكثر من 300 أجنبي في مديرية واحدة دخلوا اليمن بطريقة غير شرعية    من لطائف تشابه الأسماء .. محمود شاكر    مصرف الراجحي يوقف تحويلاته عبر ستة بنوك تجارية يمنية بتوجيهات من البنك المركزي في عدن    الانتقالي الجنوبي ثمرة نضالات طويلة وعنوان قضية شعب    ازمة الانتقالي الشراكة مع الأعداء التاريخيين للجنوب العربي الأرض والإنسان    تاجرين من كبار الفاسدين اليمنيين يسيطران على كهرباء عدن    كرة القدم تُلهم الجنون: اقتحامات نهائي دوري أبطال أوروبا تُظهر شغف المُشجعين    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    فضيحة حوثية تُثير موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي و تُهدد الاقتصاد (صورة)    كشف هوية القاضي الذي أثار موجة غضب بعد إصداره أحكام الإعدام اليوم في صنعاء    عيدروس الزُبيدي يصدر قراراً بتعيينات جديدة في الانتقالي    تجدد مواجهة مصيرية بين سكان صنعاء و الحوثيين    "لماذا اليمن في شقاء وتخلف"...ضاحي خلفان يُطلق النار على الحوثيين    المرصد اليمني: أكثر من 150 مدنياً سقطوا ضحايا جراء الألغام منذ يناير الماضي    كيف أفشل البنك المركزي اليمني أكبر مخططات الحوثيين للسيطرة على البلاد؟    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    جريمة مروعة تهز المنصورة بعدن.. طفلة تودع الحياة خنقًا في منزلها.. من حرمها من حق الحياة؟    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    ضربة موجعة للحوثيين على حدود تعز والحديدة بفضل بسالة القوات المشتركة    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    سلم منه نسخة لمكتب ممثل الامم المتحدة لليمن في الاردن ومكتب العليمي    صندق النقد الدولي يعلن التوصل لاتفاق مع اوكرانيا لتقديم مساعدة مالية بقيمة 2.2 مليار دولار    استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 350 في مجازر جديدة للاحتلال في غزة    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    بنك سويسري يتعرّض للعقوبة لقيامه بغسيل أموال مسروقة للهالك عفاش    مجلس القيادة يؤكد دعمه لقرارات البنك المركزي ويحث على مواصلة الحزم الاقتصادي    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    خراب    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    الامتحانات.. وبوابة العبور    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس الصومالي :على عبدالله صالح الزعيم العربي الوحيد الذي يقف إلى جوار الصومال
نشر في 26 سبتمبر يوم 24 - 06 - 2005

أكد الرئيس الصومالي عبدالله يوسف احمد ان الجهود الكبيرة التي يبذلها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح قد جعلت للقضية الصومالية حضوراً فاعلاً في كافة المحافل العربية والإقليمية والدولية ..مضيفاً ان فخامته كان له بصمات جليلة في كافة مراحل المصالحة وتقريب وجهات النظر بين كافة الفصائل الصومالية .. ويسعى حالياً لتذليل الصعوبات والعراقيل التي تعترض طريق المصالحة الصومالية بعد اتفاق السلام في نيروبي ..
واشارفخامة الرئيس الصومالي ان الشعب الصومالي لن ينسى تلك الجهود وستظل جهود لفخامة الرئيس على عبدالله صالح والشعب اليمني محل تقدير ابناء الشعب الصومالي .
وانتقد الرئيس الصومالي في حديث ل"26سبتمبر" موقف المجتمع الدولي من القضية الصومالية وإهماله للقضية الصومالية
كما تطرق الرئيس الصومالي عبدالله يوسف احمد إلى الأوضاع على الأرض الصومالية مؤكداً أن جوهرالمشكلة الصومالية حالياً هووجود الفوضى في العاصمة مقديشو وقال ان معالجة هذه المشكلة فان بقية المشاكل ستحل بسهولة كما تحدث عن أولوياته في الرئاسة الصومالية إلى جانب عدد من القضايا الأخرى
فإلى نص الحوار
* اهتمام اليمن باستعادة الاشقاء الصوماليين استقرار وطنهم وبنائه جسدتها القيادة السياسية بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في جهود المصالحة وزيارتكم هذه ليست الاولى لكنها تأتي في سياق غايتها - بناء الدولة الصومالية وعودة السلام الى كل ارجاء الصومال.. فخامة الرئيس ما هي ابرز زيارتكم هذه لوطنكم الثاني اليمن؟
** زيارتي لليمن الشقيق هي ليست الاولى وكان لي زيارات سابقة جميعها تأتي في اطار التشاور الاخوي الهادف الى تجاوز الصومال حالة اوضاعه الناتجة عن الصراع والاحتراب الداخلي المستمر من 15 عاماً.. ومن المهم التأكيد هنا ان لقاءاتي ومحادثاتي مع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ومع الاشقاء في اليمن تشكل لديّ وعياً بمدى العواطف الاخوية والمشاعر الصادقة التي يكنه ابناء اليمن لاشقائهم في الصومال وحرصهم على عودة السلام وتحقيق الاستقرار.
