لقد أصبح عرب اليوم يتعايشون مع القتل والإرهاب يوميًّا!.. فما حدث بمدينة (سيئون) اليمنية.. حدث بنفس اليوم والساعة بمدينة (غزة) الفلسطينية، وبمدينة (طرابلس) اللبنانية.. بعد أسبوع واحد من إعلان الرئيس علي عبدالله صالح انتهاء حرب صعدة.. والتي يأمل الجميع أن تكون نهاية وليست هُدنة!!.. وتحديداً في صباح يوم الجمعة 25/7/2008م تعرض معسكر تابع للأمن المركزي اليمني والأمن العام بمدينة (سيئون) محافظة حضرموت.. إلى اعتداء إرهابي بسيارة انتحارية مُفخخة.. مما أدى إلى استشهاد خمسة وأكثر من خمسة وعشرين جريحاً..حسب الإحصاءات الأخيرة.. بعضهم من أفراد المعسكر، ومن المدنيين العُزّل.. بمن فيهم ست نساء.. إضافة إلى تضرر أكثر من 360 منزلاً جراء الانفجار.. وقُتل أيضاً منفذ العملية الانتحارية -الطالب بكلية الطب بجامعة حضرموت- أحمد سعيد عمر المستجري.. الذي كانت أسرته تستعد لزفافه حسب ما قيل!!.. - هذا الحادث الإرهابي.. الذي تتعرض له محافظة حضرموت المُسَالِمة.. يأتي بعد ستة أشهر من وقوع حدث إرهابي مماثل ومشابه من حيث النوعية والتقنية وحجم وقوة التدمير بالحادث الأخير.. والذي تعرضت له نفس المحافظة مما أدى إلى مقتل سائحين بلجيكيين!!.. - وإذا كان المكان المُستهدف.. فيه أيضاً مكتب تابع لوحدة مكافحة الإرهاب.. والمكلف بمراقبة ومطاردة المقاتلين العائدين من العراق وأفغانستان.. كما تأكد فيما بعد -بجانب تشابه الحادثين المُشار إليهما آنفاً.. فإن التنظيم المعني بهجوم (سيئون) هو تنظيم القاعدة بالفعل.. وهو ما تأكد للجهات المعنية الرسمية في اليمن!!.. - تُرى.. ما هي توجهات وأهداف هذا التنظيم الحقيقية؟ وما مدى صحة بعض بياناته الدعائية التي تقول بأنه يستهدف المصالح الأمريكية؟! - وفي هذه الحالة.. ما هو دخل مدينة العلم والعلماء، ومكتبات التراث التي تزخر بها (سيئون) والتي تتمتع بالهدوء والسكينة والدعة.. بتلك الاستهدافات؟ بل ما دخل قتل الأبرياء من النساء والأطفال والجنود الذين يقومون بحراسة «المواطن»، وما هو ذنب المواطنين الذين تضررت منازلهم جراء ذلك الانفجار الإرهابي؟! - أليس الغدر بالمواطن..أياً كان.. هو عمل مشين لا يقره دين ولا عقل!!!.. فأين هي المصالح الأمريكية المستهدفة هنا؟!! مع أن أمريكا ومصالحها لم يتعرضا لأية هجمات إرهابية.. منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م؟! عكس بعض العواصم الأوروبية.. فكيف نفسر هذا؟!!.. - هل تنظيم القاعدة هذا مُخترق؟ هل يجهل حقيقة الصراعات القائمة في المنطقة اليوم؟ هل جهله وغباؤه بجوهر العقيدة الإسلامية السمحة يصل إلى درجة حرمان طالب من دراسته ومن زواجه.. عبر غسيل مُخه بأفكار لا علاقة بجوهر الإسلام الحق بها؟!! - ألم يكن لهذا التنظيم دورٌ كبير في احتلال أفغانستان والعراق.. إذا اعتبرنا أن من أسباب هجمات الحادي عشر من سبتمبر هو استفزاز أمريكا.. ودفعها لغزو أراضي العرب والمسلمين؟! - ثم.. وللتأكيد على مضمون الاستفسارات السابقة نُلاحظ نحنُ اليمنيين أن نشاط تنظيم (القاعدة) في اليمن يتزامن مع ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية من قبل الإدارة الأمريكية ضد اليمن التي تُواجه تحديات عديدة اليوم!!.. وكل ذلك بسبب ادعاءات أمريكية وغربية تتهم الحكومة اليمنية بتساهلها مع الإرهاب.. لأنها ترفض تسليم مواطنين يمنيين لواشنطن!!.. - فهل يُعقل تساهل اليمن مع الإرهاب؟ الذي باتت هي ضحيته.. ولتجد نفسها في النهاية وحيدة في مواجهة: (الإرهاب) بعد أن كانت تعتبر شريكاً فاعلاً في محاربته!!.. مع أن ما تقوم به الحكومة اليمنية من تنازلات أحياناً.. وإعطاء الخصوصيات التي تنفرد بها اليمن بعض الأهمية لهدف عدم إراقة الدم اليمني.. لا علاقة لذلك بالتساهل الذي تدعيه الإدارة الأمريكية وبعض الدول المانحة!!.. - لقد أصبح عرب اليوم يتعايشون مع القتل والإرهاب يومياً!.. فما حدث بمدينة (سيئون) اليمنية.. حدث بنفس اليوم والساعة بمدينة (غزة) الفلسطينية، وبمدينة (طرابلس) اللبنانية.. - والجامع المُشترك هو أنه قتال بل إرهاب.. بدون دوافع سليمة.. عدا..عدا.. العبث بدماء الأبرياء؟!!.. فاللهم سترك!!.. * نقلاً عن صحيفة المدينة السعودية: