- علي عبدالله صالح مخاطباً فضيلة العلماء: - شلالات من الدماء تسفك نتيجة غي وصلف وتعنت العناصر الضالة - الإرهابيون حولوا اسطوانات الغاز إلى عبوات لنسف الجسور وتدمير المنازل - اليمن أمة واحدة ولاخلاف بين مذهبيها وصلينا وراء أئمة الزيدية والشافعية - الثورة قامت لتنهي ظلم وطغيان واستبداد الحكم الإمامي المتخلف - الشيخ الأحمر : العلماء ورثة الأنبياء ويجب أن يقولوا الحق ولا يخافوا في الله لومة لائم - العلامة محمد الحجي : - يجب طاعة أولياء الأمر والتوعية بمخاطر الأفكار الدخيلة على اليمن - العلامة ناصر الشيباني : - للرئيس في رقابنا بيعة وفي قلوبنا مودة وفي قيادته للأمة أصالة وريادة فوض فخامة الرئيس/علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، علماء اليمن لعمل ما يلزم لتجنيب اليمن الفتنة التي أشعلها المتمردون في محافظة صعدة وحقن دماء اليمنيين التي تسيل إثر الاشتباكات العسكرية التي تجري بين أفراد الجيش والعناصر المتمردة. وقال فخامة الرئيس في المؤتمر الذي تنظمه جمعية علماء اليمن خلال الفترة 15 17 مايو الجاري : « هناك شلال من الدماء لا لشيء سوى ان تلك العناصر الضالة تأبى إلا مواصلة غيها وضلالها وصلفها.. مضيفاً: ليس هناك مانع إذا أرادوا ان يعلنوا حزباً سياسياً غير عنصري غير فئوى غير مناطقي وفقاً لما تضمنه الدستور والقوانين، فلا مانع ان ينشئوا لهم حزباً سياسياً ويمتلكوا صحيفة يعبرون من خلالها عن رأيهم. وأكد رئيس الجمهورية في كلمته أن الجميع متساوون في الحقوق والواجبات ولا فرق بين هاشمي أو علوي ولا بين قحطاني وعدناني فنحن أمة واحدة ..مذهبانا المتعارف عليهما هما الشافعية والزيدية وصلينا وراء أئمة الزيدية وليس هناك خلاف بين المذهبين منذ أن عرفنا أنفسنا ولا وجود للنعرات التي تسعى تلك العناصر لإثارتها. وأضاف : الثورة اليمنية قامت لتنهي ظلم وطغيان واستبداد الحكم الإمامي الرجعي المتخلف وبفضل الثورة تواجدت مشاريع وخيرات التنمية في كافة القطاعات وغطت عموم مناطق الوطن. وتابع : ليس هناك أوصياء على الإسلام على الإطلاق سواء من أطلق لحيته أو حلق شنبه، سربل أو ضم، فلا يجوز شرعاً تكفير أحد. وقال فخامته : نحن ضد العنصرية والتعصب القبلي المناطقي والفئوي ، فنحن أمة واحدة وليس بيننا وبين هؤلاء أي شيء ، فليس لهم مطالب، وإذا وجدت فنحن جاهزون .. داعياً أصحاب الفضيلة العلماء إلى تبني مطالبهم إن وجدت قائلاً : إذا ما أرادوا حزباً سياسياً فلهم ذلك وإذا أرادوا الدخول إلى القصر الجمهوري فبإمكانهم ذلك عبر صناديق الاقتراع حضر فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، ومعه الشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام لعلماء اليمن الذي تنظمه جمعية علماء اليمن خلال الفترة من 15 إلى 17 مايو الجاري تحت شعار: «من أجل وحدة الأمة وحمايتها من الفتن». وفي الجلسة الافتتاحية التي بُدئت بتلاوة آي من الذكر الحكيم، ألقى فخامة الأخ الرئس كلمة رحب في مستهلها بعلماء اليمن أجمل ترحيب.. شاكراً اللجنة التحضيرية على حسن الإعداد والتنظيم لهذا المؤتمر الذي يجمع فضيلة المشائخ العلماء من كافة أنحاء الوطن. وقال: أحب بهذه المناسبة أن أطلع أصحاب