قراءة عجلى لرسائل مفترضة من الإرهابيين : عن/حضرموت برس: · حتى الإرهابيين أرادوا أن يثبتوا توحّد حضرموت باليمن، بعد أن ضاقوا ذرعاً - كما يبدو - بتشدّق الحضارمة ومسؤوليهم و تغنّيهم الدائم بأمن و أمان محافظتهم اليمنية و استقرار هدوئها وسلامها الاجتماعي و أنها أنموذج مثالي لجذب الاستثمارات التي تحتاجها البلد بشدّة ، و كأنها ليست من اليمن الذي مازال للأسف هدفاً مثالياً لدعاة الفوضى وصار عنواناً مؤلماً في العالم لعدم الاستقرار والعبثية . · هكذا هم ( المجاهدون) الجدد ، لا يستطيب لهم مقام إلا بالفوضى و الذعر والخراب و نشره في كل مكان ، فنالوا من حضرموت مرتين في غضون شهر بحادثين إرهابيين صفعوا به وجوه أهل هذه المحافظة الآمنة و خاصة عساكرها وأمنها و لطّخوا سمعتها وصورتها و تميّزها . · فالجريمة الشنعاء التي ارتكبت اليوم في جمعة عاشوراء ، واستهدفت فوج السياح البلجيك بالقرب من مدينة ( الهجرين ) بوادي حضرموت كأول حادث من نوعه في محافظة حضرموت [ قتيلتان بلجيكيتان و يمنيان] وفرار المجرمين – حتى اللحظة - بمثابة زلزال في وقعها لدى الحضارمة وهي كذلك في قوة تدميرها للسياحة هنا التي ظلت حتى اليوم أأمن و أفضل بيئة للسياح الأجانب قاصدي اليمن للتمتع بالجغرافيا والتاريخ والثقافة و قبل ذلك بحميمية الإنسان . · بالنظر الى مكان الجريمة في مدخل وادي دوعن فأن الإرهابيين أرادوا – كما يبدو- استهداف أمان حضرموت في الصميم ، فدوعن بحكم جغرافيتها محصورة بين هضبتين جبليتين و كل مخارجها من الجنوب والشرق والغرب ( عبر الجبال ) أو الشمال ( بالانفتاح على وادي حضرموت الرئيس) محدودة ويسهل اغلاقها أمنياً في ثوان ( بتقدّم الاتصالات) ، و هكذا فهي أأمن مديريات حضرموت ( وبالتالي اليمن) حتى أن أحد شيوخها قال أنها لم تعرف سرقة السيارات حتى في زمن الحرب .. و إذا أضفنا إلى خصوصية المكان وقت وقوع الجريمة في منتصف النهار فأن مسؤولية أجهزة الأمن عن فرار المجرمين تكبر و تقلق. · توقيت هذه الجريمة جاء في نفس الأسبوع الذي أعلن فيه عبر مؤتمر صحفي أنيق بالمكلا عن تنظيم مؤتمر ومعرض دولي للاستثمار السياحي والعقاري مزمع في أواخر مارس القادم للترويج و تسويق مزايا حضرموت لاستقطاب مزيد من رساميل المهاجرين والمغتربين لإنعاش الاقتصاد اليمني من حضرموت ، بالارتكاز على لافتة ( الأمان) ، فيبدو أن المجرمين أرادوا تمزيق اللافتة والشعار و النهش في عضد الحضارم في الداخل والخارج الذين يعتزمون التقدّم الى الأمام رغم كل البؤس العام بمشاريع للإحياء والنهوض الاقتصادي .. كما لا يمكن إغفال أن معظم رؤوس الأموال المستهدفة بهذا المؤتمر و بغيره من أنشطة الترويج للاستثمار في عموم اليمن تنتمي في أصولها الى ( دوعن ) . · لا أعلم حتى اللحظة عن الجهة التي قامت بجريمة اليوم في دوعن ، كما لم نعلم حتى اليوم عن الجهة أو الأشخاص الذين نفذوا الحادث الإرهابي الأول يوم 16 ديسمبر2007م الذي استهدف نقطتين أمنيتين شرق وغرب مدينة شبام التاريخية في وادي حضرموت أيضاً عندما نفّذ تفجيران في وقت واحد عند الفجر و راح ضحيته ستة من الجنود ،، و ما إذا كان هناك رابط أو علاقة بين الجريمتين اللتين اشتركتا في وقوعهما بالقرب من المدن التاريخية : شبام و الهجرين و في أن المجرمين استطاعا الفرار . · و عودة إلى توقيت جريمة اليوم ، فإن أنباءً تداولتها الصحافة مؤخرا عن تهديدات أطلقتها ( القاعدة ) لليمن لإطلاق أعضائها من السجون ويحتمل أن تكون حادثة اليوم في سياق الضغط على الحكومة اليمنية و لا يمكن كذلك فصله عن الحوادث الإرهابية المشابهة التي طالت السياح الأجانب في عدد من المناطق باليمن طيلة الأعوام الأخيرة و آخرها مقتل السياح الأسبان في مأرب العام الماضي . · و هناك احتمال لتوجيه رسالة خاصة باختيار يوم ( عاشوراء) لارتكاب هذه الجريمة موجهة لمدرسة حضرموت الإسلامية التي تحتفل بهذا اليوم المقدس بالصيام و الذكر في المساجد إتباعاً لسنة الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم) على اعتقاد خاطئ أن هذه المدرسة إنما تمالئ الشيعة في إحيائهم لذكرى كربلاء و استشهاد الحسين سبط الرسول .. و مع أن هذا الاحتمال يبدو بعيداً شيئاً ما ، إلا أن التحذير يظل واردا من إدارة الظهور لانتشار ثقافة التكفير و استعداء الأجانب و إحلال القتل التي تنتشر منذ سنوات في وسط المجتمع بوسائط مكشوفة و معلومة متعددة اخترقت كل القرى قبل المدن في حضرموت وغيرها من المناطق باليمن كمثيلاته من الدول العربية والإسلامية ، و جاءت مخرجاتها كوارث مفجعة زادتنا و تزيدنا بؤساً على بؤس . · الرحمة من الله لضحايا يوم عاشوراء وكل الضحايا ،، و لا عزاء للمتقاعسين عن مواجهة انتشار ثقافة التكفير و الأسلمة الجديدة التي تنخر في معتقدنا و في سلامنا الاجتماعي و تفاقم فقرنا و تخلّفنا . - سيئون 18/1/2008م