واليمن قيادة وشعباً ينظرون الى الصومال وكأنه وطنهم وهذا يمكن ان يلمسه اي متابع لمواقف اليمن تجاه الصومال التي يعبر عنها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ودعوته الدائمة لكل الاطراف الصومالية للمصالحة، وصنعاء احتضنت اكثر من مرة واكثر من لقاء اسهمت ايجابياً في جهود المصالحة التي وصلت من خلالها الى مراحلها النهائية ونحن في الصومال لن ننسى ما قدمه اليمن لنا في محنتنا، وجسدت معاني الاخوة والوفاء للوشائج والروابط التاريخية بين الشعبين اليمني والصومالي.
وطبعاً الصلات والاواصر التاريخية اكسبت العلاقات بين الشعبين تداخلاً حضارياً وثقافياً يتجاوز الجوار الجغرافي الى انتماء الصومال العربي والاسلامي، وهذا اكسب العلاقة اليمنية الصومالية بعداً وتميزاً وخصوصية في اطار والتأثير والحضور الايجابي في القرن الافريقي.. وبدون شك فإن مساعي اليمن الحريصة على استقرار الصومال وامساك ابنائه زمام امورهم بأيديهم نابع من ادراكهم ان ذلك يصب لصالح الاستقرار في منطقة القرن الافريقي وجنوب البحر الاحمر.. لذا تنظر اليمن لاستقرار الصومال من منظور الاهمية التي سيشكلها في تعزيز الاستقرار لكل دول المنطقة، ومن ثم يمكن القول ان السلام والاستقرار في الصومال يخدم المصالح القومية لليمن.
وما يؤكد كل هذا الاهتمام اليمني بالشأن الصومالي وبتحقيق مصالحة فعلية بين كل ابنائه هي زيارتي هذه لليمن الشقيق.. فبمجرد سماع فخامة اخي الرئيس علي عبدالله صالح يبرز بعض الصعوبات امام تحقيق ما توصل اليه الصوماليون من اتفاقات في كينيا برعاية دول الايجاد والاتحاد الاوروبي والافريقي والتي على اساسها انتخب الصوماليون برلمانيهم الذين يمثلون كل ابناء الشعب الصومالي ومنه انتخبت رئيساً، وعلى اساسه شكلت الحكومة وسارعت الى بذل جهود لتطويق الخلافات والتباينات التي تؤثر على مسيرة عودة الاستقرار وبناء الدولة الصومالية ، واستجبنا لهذه الدعوة ونحن في صنعاء مع رئيس البرلمان استجابة لدعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لحل هذه الاشكاليات التي اعترضت مسيرة المصالحة وان شاء الله لن نتوقف لكل ما من شأنه عودة السلام والاستقرار لبلدنا.
