القوات المسلحة والأمن بماسطرته من بطولات وانتصارات وأمجاد في سفر تاريخ اليمن المعاصر مقدمة التضحيات وقوافل الشهداء على دروب الانعتاق والحرية من ربق طغيان النظام الإمامي المستبد المتخلف والاستعمار البغيض الذي جثم على صدر شعبنا ردحاً طويلاً من الزمن ليذيقه الواناً من البؤس والحرمان.. كان أبطال هذه المؤسسة الوطنية العملاقة هم من حملوا مشاعل الخلاص متقدمين صفوف شعبنا وحركته الوطنية بتفجير الثورة اليمنية 26سبتمبر و14 أكتوبر.. و كانوا في طليعة النضال الوطني التحرري.. وهم من يواصلون تلك المسيرة الظافرة منذ أن تحقق النصر بترسيخ النظام الجمهوري ونيل الاستقلال الناجز، مجترحين المآثر في كل المراحل والمنعطفات التي مرت بها الثورة اليمنية، مؤمنين مسيرتها صوب انجاز الاهداف والتطلعات التاريخية العظيمة لشعبنا تتصدرها الوحدة والديمقراطية، مواجهين التحديات، منتصرين على الاخطار التي جابهتها لتمضي قدماً نحو الاستحقاقات الوطنية المتمثلة في البناء والنهوض الشامل لوطن 22 مايو العظيم. لقد كانت القوات المسلحة والأمن وستبقى دوماً رمز الوحدة الوطنية وصانعة الانتصارات الكبرى بما سطرته من ملامح البطولة والتضحية والفداء، وستظل جيش كل الوطن وصمام أمانه وسياجه المنيع وأحد الثوابت التي يجمع ابناء الشعب على عدم المساس بها أو النيل من عظمة وقدسية مكانتها المستمدة من تاريخ ناصع بالشجاعة والإقدام وروح الفداء في سبيل حرية وعزة ورفعة اليمن، ذلك أنها انبثقت من شعب عظيم، مجسدة ارادته الحرة في الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية، لتكون بوعيها ويقظتها حصناً منيعاً ودرعاً واقياً وذراعاً فولاذية يضرب بها شعبنا كل من يحاول المساس بسيادته وأمنه واستقراره وانجازات ومكتسبات ثورته ووحدته ونهجه الديمقراطي الذي عليه تقام صروح بناء اليمن الجديد. وبهذا المعنى فإن استهداف القوات المسلحة والأمن تحت أية شعارات أو مسميات هو استهداف للوحدة الوطنية وللأمن والاستقرار والتنمية والتقدم، وبالتالي لحاضر ومستقبل الوطن، وللوطن ذاته.. والموقف من القوات المسلحة والأمن هو بدون شك واحد من المعايير التي يعرف بها شعبنا من يريد لهذا الوطن الخير ومن يريد ان يحيق به شراً.. فالديمقراطية بماتعنيه من حرية رأي وتعبير وتعددية سياسية وحزبية وتداول سلمي للسلطة- عبر انتخابات حرة وشفافة ونزيهة- واحترام لحقوق الانسان، يصبح التباين والاختلاف من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار وتعزيز مسارات النماء والتطور.. وتحقيق الازدهار والرفاهية امراً مشروعاً محمياً من مؤسسة الوطن الكبرى القوات المسلحة والأمن بحمايتها للدستور وسيادة النظام والقانون. أما المحاولات اليائسة للنيل من القوات المسلحة والأمن تحت ذريعة أن ذلك يأتي في اطار الديمقراطية فهو يندرج تحت الاستهداف المباشر للوطن.. وعلى المفتونين بالتطاول والاساءة ان يعوا جيداً أن أكثر الناس معارضة وتطرفاً لا يجرؤ على المساس بالقوات المسلحة والأمن، بل انه يقف مدافعاً عنها مسفهاً من يتعرض لها بالاساءة لإدراكه أنها المؤسسة الوطنية الدفاعية والأمنية الضامنة للأمن والاستقرار والذي في ظله يزدهر الوطن محققاً تطوراً سياسياً واقتصادياً وثقافياً متنامياً ومتواصلاً باتجاهات الآفاق الأرحب لتطلعات الشعب، أما اولئك النفر ممن يحاولون الاساءة للقوات المسلحة والأمن فإنهم يريدون الذهاب بالوطن الى الفوضى وهذا ما لن يسمح به اليمانيون وسوف يتصدى له حزبهم الكبير -القوات المسلحة والأمن- صمام أمان مسارات طريق المستقبل الأفضل.