17 يوليو 1978م يوم تاريخي عظيم في حياة شعبنا وثورته الخالدة «26سبتمبر و14 اكتوبر» أهميته مستمدة من تحمل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لمسؤولية قيادته في ظروف وأوضاع وصل اليها اليمن من جراء افرازات الأحداث الدراماتيكية الدامية والمتسارعة التي شهدتها تلك الفترة العصيبة، من تاريخ الوطن التي وضعته على حافة مهاوي صراعات كارثية، وتعقيدات وتحديات وحملت معها أخطاراً غير مسبوقة لم يكن ممكن التنبؤ بنتائجها وبنهاية نفقها المظلم.. في ظل هذه الأجواء السياسية والاقتصادية والأمنية المكفهرة جاء ومض بارق الأمل من بين صفوف الشعب، حاملاً معه مشروعاً حضارياً متكاملاً لايخرج فقط اليمن من المحنة التي وجد نفسه في دوامة أعاصيرها.. بل ويعيد اهداف الثورة الى سياقاتها الحقيقية ومساراتها الصحيحة، محققاً الاستقرار بدلالاته وابعاده اليمنية الشاملة، وبحكمة وشجاعة الربان الماهر يبحر الزعامة الوطنية لليمن المعاصر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بسفينة الوطن في البحر المتلاطم بأمواج الأزمات الهوجاء ليصل بها الى شواطئ الوحدة والديمقراطية وبناء اليمن الجديد. لقد كان الحوار والتسامح والوفاء منهجية سياسية راسخة في قيادته للوطن استطاع بنظرته الثاقبة مواجهة التحديات والانتصار على الأخطار.. لكنه في نفس الوقت لايتهاون مطلقاً تجاه قضايا الوطن الاستراتيجية وفي مقدمتها الوحدة الوطنية التي كان ومايزال وسيظل يضعها في صدارة الثوابت التي حمايتها والدفاع عنها واجب مقدس، فهي قضية الشعب الذي في سبيل تحقيقها وانتصارها وترسيخها قدم تضحيات جساماً وقوافل الشهداء الذين دماؤهم الزكية أريقت في سبيلها طوال مسيرة النضال الوطني، والتي اليوم يستحيل المساومة عليها أو التسامح مع كل من يحاول المساس بانجازها العظيم.. وعلى تلك القوى التي تسعى في محاولات يائسة لوضع العربة أمام الحصان والعودة بعجلات التاريخ الى الوراء ان تغادر دهاليز أوهام الماضي وتنطلق بتفكيرها الى رحاب الحاضر الواسع بعطاءات الخير والنماء للعهد الوحدوي المبارك ويتحركوا من المواقع التي توقف وعيهم عندها ويتشافوا من امراض نفسياتهم البائسة المسكونة بروح التآمر الشريرة الحاقدة على اليمن ووحدة ابنائه، الوطنية اصبحت اليوم في منعة اكثر من اي وقت مضى وعليهم بدلاً من كل هذا اعلان التوبة والاعتذار للوطن والشعب عما اقترفوه من جرائم بحقه.. وان يغتنموا الفرصة مادام نهج التسامح قد جعل باب التوبة مفتوحاً امام هؤلاء الأفاقين الذين في أحسن الأحوال ليسوا إلاَّ ادوات ابتزاز غير مجدية.. ولكن لا بأس من استخدامها بين وقت وآخر كفزاعة لا ولن تكون ذات فائدة او تأثير، ذلك ان شعبنا كشفها ونبذها منذ أمد بعيد بعد ان اصبح اكثر تحصيناً بوحدته الوطنية من الصلابة والمنعة التي يصعب اختراقها، وعلى جدارنها الصلدة سوف تتحطم كافة الدسائس والمؤامرات.. فالانجرار الى الماضي لم يعد ممكناً الا لمن لايزالون يعيشون اضغاث احلامه الكابوسية، أما الواقع فهو حاضر اليمن الموحد الديمقراطي المزدهر والمستقبل الوضاء بإشراقات التطلعات إلى الخير والرفاهية للأجيال القادمة. لهذا يستحق يوم ال17 من يوليو ان يحتفل الشعب بهذا اليوم المتميز في تاريخه والمقترن بنقطة الانطلاق صوب تحقيق التطلعات الوطنية المنشودة في بناء الدولة اليمنية الحديثة وترسيخ دعائمها في الوطن وهم يواصلون بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح تشييد صروح وحدتهم الوطنية بالمزيد من الانجازات والانتصارات والتحولات على طريق استكمال مسيرة بناء يمن 22 مايو والتحديثية ليكون جديداً وجميلاً يتسع لكل ابنائه الذين يعملون بشرف واخلاص من أجل غد افضل لوطن تشع في ارجائه مباهج المحبة والفرحة المرتوية من معين الوحدة الوطنية الذي لاينضب.