* اشارت الصحافة ووسائل الاعلام الى بعض الصعوبات التي تعترض مسيرة المصالحة الصومالية.. كيف تقرأون امكانية الوساطة التي يقوم بها الرئيس علي عبدالله صالح لحل هذا الاشكال؟
** فخامة الرئيس علي عبد الله صالح قائد سياسي عربي واعٍ وناضج وعلى معرفة واطلاع دقيق بكل مشاكل الصومال ويعايشها عن قرب وهو من هذ المنطلق يبذل قصارى جهده للحيلولة دون تعثر مسيرة السلام والاستقرار الصومالية بتقريب وجهات النظر من خلال التقاء الاطراف الصومالية وطرح كل ما لديهم ومناقشتها من موقع مصلحة الصومال واستقراره وبناء دولته ينبغي ان نترفع على كل ما عداها من التباينات ، ولكن في اعتقادي ان المطلوب اولاً ان نكون نحن الصوماليين حريصين على استقرار وطننا ومستعدين للقبول بالحلول التي تصب في مصلحة الشعب الصومالي، يعني ان نكون نحن الصوماليون مستعدين للقبول بالحلول التي تطرح علينا من الرئيس علي عبدالله صالح ومن ثم امساك زمام امورنا بأيدينا وإلاّ فإن الجهود الصادقة والمخلصة من الرئيس علي عبدالله صالح بمثابة ايضاح الطريق التي ينبغي علينا السير فيها لمصلحة بلدنا وشعبنا بتبيين الخطأ من الصواب وتقديم النصح الذي يفترض الاخذ به من اجل خير الصومال والصوماليين.. مع ذلك وكما قلت ينبغي اولاً ان نكون مستعدين للتصالح ونوايانا صادقة ونابعة من ان مصلحة الصومال واستعادة استقراره وبناء دولته هو الاساس.. فإذا لم نكن مستعدين لحل مشاكلنا بالحلول والمعالجات التي تطرح علينا من منطلق الحرص على الصومال.. بدون ذلك لن تحل مشاكلنا.. وهذا بطبيعة الحال ليس خاصية تنفرد بها الصومال ولكن ينطبق على الكثير من البلدان التي تعاني او عانت من مشاكل وصراعات مثل الصومال والامثلة كثيرة يمكن ان نوردها في افريقيا والوطن العربي والعالم، ويكفي ان اشير الى لبنان الذي لم يستطع احد حل مشاكل هذا البلد الا عندما اقتنع فرقاء الصراع بضرورة الحل، وكذلك السودان يعد في حل مشكلة جنوبه مثالاً قريباً وقس على هذا.. وبالنسبة لنا نحن الصوماليين اذا لم نصل الى اقتناع بضرورة مد ايدينا لبعضنا البعض لمصلحة وطننا وبناء حاضره ومستقبله فلن تنجح أية مساعٍ مهما كانت صادقة ومخلصة ، وبالنسبة لما نحن من اجله في صنعاء علينا ان نتحلى بالجرأة والشجاعة لتغليب مصلحة الصومال على ما عداها من المصالح الاخرى والاصغاء الى الاشقاء في اليمن الذين يرجون كل الخير لنا قيادة وشعباً ويعملون جادين لانجاح مسيرة السلام في اعادة الاستقرار وبناء الدولة الصومالية وتحقيق النماء والتطور لكل ابناء الوطن الصومالي.
* هل يمكن ان تعطونا الخطوط العريضة التي يتطلبها الصومال لتحقيق ذلك؟
** نحن في اطار العمل القومي الصومالي استطعنا تجاوز الكثير من المعوقات والصعوبات التي كانت تعترض مسيرة اخراج وطننا مما هو فيه وبدأنا ننتقل من الاتفاق النظري الذي من ابرز خطوطه الرئيسية نزع سلاح المليشيات التابعة للأطراف المقاتلة وفرض الامن الذي يعيد الاستقرار للوطن واعماره واعادة بناء مؤسسات الدولة التي تمثل كل ابناء الصومال في اطار المصالحة.. وعدم قبول اي طرف بهذا يعني التراجع عن المصالح وعدم الرغبة في استعادة الصومال لاستقراره والتذرع بأسباب مختلفة ، ومن جديد يكررونا الكلام والجدل غير المبدئي بهدف الحيلولة دون انجاح مسيرة السلام،.. كقول ان هذا المكان او المدينة من الصومال افضل من الاخرى، يدخولنا مجدداً في جدال غير مبدئي بينما نحن ننظر الى كل الصومال كوطن واحد وشعب واحد، واية خيارات تخدم تحقيق المصالح يجب القيام بها وأية خيارات تعرقلها ينبغي تجنبها كقول: هل علينا ان نذهب الى العاصمة مقديشو؟ نعم سنذهب في النهاية الى العاصمة مقديشو ولكن كدولة قادرة على فرض النظام وليس كأطراف متحاربة مازالت محتفظة بمليشياتها المسلحة، ولكن هذا لا يمنعنا من الذهاب قبل العاصمة الى مكان آخر من الصومال، ونبدأ في بناء الدولة أليست المصالحة من اجل الصومال كله وارض الوطن الصومالي ملكاً لكل الصوماليين، ماالذي يضر لو بدأنا من اي مكان في الصومال ما دام ذلك يخدم استقرار الصومال.. جدال كهذا كما ترون ليس له معنى ولا هو موضوعي ولا مبدئي سوى البحث عن سبب ولو تافه يبرر الدخول مجدداً في النزاع من جديد لنعود الى الفرقة والاختلاف الذي كنا عليه وجاءت المصالحة التي اجمع عليها الشعب الصومالي لإنهائها ونعود الى حيث كنا.
