حان الوقت أن يضطلع الجميع في هذا الوطن بمسؤوليتهم الوطنية وأن يتجرد البعض من أنانيتهم والاقلاع عن عادة الاستغراق في نرجسية الذات المشبعة بالأهواء والمصالح الحزبية والفردية الضيقة وبحيث تكون مصلحة اليمن فوق كل الاعتبارات كونه أكبر-وبمالايقاس- من أية نزعات أو نزوات لضيقي الأفق ومحدودي التفكير ممن يتوهمون أن الفتن واشاعة اجواء عدم الاستقرار ونشر الفوضى ستبلغهم غاياتهم وتحقق لهم مقاصدهم ومصالحهم ولهذا أنهم وفي ظل قوة العادة يظلون يلجأون الى تلك الخيارات « الشمشونية » لهدم المعبد على رؤوس الجميع.. والطوفان لاشك سيجرف هؤلاء في اندفاعاته الأولى.. ف«عليَّ وعلى اعدائي يارب» و«أنا ومن بعدي الطوفان» خيارات يائسة لاتقود إلاَّ الى الدمار والخراب في حين انه ليس هناك من دواعي وأسباب تجعل البعض يندفع في هذا الاتجاه الخاطئ الموصل الى المجهول الذي يضعنا أمام سؤال: الى أين هؤلاء يريدون أن يصلوا بالوطن بعد الاعتصامات وإثارة الفوضى وشحن الناس بمفاهيم مناطقية وطائفية وإنفصالية بهدف افتعال الأزمات والاحتقانات التي لاتؤدي إلاَّ الى وضع الاعاقات والعراقيل أمام مسيرة التنمية والنهوض الاقتصادي وخلق بيئة طاردة للاستثمار في الوطن والهدف النهائي لمثل هذه التوجهات تعميم الإحباط في أوساط الناس وافتعال حالات تذمر واحتقانات تشغل الوطن عن القضايا الحقيقية التي تهم كل ابنائه وترتبط بنهوضه وتطوره وتتجاوز به كافة الصعوبات والتحديات التي تعترض مسيرة نمائه وتقدمه وازدهاره. إن على هؤلاء الذين استمرأوا حالة الفوضى والتأزم أن يعودوا الى وعيهم وأن يصحوا ضميرهم من غفوته ويدركوا أن الوطن يعني «وجود في الزمان والمكان».. وهو التاريخ والحضارة.. الحاضر والمستقبل.. الهوية والانتماء والعنوان الخالد الذي نعرف به كشعب كان كذلك وسيظل الى الأبد. أما من يحاولون العمل على خيارات عبثية وعدمية عليهم التأمل فيما يحدث حولنا ويستوعبون الى أين هم ذاهبون ويحذرون مماحصل في الصومال وافغانستان والعراق ومايجري اليوم في كينيا وتشاد من خراب ودماء تسفك في معارك عبثية تدفع الشعوب ثمنها وينتج عنها سوء الخراب للأوطان في حين انها كانت بحاجة الى جهود كل ابنائها لمواجهة متطلبات التنمية والبناء وليس إلى الصراعات والأزمات التي تولد الدمار والدموع وتتراكم لتورث أحقاداً وضغائن للأجيال القادمة. لذا نقول ان الوطن لكل ابنائه والمسؤولية على حاضره ومستقبله نتحملها جميعاً بدون استثناء، ينبغي أن نواجه التحديات السياسية والاقتصادية الناجمة في جانب كبير منها عن أحداث متغيرات اقليمية ودولية دون ان يكون هذا رمياً للكرة في ملعب الخارج هروباً من استحقاقات المعالجة الداخلية وتقديم الحلول للمشاكل الحقيقية التي لا أحد ينكرها .. ولكن في ذات الوقت التصدي لها يوجب العمل معاً مواطنين واحزاب سياسية، سلطة ومعارضة ومنظمات مجتمع بروح وطنية تستشعر المسؤولية..وعلى أولئك الذين يظنون أن الفوضى توصلهم الى غايتهم أن يتأملوا فيما هم فيه وما حولهم ليدركوا أنها لاتوصل الى شيء وبالتالي فإن غاية كهذه مآلها الفشل.. فالشعب يدرك حقيقة نوايا اصحابها ولديه من الوعي والخبرة والتجارب مايجعله محصناً تجاهها ولن يمكنهم من الوصول الى مآربهم وعليهم ان يعيدوا حساباتهم.. عندها سيفهمون فداحة ماهم فيه من غياب للعقل والضمير واستشعار المسؤولية الوطنية وسوف يدركون أن الديمقراطية قادرة على تصويب كل شيء واستيعاب كافة الرؤى والتصورات الوطنية النابعة من الحرص على مصالح الوطن العليا ورقيه وتقدمه وازدهاره.وأن القانون ينبغي أن يكون هو الحكم لترشيد كل التصرفات وإعادة الرشد لمن فقدوه ظناً منهم أن التسامح الذي حضيّو به في مرات عديدة حالة ينبغي أن تدوم لكي يستمروا على ما هم فيه من الشطط والضلالة والمغامرة غير المحسوبة النتائج!