لماذا يجاهد الرئيس علي عبدالله صالح في حل أزمة الحوثي الجديدة وتداعياتها المؤسفة المؤلمة بعيداً عن عتاد القوة ورنين القذائف العاتية وأزير الرصاص الخاطف ؟! لماذا لا يستخدم سطوته وجيشه الذي يأتمر بأمره ويخضع لسلطته العليا بحسب الدستور النافذ لحسم الموقف بكل القسوة المخيفة دون تقديم وساطات وحلول وسط ؟! لماذا عالج جراح الأزمتين السابقتين بالكثير من التسامح والسمو فوق الجراح .. رغم أنهر الدماء التي قدمها أبناء قواتنا المسلحة الرجال الحقيقيون في معركة الفئة الباغية .. وملحمة إعادة رشد الإرهابيين سافكي الدماء . لماذا أصر على تغليب أصوات العقل ومنطق العفو الذي أثارني شخصياً ورأيت في تناولة صحفية سابقة بأن هؤلاء المارقين يجب أن يسألوا ويحاكموا .. ويتحملوا مسؤولية الخسائر البشرية والتدميرية في روح الوطن الواحد ، و حتى لا يأخذوا فرصة (استراحة المحارب) لمعاودة نكئ الجراح الأليمة كما حدث في الفتنة الثانية .. وما هو قائم في (فتنة الإرهابي المراهق عبد الملك الحوثي) . تجددت الأسئلة الاستفزازية و أشعلت في رأسي الكثير من إجابات الاستغراب والدهشة والنفور وهي إجابات يتحكم في نتائجها سن الإنسان الذي يرى أن لا ضرورة لإستعمال منطق العفو أو الرحمة كما حدث في الماضي .. فما يجب سوى البتر من حيث الألم .. واستئصال سرطان آل الحوثي من وزر منهم ومن لم يزر (!!) . غير أن الرئيس علي عبدالله صالح هو صاحب السجية المتفردة في الحضن الواسع لكل المخطئين والمتمردين والعاصين والغلاة .. ، حنانه وخوفه من لقاء الله رب العالمين عل أن يحاسبه على تقصير في إبراء الذمة أو الحكم بما أنزله جل وعلا . خوفه من أن يكون مسؤولاً عن قطرة دم واحدة تسأل من أي إنسان دون وجه حق . هذا الخوف وتلك الخشية مردهما الإيمان بوجوده كقائد وزعيم أولاه الله تعالى السلطان وأثمنه على مقدرات ورقاب أمته .. وهذان لم أدركهما بعد وأنا كشاب تفتحت عيني على رؤية علي عبدالله صالح رئيساً وملايين آخرين من أبناء جيلي . والآن : بعد أن كنا نرى أن الإرهابي الأب بدر الدين الحوثي رجل قاده عمره إلى (الخرف) وقدم إبنه الأول إلى مستنقع دماء لطخ به نفسه ، وأهلكه في الأخير تحت ظلال نصائحه العقيمة ورؤاه الشريرة التي كانت تتشرب في كبره وعناده بأنه حامل ولاية الأمر على رقاب الأمة .. فانقلب الشر على حامله وفي رقبته دماء الكثيرين ممن زجهم في فتنة ملعونة ما كانت لتحدث لو كان عالم خير ورجل دين يحمل في قلبه جزائل الحب والعطاء للإنسانية كما هي واجبة رسالته العقائدية السامية . وها نحن نرى أن (الخرف) أصبح لعنة تأتي على آل الحوثي من أبناء هذا العجوز المدمر (!!) .. فقد أصاب إبنه المراهق في إرهابه والمغالي في طيشه ، والمتلذذ في التعدي على حدود الله تعالى .. بلعنة (الخرف المبكر) والهلاك المحقق .. ويُدهش الإنسان المتابع ما الذي يدفع أباً عجوزاً إلى إغراق أبناءه الواحد تلو الآخر في وحل الخطيئة الكبرى وسفك الدم المحرم وهتك العرض والغدر ومقاتلة اليهود المعاهدين المستأمنين ؟ . - فحسين : صريع تجرمه الإنسانية وتحاسبه الإرادة الإلهية عن آلاف الأبرياء الذين غرر بهم بانتمائه الهاشمي - حسبما زعم - وبقدسيته وواجب ولايته العامة . - ويحيى : إرهابي كفر بنعمة الله ، وخان وطنه وهو الآن مطلوب دولياً .. وبعد أن كان يدافع عن واجب ترديد شعار الموت لأمريكا وإسرائيل ألقت به مهالك والده العجوز إلى أحضان الخيانة والعمالة والتآمر فذكرنا ( بآيات العراق ) الذين أسقطوا عقائدهم ووطنهم وشعوبهم تحت مذلة قدم الاحتلال الرهيبة ودموية العنف الطائفي الطاحن . - والآن يظهر علينا الداعية المغالي عبد الملك متجاوزاً مصرع أخيه وخيانة الآخر لتظله رؤى والده الطامعة في العودة باليمن إلى إمامة الجهل وعبودية الصنم البشري الجديد ، محاولاً النجاح فيما فشل فيه السابقين من قبله .. مستغلاً حالة العفو الحقيقية وساعات الحوار الذي لن يجدي نفعاً مع (تقاة) يظهرون ويعاهدون غير ما يبطنون .. (!!) .. و وجب أن يلاقوا ويواجهوا السخط وثورة الغضب العارمة من كافة أبناء الشعب الذين يأملون في رئيسهم وحكومتهم أن يترجموا غضبهم إلى سياط من لهب تحرق (حمال الحطب) العجوز بدر الدين وتطوق العصابة الطائفية الممقوتة بحبل من مسد . يا (صالح ... لا تصالح) فهم لا يرون فيك أو في مؤسساتنا الدستورية ولا في وطننا سوى مرحلة وجب فيها (التقية) حتى يأذن شيطانهم الأكبر بالغزوة الكبرى التي تطيح باليمن وتطحنه كالأديم - لاسمح الله - . يا (صالح ... لا تصالح) و تحمل مسؤوليتك الإنسانية والتاريخية والقيادية والوطنية والدينية في الدفاع عن وطن ائتمناك عليه وانتخبناك لتحمينا تحت ظلاله .. ونستنشق ترابه حتى لو وصل بنا شظف العيش إلى أبعد .. فالوطن غالٍ يا (رئيس) .. وهكذا قلت لنا في مدرستك . يا (صالح لا تصالح) ولا تمهلهم لمعاودة التنفس بحرية .. إطبق عليهم من كل جانب وتوكل على الله . يا (صالح ... لا تصالح) وأّمنا من خوفنا .. إِحمنا من الطائفيين الخبثاء .. قل (الله أكبر) زلزل بها حصون عتاة الشر ومدمني الفتن .. فكلنا معك والله فوق الجميع يرعاك بعين تحرسك وأبناءك الجنود البواسل . يا (صالح لا تصالح) فقد اُستنفد العفو .. وضاقت الأرض من هول جرائم الحوثيين .. وسارت في الناس رعشة تخيلوا معها (الخرِف العجوز) يلقي بالوطن الكبير إلى محرقة الطائفية ويصيبنا بلعنة الفتنة كما أصاب بها أبناءه ، ولو تمادى (لتمددت اللعنة) وأحرقت كل طيب . ومع إيماني بأن الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم يباركون هذه الأرض الطيبة ويحرسونها بعين لا تنام و يقونها من الفتن .. إلا أن ذلك لا يؤدي بك إلى التساهل وعدم الضرب بكل القوة التي منحك الله إياها للتصدي لأبواق الخراب وعشاق الظلام و موبوئ العقول والقلوب . يا (صالح ... لا تصالح) ولو توجوك بتاج الإمارة (!!). والعاقبة للمتقين . نقلا عن 14 أكتوبر