* هذه ليست المصالحة الاولى بل سبقتها مصالحات سابقة لكنها انتهت الى نفس الاشكاليات والخلافات .. ماذا عن امكانية احتواء ذلك هذه المرة بحلول توفق بين كل الاطراف لمصلحة الصومال؟
** النزاعات والخلافات والصراعات التي حصلت في الصومال وكذلك ما تشاهدونه اليوم اختلافات ليست من عادات وتقاليد وتراث الشعب الصومالي وهي ليست من طبيعتنا وما حصل من فشل في محاولة سابقة لحل مشاكل الصومال ،فهذا يمكن ان يحصل لأي بلد في العالم ليس لأن الشعب او المجتمع او الناس لا يريدون السلام والاستقرار لوطنهم ولكن بسبب وجود الشقاق داخل هذا البلد لهم مصلحة من استمرار الصراع والشقاق والخلاف.. هؤلاء عادة هم افراد من مصلحتهم ان لا تستقر البلد.. يمكن ان يكونوا تجار حروب او ان الوضع غير المستقر مكّنهم من السيطرة على مواقع تحقق لهم مكاسب لذا لا يريدون عودة الاستقرار والسلام وبناء الدولة وفرض هيبتها كممثلة لكل ابناء الشعب وهم احياناً افراد لا يتجاوزون عدد اصابع اليد.. نحن واعون بكل هذا محسبون لذلك، وما نحن بصدده هو مصلحة الشعب الصومالي كله التي لن نضحي بها من اجل مصالح مجموعة بسيطة تعتقد ان استعادة الوطن لعافيته ضد مصالحها.. الجميع في الصومال مع المصالحة واستقرار وطنهم.. ومادام الشعب الصومالي كله يمضي في طريق المصالحة فلن تتوقف مسيرتها من اجل هؤلاء واستجابتنا لدعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح منبثقة من ادراكنا انه يعمل ويسعى جاهداً لخير الشعب الصومالي واستقراره، وحتى لا يقال عنا اننا متعنتون ونرفض التفاهم لتحقيق مصالحة ترضي جميع الاطراف .. اليمن والعرب والمسلمون والافارقة ، لا بل العالم كله مع المصالحة في الصومال واذا لم يقبلوا بذلك هناك خيارات اخرى سوف نقوم بها.. نحن نعطيهم وقتاً ليفكروا ويعيدوا النظر في مواقف حتى لا يقال عنا اننا ضد المصالحة.. وان شاء الله ينجح الرئيس علي عبدالله صالح في مساعيه وننجح نحن الصوماليين في تجاوز هذه العقبة في طريق استقرار الصومال.. نحن نعرف ان اليمن مر ببعض المشاكل التي مررنا بها نحن في الصومال وندرك ان الحرب والصراع ليسا في مصلحة الوطن والشعب ، وهذا يعرفه العالم كله وواضح من خلال الكلام الذي سيطرح من الطرفين من يريد استمرار المشاكل ، من يريد المصالحة.
* نحن نعرف ان الصعوبات التي واجهتها ويواجهها الصومال لإعادة استقراره تحتاج الى دعم وامكانيات وفي مقدتها الجوانب الامنية.. مثل قوات حفظ السلام من الدول التي اسهمت في المصالحة او من الاتحاد الافريقي .. أيوجد توجه كهذا؟
** لاشك ان هناك قوى خارجية لا تريد عودة الاستقرار الى الصومال وهذه تلتقي مع قوىً داخل الصومال.. وهذا يجعلنا نواجه مصاعب وتحديات تقتضي منا نحن الصوماليين كشعب ان نعمل جميعاً من اجل ان نعديها ونتجاوزها ، ولهذا فإن السلام والاستقرار يحتاجان منا الى إرادة اولاً نحن في الصومال ونحتاج الى إرادة من دول الجوار، وهذه الا رادة اذا توافرت فلن يستطيع أي شخص الوقوف امامها ، وتخاطبنا مع هؤلاء الاشخاص الذين يخلقون المصاعب الهدف منها إغلاق أية مبررات لعرقلة المصالحة.
نحن طبعاً طلبنا مساعدات من الايجاد ومساعدة من الدول الافريقية وكذلك من الدول العربية وقد حاولنا اكثر من مرة ومازلنا نسعى وان شاء الله يستجيبو لنا ويقدمون المساعدات التي نحتاجها لتحقيق الاستقرار في الصومال.