الفضيلة العلماء على مجريات الأمور في الساحة الوطنية عموماً، وفي محافظة صعدة خاصة. وأضاف: لعلكم تتابعون عبر وسائل الإعلام المختلفة سواء المقروءة أم المسموعة أو المرئية تطورات الأحداث الأخيرة في صعدة، بعد أن كانت بدأت في كل من مران والرزامات، وتجددت مؤخراً العمليات العسكرية في عدة مناطق من بعض مديريات صعدة. واستطرد الأخ الرئيس قائلاً: تعرفون أنه سبق وأن أوفدنا عدة لجان إلى تلك العناصر الإرهابية الضالة للوساطة، ضمت في عضويتها نخبة من خيرة العلماء، وفي مقدمتهم فضيلة العلامة الكبير/محمد المنصور، وعدد من الشخصيات الوطنية، إلا أن تلك الوساطات لم تُفلح لا في مران ولا في الرزامات.. كما التقينا مع فضيلة العلامة الكبير/محمد المنصور لتوجيه عدة رسائل إلى تلك العناصر في صعدة، وأرسلت الرسائل عبر لجان الوساطة، ولكن لم يتم التجاوب معها، واستمرت تلك العناصر في تمترسها في الجبال والمزارع، وواصلت ارتكاب عمليات التخريب والإجرام، حيث قامت بقطع الطرق وقتل أفراد من أبناء القوات المسلحة والأمن ومن المواطنين أيضاً. لذلك اجتمع مجلس الدفاع الوطني وتدارس أمر ما يجرى في صعدة، وما هي الإجراءات التي يجب أن تتبع؟ واطلع مجلس الدفاع الوطني باعتباره السلطة العليا على تقارير توضح مجريات الأمور، وما تم بذله من جهود لحقن الدماء من خلال الوساطات والمراسلات وقرار العفو العام، والتي لم تلقَ أي تجاوب من العناصر الضالة، لذلك أقر مجلس الدفاع في اجتماعه قبل حوالي ثلاثة أشهر بأن على الدولة تحمل مسؤولياتها في الحفاظ على الأمن والاستقرار في محافظة صعدة. وقال: قبل تحرك الوحدات العسكرية إلى محافظة صعدة حاولنا من خلال الأخ/يحيى الشامي محافظ صعدة السابق إبلاغ تلك العناصر أن الحملة قادمة، ودعوتها إلى الاستجابة إلى ما جاء في قرار مجلس الدفاع الوطني الذي ينص بأن على تلك العناصر النزول من الجبال وتسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة، ويتيح لها إذا أرادت تأسيس حزب سياسي. وأردف قائلاً: ليس لدينا مانع إذا أرادوا أن يعلنوا عن حزب سياسي شريطة ألا يكون عنصرياً أو فئوياً أو مناطقياً، وأن يكون وفقاً لما تضمنه الدستور والقوانين.. ونحن لا مانع لدينا أن ينشئوا لهم حزباً سياسياً، ويمتلكوا صحيفة يعبرون من خلالها عن رأيهم. وأشار الأخ الرئيس إلى أن محافظ صعدة السابق أبلغ تلك العناصر بما جاء في قرار مجلس الدفاع الوطني إلا أنها لم تتجاوب ولم تستفد من كل الفرص التي أُتيحت لها لإنهاء أعمالها التخريبية، فكان لزاماً على الدولة القيام بواجبها لحفظ الأمن والاستقرار، فتحرك جزء محدود من القوات كرسالة عسى أن تفهمها تلك العناصر وتنهي تمردها وتوقف أعمالها الإجرامية، انطلاقاً من حرصنا على ألا تسفك الدماء، فالدم يمني. وأوضح الأخ الرئيس أنه فور تحرك تلك القوة في الخط الرئيسي باتجاه صعدة إذا بعناصر الإجرام والإرهاب تنصب الكمائن، وتقطع الطرق، وتستهدف القوات المسلحة، ما اضطر القوات المسلحة إلى التعامل مع تلك العناصر.. ولا تزال تتعامل معها حالياً في عدة مناطق بمحافظة صعدة. وقال الأخ الرئيس: هناك شلال من الدماء تسفك، لا لشيء سوى أن تلك العناصر الضالة تأبى إلا مواصلة غيها وصلفها