آن بالفعل لصوت الاعتدال أن يرتفع ويأخذ مساحته المستحقة من الذيوع والانتشار مجسداً جوهر عقيدتنا وسماحة إسلامنا. - والدعوة الى التسامح و المودة لم تكن ولن تكون تلبية لرغبة طرف سياسي أو اجتماعي وتحقيقا لغايات في النفس وإنما هي الالتزام الأخلاقي بحقيقته الإسلامية السامية والتي تقوم على اليسر في العبادات والمعاملات وفي أمور الدين وشؤون الدنيا عموما. - ويستعصي على الفهم والمنطق المتشبع بمكارم الأخلاق، التي بعث رسول الإسلام لإتمامها تقبل أن يخرج من وسط مجتمع الإيمان نفر من المتنطعين والمتطرفين الإرهابيين يضيقون على الناس تحت غطاء إحياء رسالة السماء وقد وسعت رحمة الله كل شيء. - وكذلك هم السياسيون الذين لا يجيدون من الديمقراطية سوى استخدام أو إساءة استغلال ما تتيحه وتكفله من الحريات والحقوق في السعي من أجل تأزيم الأوضاع ونشر مشاعر القلق وحالة الاضطراب. - والإسلام وكذلك الديمقراطية براء من النهج المتطرف وسلوكه العبثي والتدميري سواء ظهر برداء الإسلام أو بلبوس الأحزاب وكله من عمل الشيطان طالما ظل مفارقا لقيم السلام وقد جاء إسلامنا رحمة للعالمين وكان إحلال البديل الديمقراطي خياراً لتكريس المبدأ السلمي في منظومة الحياة. - ولا أنسب في رمضان شهر نزول القرآن لإعادة القراءة في مضامينه العظيمة خاصة وأن كلمة «إقرأ» مفتتح رسالته التي بنيت على أسس الهداية التي هي أقوم والى سواء السبيل. - والمأزومون فكريا وسياسيا أحوج ما يكونون لانتهاز الظروف الرمضانية وأجوائها الروحانية لتجديد وتصويب قراراتهم الدينية والسياسية بما يعينهم على العودة إلى جادة الصواب. - ونلفت عنايتهم إلى نوع من الانتهازية الحميدة بحثنا لهم على انتهاز المناسبة الرمضانية لشأنها العظيم في إصلاح صلتهم بالخالق وعلاقتهم بالخلق وضمان أن يكونوا الرابحين دنيا ودين بدل تلك الانتهازية القاتلة التي تفسد عليهم حياتهم وآخرتهم وليس غير اللعنة والعذاب ما يحصدون في الحالتين. - وتبدو مصائب المصابين بهذا النزق والتهور والتجرد الأخلاقي أكبر وعلى درجة كبيرة من الخطورة حين تلقي بانعكاساتها وآثارها المدمرة على المجتمع بأسره. - وكم من المعاناة تجرع مجتمعنا مرارتها ومن ثمن فادح أجبر على دفعه من أرواح أبنائه ومقدرات وطنه وطال الضرر حقه في الارتقاء بحياته وتطلعاته في النهوض الشامل، - ولقد جاء الوقت الذي ينبغي للمجتمع بعلمائه ومثقفيه وعامة مواطنيه أن يقول كلمته في هؤلاء ويحكم بما يراه فيهم من سلوك مقيت. - ويندرج الأمر في إطار الواجب الديني أن يتصدى المواطنون لمسألة الدفاع عن عقيدتهم مما تتعرض له من إساءات. - وفي إطار الحق الدنيوي في الحياة ينتظم العمل الجماعي من أجل ردع أفعال الإرهاب وإثارة الفتنة وإفهام من هم وراءها أنه لن يكون في مجال المتاح أمامهم بعد اليوم أن يزاولوا غوايتهم التخريبية على حساب الحق الاجتماعي في التقدم والإزدهار وأن علىهم أن يتيقنوا أن لا مشروعية لغير الممارسات السلمية في ظل الديمقراطية. - وللشعب أن يصدر حكمه في العدوان الحاصل على دينه ودنياه. وقد آل إليه أمر حكم نفسه بنفسه في ظل النظام الديمقراطي ومبادئه السلمية وهي المشروعية المدعومة بالإسناد الإلهي الذي خلق الناس شعوبا وقبائل «لتعارفوا» وجعل أكرمهم أتقاهم. - وعلى الخوارج الجدد أن يتقوا الله في أنفسهم وفي مجتمعهم ووطنهم وأن يغتنموا الشهر الفضيل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه والاهتداء إلى سواء السبيل، حتى لا يظلوا في غيهم يعمهون، ويصبحوا ممن ختم الله على قلوبهم وأفئدتهم .. (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء). «صدق الله العظيم،