* فخامة الرئيس علي عبدالله صالح دعا ويدعو الدول العربية والمجتمع الدولي الى مساعدة الصومال لاستعادة استقراره.. هل لمستم استجابة لها؟
** بالطبع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لم تتوقف جهوده عند مساعدة الصوماليين في حل مشاكلهم وتجاوز الصعوبات التي تعترض طريق المصالحة بينهم وكان طوال فترة الخلافات والنزاعات في الصومال يوجه الدعوات المتكررة للصوماليين ان يتصالحوا ويعيدوا السلام والاستقرار لوطنهم ويتفرغوا لبنائه، وان ينبذوا كل اشكال الفرقة والتمزق ودائماً كنت اشاهده وهو يدعو كافة الدول العربية والاسلامية والاوروبية لمساعدة الصومال للخروج من محنته سواء في المنابر العربية والاسلامية والدولية او في زيارته ولقاءاته ومحادثاته مع قادة الدول التي كان يزورها او القادة الذين يزورون اليمن وكانت اهتماماته هذه لها اصداؤها في كل انحاء العالم، وهذه المواقف تغلغلت في اعماق ابناء الصومال وستظل محل تقديرهم واحترامهم ولن ينسوا لليمن الشقيق وقائده الرئيس علي عبدالله صالح هذه الوقفة معهم.
* هل كان لها تأثير ايجابي أدت الى استجابة عربية ودولية لمساعدة الصوماليين في تجاوز اوضاعهم؟
** طبعاً كان لدعوات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح نتائج ايجابية عبر عنها عربياً باستمرار حضور الصومال والمشاكل التي يواجهها في الجامعة العربية وعلى المستوى الدولي أيضاً ابقت الصومال محل اهتمام المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة، لكن معظم استجابات دعوة فخامته كانت ناصحة ولكن اسهمت بشكل مباشر في جهود المصالحة سواء في جيبوتي او كينيا والمؤسف ان العرب كان دورهم ثانوياً، الدور العربي حتى الآن غائب بالنسبة للصومال ولم يكن للعرب حضور مؤثر مادي أو معنوي سواء في المصالحة او في تقديم المساعدة.. وجهود اليمن هي جهود ذاتية تحسب للرئيس علي عبدالله صالح وكان يسعى دائماً الى تطور هذه الجهود في دعم الصومال ومساعدته طابع جماعي عربي ولكن على ما يبدو حتى الآن لم يلق تجاوباً من بقية الاشقاء.. نحن لم نفقد الامل في اخواننا العرب ولكن يبقى ان الواقع هو ان العرب ليس لهم دور وهذا ما جعلنا نلجأ الى دول «الايجاد» والافارقة الذي تبلوره جهودهم في المصالحة الاولى والثانية التي نحن الآن نسير فيها وإن شاء الله يكتب لها النجاح.
* في نفس الفترة التي تفجرت فيه الاحداث في الصومال شهدت دول اخرى في القارة الافريقية صراعات اكثر تعقيداً مماهو في الصومال ولكن سرعان ما رمى المجتمع الدولي بثقله وتم حلها بينما ظلت الصومال خارج اجندة المجتمع الدولي.. لماذا؟
** صحيح الصراع في الصومال مستمر منذ 15 عاماً وتجاه ما يحدث فيه هناك تجاهل عام من المجتمع الدولي من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واستطيع القول ان هذا التجاهل ازاء الوضع في الصومال مستمر حتى الآن.. نعم انصب الاهتمام على قضايا اكثر تعقيداً في افريقياً.. لماذا؟ لان النزاعات في تلك الدول مصالحهم استدعت حلها سريعاً.. في الصومال هذه المصالح تتطلب بقاء الوضع مثلما هو.. الدول الكبرى تتخذ قراراتها وفقاً لاستراتيجيات وحسب هذه الاستراتيجيات يكون الاهتمام والتحرك لحل هذا النزاع او تعقيده واحياناً تجاهل ما يحدث في هذا البلد.. أنا لا أعرف بالضبط ما هي تلك الاستراتيجيات ولكن تصرفاتهم تقول ذلك.. مع ذلك لم يكن الاهتمام غائب نهائياً.. المصالحة التي جرت في كينيا مولت من الاتحاد الاوروبي.. (90٪) من الامكانات المالية دفعها الاتحاد الاوروبي، هذا يقلل من حدة التجاهل لقضيتنا ولكن لا يعني انه الاهتمام المطلوب كما هو واضح رأي الاوروبيين من خلال ما قدموه يتلخص في المساعدة على حل الصوماليين لمشاكلهم ولكن يبقى الحل الحقيقي بأيدينا نحن الصوماليين أبعد من هذا لن يذهبوا.. نحن ندرك هذا الآن بوضوح وعلينا جميعاً ان نعي هذه الحقيقة.. الكرة الآن في ملعبنا ابناء الصومال.. هناك آمل آخر هو التحرك العربي والاسلامي لمساعدة الصومال.. اذا لم يكن هناك ضغط من العرب و المسلمين لن يتحرك المجتمع الدولي والقوى المؤثرة فيه التي تقول: مادام عيون العالم العربي والاسلامي مغمضة عن الصومال لماذا نحن نهتم.