وتعنتها، وتقول بالحرف الواحد: مرّ على الثورة 46 سنة، والآن يجب أن يعود الحكم إلينا إلى البطنين.. وتتهم مؤسسات الدولة الشرعية بأنها مغتصبة للسلطة.. كما أن تلك العناصر لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالحرية ولا بالصحافة ولا بالانتخابات البرلمانية ولا الرئاسية. وقال الأخ رئيس الجمهورية: نحن مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، لا فرق بين هاشمي وعلوي، ولا قحطاني وعدناني، نحن أمة واحدة في اليمن، مذهبانا المتعارف عليهما هما الشافعية والزيدية، وقد صلّينا وراء أئمة الشافعية، وصلّينا وراء أئمة الزيدية، وليس هناك خلاف فيما بين المذهبين منذ أن عرفنا أنفسنا، ولا وجود للنعرات التي تسعى تلك العناصر لإثارتها لإشعال نار الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد. وأضاف: الثورة اليمنية المباركة قامت لتنهي ظلم وطغيان واستبداد الحكم الإمامي الرجعي المتخلف، وبفضل الثورة تواجدت مشاريع وخيرات التنمية في كافة القطاعات، وغطت عموم مناطق الوطن، وانتشر العلم، وهؤلاء العلماء شباب من جيل الثورة لا يريدون أن يكون العلم محصوراً في قرية أو مدرسة واحدة أو أن يكون العلماء محصورين في ثلاث أو أربع قرى أو في مدن محددة، صنعاء أو صعدة أو زبيد أو في جبلة أو غيرها، وإنما يريد العلماء من جميع محافظات الجمهورية سواء من صنعاء أم عدن أم حضرموت أم شبوة أم تعز أم أبين أم حجة أو عمران وغيرها من المحافظات، فالعلم ليس حكراً على فئة بعينها.. والإسلام ليس ملك أحد بل ملك الأمة المحمدية جمعاء، أمة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين. وتابع الأخ الرئيس قائلاً: ليس هناك أوصياء على الإسلام على الإطلاق، سواء من أطلق لحيته أو حلق شنبه أو سربل أو ضم، فلا يجوز.. لا يجوز تكفير أحد.. لا يجوز شرعاً. وتساءل الأخ الرئيس قائلاً: ماذا تريد تلك العناصر الإرهابية التي تواصل إجرامها في بعض مناطق صعدة؟ لماذا يتمترسون في الجبال ويحتلون قرى في بعض مديريات صعدة؟ لماذا رفعوا العلم الملكي؟ علم الأئمة؟ ماذا يريدون؟ وخاطب الأخ الرئيس فضيلة العلماء قائلاً: أنتم العلماء.. اذهبوا إلى تلك العناصر وأسألوها ماذا تريد؟ نحن نفوّض العلماء أسألوهم ماذا يريدون؟ لماذا الإصرار على سفك الدماء؟ فأنتم العلماء ورثة الأنبياء عليكم حجة عظيمة وكبيرة إسألوهم..وقال: لدينا مجالس محلية يتم انتخاب أعضائها، ويوجد مجلس نواب يمكن الوصول إليه عبر صناديق الانتخابات، وهناك منظمات مجتمع مدني، ومن أراد أن يصل إلى مؤسسات الدولة فليتفضل يرشح نفسه وينافس ببرامجه ليتم انتخابه ليدخل أينما يريد.. ولهذا لا نعرف ماذا تريد تلك العناصر الإرهابية؟ ولماذا تتهم مؤسسات الدولة أنها مغتصبة للسلطة منذ قامت الثورة اليمنية الخالدة؟ وأضاف: إن أرادوا أن يصلوا إلى مؤسسات الدولة فليتفضلوا عبر صناديق الاقتراع وليس هناك حظر على أحد.