ما بيننا وبين لحظة الحسم والتطهير لأوكار الفتنة والتمرد والمرتزقة أقل من مرمى حجر، وهذه العصابة الإجرامية تعيش في الربع الساعة الأخيرة. ولأنها اليوم أشبه بذاك الغريق الذي يتمسك بالقشة، واهماً أنها يمكن أن تنجيه من الغرق، فإن قوى البغي والردة والفتنة والعصابة الإجرامية تحاول وبكل الوسائل أن تعطي إيحاءً عن نفسها وقدرتها عبر الإقدام بخلق بؤر تشكل في كل ظواهرها حقيقة احتضار هذه العصابة، التي وخلال الأيام القليلة الماضية تلقت ضربات موجعة من أبطال المؤسستين العسكرية والأمنية، الأمر الذي جعل هذه العصابة تهرب من مواقع كانت قد تحصنت بها طويلاً، وتغادرها مذعورة من المصير الذي ينتظرها، ومن عدالة الوطن والشعب التي حتماً سوف تطبق عليها، إعمالاً لقول الله تعالى، في مثل هؤلاء المفسدين في الأرض، وتطبيقاً للقانون والدستور. ولأن الأمر كذلك فإن من الطبيعي أن يغادر هؤلاء كهوفهم ليتحصنوا في بعض المناطق، وحيث يجدون الفرصة لخطف الأهالي وجعلهم دروعاً بشرية.. وهذا يواجه بيقظة وتعاون مشترك بين أبطال المؤسستين العسكرية والأمنية وبين جموع الشعب كافة الذين عليهم ألا يتخاذلوا في التصدي لفلول الإجرام، ولا يجيروهم، لأن من أجار هؤلاء فقد خالف تعاليم السماء وقوانين الأرض، فلا جيرة لقاتل وخارج عن القانون والدستور والنظام العام. والمؤكد - هنا - أن فلول العصابة الإجرامية، وما تبقّى منهم سيعملون على اللجوء إلى المناطق السكنية، والانصهار في أوساط المواطنين، متحينين الفرصة للعودة إلى إقلاق السكينة، أو قد يتخذون خيار التفرق كمجاميع تتوزع على الأحياء السكينة، متخذين من القيم والأعراف والتقاليد القبلية والاجتماعية عكازاً يستندون عليه للنجاة بأرواحهم. وهو ما يجب أن نستوعبه ويستوعبه من يعنيهم الأمر، وحتى لا تتكرر مواجهات كتلك التي حدثت في منطقة (بني حشيش) فإن المواطنين مطالبون بأن ينتصروا للقانون والدستور والوطن والنظام العام، ويتصدوا لكل هؤلاء القتلة الذين عليهم أن يدفعوا ثمن جرائمهم بحق الشعب والوطن.. ومع أمثال هؤلاء لا تسامح، ولا تساهل، ولا يجوز شرعاً نصرة هؤلاء أفراداً كانوا أو جماعات، ومن نصرهم فقد خذل الدين والشريعة، وخان الوطن والشعب، وبالتالي صار منهم..!! وهذا رأيي كمواطن أرى أن التصدي لأمثال هؤلاء المارقين ولكل من يلجأ ليمارس العنف والإرهاب والإجرام بحق الوطن والمواطن والدولة والنظام العام.. كل من يحمل السلاح في وجه الدولة هو مارق، والتصدي له واجب ديني ووطني وقانوني ودستوري، بل إن التصدي لرموز الفتنة (فرض عين) على كل مواطن.. لأن من ناصر هؤلاء هو منهم، وله من العقاب ما لهم.. واللعنة على الكاذب الهارب في ألمانيا، الذي يتحدث بلغة منحطة، بل وأكثر انحطاطاً منه ومن زمرته من القتلة المجرمين الذين لفّوا حبل العدالة على رقابهم التي حان قطافها.