* المصالحة تمت في كينيا.. انتخب برلمان ورئيس للصومال وتشكلت حكومة ولكن هذا لم ينه الفوضى لا سيما في العاصمة مقديشو.. فخامتكم تقولون: لا تراجع عن المصالحة هذه المرة.. ما هي التوجهات التي ستواجهون بها تحديات نجاح المصالحة؟
** حالة الفوضى في العاصمة مقديشو هي امر واقع وكما اعرفه انا تعرفه انت.. استطيع القول ان اساس المشكلة الصومالية الفوضى العامة في العاصمة مقديشو حل المشاكل في بقية الصومال امرها بسيط فبقية ابناء الصومال شعب واحد وارضهم واحدة.. لذا على الدولة والحكومة والتي تشكلت وفقاً للمصالحة ان يكون لديها خطة لكيفية حل مشكلة الوضع في مقديشو.. ونحن سنبدأ بالحوار مع الاخوة المسيطرين في العاصمة كأخوة وسوف نحاول بالتفاهم الوصول الى حلول تنهي هذه الفوضى، سوف نطرح عليهم البدائل كاستيعابهم في الجيش والامن.. لأن الدولة محتاجة الى الجيش والشرطة لفرض هيبتها واذا رفض البعض واصر على موقفه بكل تأكيد سنواجههم كدولة شرعية للصومال، وفي تقديرنا هذه المواجهة ستكون مع نسبة ضئيلة جداً من الشعب الصومالي.
* اذا وصلتم مع بعض المليشيات الى طريق مسدود في اطار المصالحة.. هل ستستعينون بدعم خارجي؟.. بمعنى هل سيكون غطاء اقليمي ودولي للمواجهة مع من لا يريدون المصالحة؟
** الدولة الصومالية لديها استراتيجية لتحقيق المصالحة.. استخدام القوة هو الخيار الاخير.. نحن سنبدأ بالتفاهم معهم بتقديم العروض لهم واستيعابهم في الجيش والشرطة وكل ما يطلبونه في هذا الاطار.. بعدها مع من بقي مستمر في حالة الفوضى ستكون المواجهة وسوف نحتاج عندها لدعم وغطاء اقليمي ودولي لتحقيق ذلك.
* خلال فترة الصراع في الصومال كان هناك اكثر من واحة استقرار.. مثل منطقة ارض الصومال ومنطقة البوتلاند.. ما مدى امكانية تعميم هذا النموذج على الصومال كلها؟
** الشعب الصومالي واحد.. لا يوجد فيه اقليات ولا اكثريات ولا ديانات أو مذاهب اخرى والمشكلة في الحالة الصومالية وما هو موجود في ارض الصومال والبوتلاند يؤكد حقيقة ان ما حصل ليس من الشعب ولكن من الاشخاص المسؤولين في المناطق.. في ارض الصومال والبوتلاند المسؤولون عنها منذ البداية اخذوا خيار المصالحة وامساك زمام الامور بعيداً عن المواجهات فكان الاستقرار والسلام.. بالنسبة للمناطق الاخرى لو قررت قيادتها اتخاذ قرار المصالحة والتمسك بالسلام وكان يمكنهم القيام بذلك وتجنيب الصومال الصراع والشقاق طوال هذه الفترة لكنهم للأسف اتخذوا خيار الحرب وهذا هو الفارق.. مصلحتهم كانت ليست في السلام بل في الحرب.. اليوم لن نسمح باستمرار هذا الوضع وتلك الحالة.. يوجد عمل قومي صومالي مشترك يريد المصالحة والسلام والاستقرار لكل ابناء الشعب الصومالي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.