وتابع قائلاً: نحن مواطنون متساوون، لا فرق بين قحطاني وعدناني، بل نحن أمة واحدة.. نحن أمة مسلمة، ومن يريد أن يترشح فليتفضل. وقال فخامة الأخ رئيس الجمهورية: نحن ضد العنصرية والتعصب القبلي والمناطقي والفئوي، فنحن أمة واحدة. وأضاف: هذا ما أردت أن أطلع به الاخوة أصحاب الفضيلة العلماء، فنحن ليس بيننا وبين تلك العناصر الضالة أي شيء، فهم ليس لهم مطالب، وإذا كان لديهم فنحن جاهزون، وبإمكان العلماء أن يتبنوا مثل هذه المطالب إن وجدت. وقال: إذا ما أرادوا حزباً سياسياً فلهم ذلك وإذا أرادوا الدخول إلى القصر الجمهوري فبإمكانهم ذلك عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية. وتساءل فخامة الأخ الرئيس قائلاً: ماذا يريد هؤلاء؟ ولماذا يقتلون الجنود والمواطنين في صعدة؟ لماذا يقتلون أفراد الشرطة؟ لماذا يؤذون أبناء محافظة صعدة ويلحقون بالاقتصاد والتنمية الأذى؟ ينسفون الجسور ويدمرون بيوت المواطنين الرافضين لموالاتهم.. وحوّلوا اسطوانات الغاز إلى عبوات ناسفة ينسفون بها الجسور، وينسفون بها كل من هو ضد أعمالهم الإجرامية. وخاطب أصحاب الفضيلة العلماء قائلاً: بعد أن أطلعتكم على الأحداث الجارية في صعدة.. تفضلوا يا علماءنا.. ندعوكم خلال مؤتمركم هذا.. بالاطلاع على أية مطالب لتلك العناصر، وإذا ما أقريتموها فنحن سننفذها، لكن ندرك أن ليس لهم طلب على الإطلاق ولكنهم عندما رأوا عبر القنوات الفضائية ما يجرى من أحداث وتطورات في العالم حاولوا أن يقلدوا ذلك. ودعا فخامة الأخ الرئيس العلماء إلى تحمل مسؤوليتهم في حقن الدماء والتوعية بحرمة سفك الدم وإلحاق الأضرار بالاقتصاد جراء هذه الفتنة. وأشار فخامته إلى تعايش المذاهب في اليمن، وقال: أنا عمري ستين سنة، وخلالها صلّيت مع غيري، بعد أئمة الشافعية ولم يعترض علينا أحد، كما صلينا بعد أئمة الزيدية ولم يعترض علينا أحد، لا من المواطنين ولا من العلماء. وفنّد فخامة الأخ الرئيس الافتراءات التي تدعي أن هناك منعاً لكتب الزيدية.. مؤكداً ألا أحد يعترض على كتب الزيدية، وأن مثل هذه الادعاءات التي تتردد في أحاديثهم ومقابلاتهم هي مجرد كذب وافتراء. وقال: اتهمونا من خلال ما طرحوه في مقابلاتهم وفي أحاديثهم الإعلامية بأننا دعمنا الوهابيين ضد الحوثيين، وأننا دعمنا الحوثيين ضد الوهابيين، كما دعمنا السلفيين، وغيرها من الاتهامات الكاذبة التي تسعى إلى خلق بلبلة وخلق فتنة داخل الشعب. وأضاف: نحن أمة مسلمة نؤمن بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. وتابع قائلاً: نحن أمة مسلمة واحدة نؤمن بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ليس منا من دعا إلى تفرقة أو إلى عنصرية أو إلى مذهبية، وبإمكان أي شخص أن يقرأ ما يريد من الكتب. داعياً إلى الابتعاد عن أي تصنيف يجزئ المجتمع الإسلامي الواحد، سواء سلفي أم وهابي أم صوفي أو غيره من التصنيفات والمسميات، كونها تفاصيل لا تسمن ولا تغني من جوع. وأضاف: نحن ندعو إلى الاعتدال والوسطية، وبإمكان أي شخص أن يقرأ ما يريد من كتب سواء كانت للزيدية أم الشافعية أم الحنبلية، فليس هناك أي مشكلة. وقال: نحن لسنا ضد الشيعة، ولا أي مذهب، لكننا في اليمن أمة مسلمة وسطية، لا ينبغي أن ندعو إلى حروب وإلى فتن وإلى فوضى، هذا ما خبرناه منذ بزوغ فجر الإسلام، ولا نريد في اليمن أن تشتعل فتنة بسبب تفاصيل صغيرة. وقال: هذا ما أحببت أن أطلعكم عليه، فهناك دماء تُسال، ونحن نشعر بالألم لمقتل المواطنين الأبرياء، لمقتل الجنود، بالرغم من أن المتمردين