شهدت محافظة حضرموت خلال الأسبوع الماضي عددا من الحوادث الأمنية في وقت تعيش فيه المحافظة انفلاتاً أمنياً متصاعداً وسط مخاوف من سقوط المحافظة في يد قوى وجماعات مسلحة وفصلها عن اليمن. وقتل ضابطان، السبت، في حادثتي اغتيال متتابعتين، حيث اغتيل مدير البحث الجنائي بوادي حضرموت العقيد عبدالرحمن عوض باشكيل بانفجار عبوة ناسفة وضعت بسيارته، وهو الحادث الذي جاء بعد ساعات قليلة من اغتيال قائد فرع الشرطة الجوية في مطار سيئون العميد يحيى العميسي أثناء خروجه من مكتب الجوازات في المدينة عبر مسلحين كانوا على دراجة نارية. كما قتل جنديان وجرح 8 آخرون، السبت قبل الفائت، بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية بمدينة الشحر. واغتيل قائد قوات الأمن الخاصة النقيب ماجد مطير، الأحد قبل الفائت، أمام منزله على يد مسلحين مجهولين كانوا على متن دراجة نارية. وأفصح مراقبون عن مخاوف من سقوط محافظة حضرموت، مشيرين إلى أن أطرافاً تريد السيطرة على المحافظة وتسعى لتهيئتها لحكم خارج اليمن. وشهدت المحافظة خلال الفترة الماضية عدداً من حوادث الاغتيالات التي تستهدف شخصيات أمنية وعسكرية معروفة بمواقفها الوطنية. ويشير مراقبون إلى وجود مخطط لتصفية تلك القيادات وتهيئة المحافظة للسقوط بعيداً عن الجمهورية وإحلال نظام بدل السلطات المحلية. وفي هذا الاتجاه، قال رئيس المجلس الثوري بمحافظة حضرموت صلاح باتيس إن الدراجات النارية بالمحافظة أصبحت "كابوساً أشد من صواريخ الأمريكان التي يسقطونها على رؤوس الناس في كل المحافظات". واعتبر باتيس في تصريح لقناة "سهيل" أن القضية "أصبحت خطيرة جدا"، وقال إن على رئيس الجمهورية "أن يدرك أن مسؤوليته التاريخية هي في إنقاذ اليمن مما يخطط له من دخول اليمن في متاهة لا أول له ولا آخر". وأضاف: "إن هذه الاغتيالات تذكرنا بالاغتيالات التي عاشتها اليمن قبيل حرب 94 وهنا التفكير هل هناك من يخطط لتفجير حرب كحرب 94 مثلا؟ هل هناك من يخطط لتصفية هؤلاء ليفجر معركة مرة أخرى وحرب مرة أخرى لا أول لها ولا آخر؟". ودعا باتيس حكومة الوفاق والرئيس هادي "أن يخرجوا بأنفسهم للمحافظة ويعقدوا اجتماعاتهم هناك ويحاسبوا المسؤولين الأمنيين ويحاسبوا السلطة المحلية ويحاسبوا اللجنة الأمنية على هذه الدماء التي تسيل". في ذات الصعيد، قالت وزير حقوق الإنسان حورية مشهور إن من "سلم أبين في عام 2011 للقاعدة هو بنفسه يسعى لتسليم مدينة الشحر للقاعدة، ابحث عن المستفيد من الفوضى والإرهاب واللانظام واللادولة!". وأضافت على حائط صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن من فقدوا مصالحهم هم من يسعون لإسقاط حضرموت في يد القاعدة، وأن اليمن لم تدخل بعد في العهد الجديد ولازالت تعيش الوضع القديم. وعن دور الرئيس وحكومة الوفاق لتجنيب الشحر من السقوط في يد القاعدة قالت وزير حقوق الإنسان ليومية "أخبار اليوم": لازلنا في اليمن نواجه العديد من الصعوبات والتحديات، وللأسف الشديد أن استحقاقات المرحلة الانتقالية لا تسير بوتيرة معقولة، وإنما تسير ببطء شديد". وكانت وزارة الداخلية حذرت من تخطيط "تنظيم القاعدة" للسيطرة على قرى قرب مدينة المكلا. ونددت الوزارة بما وصفته ب"مخطط إرهابى لعناصر ما يسمى بأنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة للاستيلاء على بلدة غيل باوزير محافظة حضرموت، وإعلانها إمارة إسلامية". وهددت جماعة أنصار الشريعة بأنها "سوف تلاقى نفس المصير الذي لاقته فى معركة تحرير أبين".