هم من أشعلوا الفتنة، فنحن ضد إراقة الدماء. واختتم كلمته بالقول: مرة أخرى أفوّض هذا المؤتمر، مؤتمر علماء اليمن المنعقد في صنعاء تفويضاً كاملاً بما يجنبنا الفتنة ويحقن دماء اليمنيين. وكان فضيلة القاضي العلامة/محمد بن إسماعيل الحجي مستشار رئيس الجمهورية لشؤون القضاء، رئيس جمعية علماء اليمن قد ألقى كلمة رحب فيها بفخامة الأخ الرئيس.. شاكراً حضوره وافتتاحه أعمال مؤتمر علماء اليمن. وأكد القاضي الحجي ضرورة أن يستلهم جميع أبناء الأمة قيم المحبة والإخاء التي حثنا عليها كتاب الله وسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، ما نهجه من بعده الخلفاء الراشدون.. مشدداً على الإخلاص في العمل والوفاء لله والوطن وطاعة أولياء الأمر والدفاع عن مقومات الدين الحنيف وشريعته السمحاء. وقال: أذكّر العلماء المخلصين، المؤمنين، القانعين بمواقفهم الكبيرة التي ما ترددوا عن حضورهم فيها لنصرة الحق والحفاظ على المصلحة العامة وآخرها في جامع الجند. وتابع قائلاً: واليوم نجتمع جميعاً في هذا الاجتماع المبارك الحافل وقد اجتمعت اللجنة التحضيرية من خياركم وأعدت البحوث التي سيناقشها المشاركون في المؤتمر والمتعلقة بالدور المناباط بالعلماء لإرشاد أبناء الأمة والحفاظ على الأمن والاستقرار والوحدة والطاعة، وأخطار الفتنة الطائفية والسلالية، وواجبات المسلم تجاه الجماعة، وواجبات الراعي والرعية، وخطر بعض الأفكار الدخيلة على اليمن. منوهاً إلى أن ذلك ما سيتم إثراؤه بالأفكار والآراء والمعلومات المنبثقة من أحكام القرآن وتعاليم الإسلام والدستور والقوانين المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله الكريم وذلك خلال أيام المؤتمر. كما ألقى فضيلة العلامة/ناصر محمد الشيباني عضو جمعية علماء اليمن كلمة تضمنت تذكير العلماء بواجبهم في تحصين المجتمع ضد الأخطار والفتن. ودعا «فضيلته» العلماء إلى إنقاذ الإسلام من أبناء الإسلام الذين يحاربونه وهم يزعمون أنهم في خندق الدفاع عنه، والذين يجهلونه وهم يحسبون أنهم أعلم الناس به، والذين يجهلون الزمان الذي يعيشون فيه. كما طالب العلماء بأن ينقذوا الإسلام من الذين ضلوا الطريق إلى ميدان القتال، فقاتلوا أنفسهم، واقتتلوا مع إخوانهم، وأن ينقذوه من الذين لا يجدون وسيلة إلى الجهاد إلا المسدس فاحتكموا إليه ورفضوا كل السبل الأخرى، الذين شوهوا وجه الإسلام الأبيض النظيف وصبغوه بلون الدم القاني الأحمر البريء من تلك الجماعات التي اتخذت لها ديناً تحارب به الدين، وإسلاماً تحارب به الإسلام، وأحزاباً تحارب بها المسلمين لأنها تجهل الإسلام ولا تعرف شيئاً عن حال المسلمين. وتابع قائلاً: نقول للجميع: اتقوا الله في الإسلام وضعوه في مكانته العالية.. ونقول للدولة: إن الإسلام في عنقك أمانة فاحرسيه يحرسك الله، وحافظي عليه يحفظك الله.. ونقول لأهل العلم وأهل القلم: حكّموا الإسلام في أنفسكم، وحكّموه في أقلامكم، حكّموه في منابركم.. ونقول لكل جماعة تريد أن تعمل للإسلام: نناشدكم الله أن تنصتوا إلى قول الله تعالى: «وقولوا للناس حسناً»، وأن تستمعوا إلى قول الرسول الكريم: «ليس منّا من دعا إلى عصبية».. فليس منّا من حمل السلاح علينا.. ونناشد الأمة كلها أن تصطف خلف رسول الله وهو يرتل «وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله». وقال فضيلة العلامة الشيباني: يا علماء اليمن .. يا شباب اليمن .. يا أحزاب اليمن.. إننا من يوم أن ابتلينا بالفتن على اختلاف أسبابها وألوانها ووجهائها، ونحن نصرخ ونقول: اغلقوا الأبواب التي تنفذ منها الفتن إبقاء على وحدة الأمة وإيثاراً لسلامة الشعب، واتقاءً لشر الأعداء المتربصين بنا، وكبحاً لجماح الحمقى من أبنائنا، فهل آن لنا أن نعي دروس الماضي ونتأمل واقعنا الذي نعيش فيه فلا نأذن للفتنة أن تقتحم باب أمتنا فتلوث كل نظيف وتشوه كل حسن. وأضاف: أيها العلماء .. أيها الشباب .. اخمدوا الفتنة في مهدها، وإن لم تفعلوا فستكون فتنة في الأرض وفساداً عريضاً، ستكون فتنة عارمة تحصد أمة بأكملها، وفرصة مواتية لتقسيم شعب وتجزئته، ومذابح بشعة تحصد أرواح الآلاف كما هو الحال في العراق، وتكون فرصة لا تعوض سيغتنمها أعداء الإسلام ليتولوا أمرنا من جديد. وقال: يا فخامة الأخ رئيس الجمهورية .. إن لك في رقابنا بيعة، وفي نفوسنا بهجة، وفي قلوبنا مودة، وفي وجودك معنا سعادة، وفي قيادتك للأمة أصالة وريادة، ومهما اشتدت قوة العواصف والرياح العاتية وأمواج الفتن المدلهمة فإننا نعلم بيقين أن الإرهاب في اندحار، وأن العدو في انكسار، وأن اقتصادنا بمشيئة الله في ازدهار، وأن أصدقاءنا في انبهار، وأن الحاقدين في بوار، وأن المرجفين في احتضار، وأن الشامتين في جهنم وبئس القرار. وندد فضيلته بالذين أشعلوا نار الفتنة الطائفية والمذهبية والعنصرية والسلالية في بعض مناطق محافظة صعدة.. معتبراً تلك نفوساً ألفت الفوضى ولا تعشق النظام، ونفوساً ألفت الذل لا تحب العزة، ونفوساً خبيثة تكره كل نفيس وجميل. واختتم فضيلة العلامة الشيباني كلمته بالقول: أهمس في آذان الطامحين لعودة الماضي المظلم البليد، بقول الله: «وحرامٌ على قرية أهلكناها أنهم إلينا لا يرجعون». كما أهمس بالصوت العالي لأولئك البائسين والتعساء من الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار، بقول الله تعالى: «لئن لم ينتهِ المنافقون والذين في قلوبهم مرضٌ والمرجفين في المدينة لنغرينّك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً». وألقى الشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب كلمة عبر فيها عن سعادته لحضور هذا المؤتمر الذي يضم كوكبة من علماء اليمن الذين هم قدوة يقتدي بها الشعب. وقال: العلماء قدوة المجتمع، فهم ورثة الأنبياء، وعليهم واجب كبير، ويجب ألا يخافوا في الله لومة لائم، وأن يقولوا الحق ولو كان مراً.. مشيراً إلى أهمية أن يكون للعلماء موقف عظيم إزاء الفتنة العمياء التي أشعلها المرجفون والمضللون في بعض مناطق محافظة صعدة. وأضاف: يجب على الحكومة والقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، أن يتجاوبوا مع العلماء فيما يرونه من معالجة لمثل هذه القضية، على أن تكون معالجة قوية وحازمة وصادقة. وأكد الأخ رئيس مجلس النواب أهمية دور العلماء وواجبهم تجاه المخربين والمفسدين في الأرض باعتباره واجباً أكبر من واجب الدولة.. مشيراً إلى أن المواقف القوية والصادقة للعلماء تكون قدوة لأبناء المجتمع.