بالتأكيد هناك إختلالات بالغة الخطورة رافقت التحضيرات الجارية لانعقاد المؤتمر العام الرابع لنقابة الصحفيين وهي إختلالات خطيرة مخالفة للنظام الداخلي وتهدد العمل النقابي المدني. لقد تم إعداد نظام داخلي جديد, وميثاق"شرف صحفي" دون أن يطرحا للنقاش بشكل واسع من قبل أعضاء الجمعية العمومية, وهي الآلية المفترضة في اعتماد وإقرار الوثائق النقابية إلى هذا لم يكتف مجلس النقابة برفض فحص وتنقية العضوية, وهي إحدى المهام التي ألتزم بها في المؤتمر العام السابق, بل فتح باب العضوية العاملة لأكثر من 200 عضو جديد, رغم أن النظام الداخلي لا يجيز قبول العضوية الجديدة قبل 6 أشهر من انعقاد المؤتمر العام. في مسألة فحص العضوية تبرز مسألة الصحفيين المنتسبين للمؤسستين العسكرية والأمنية أدرك وجاهة ما يطرحه الزملاء في هذه القضية, لكني كنت ومازلت أرى أن صحفيي "26سبتمبر" لا يمثلون مشكلة, ذلك أن المشكلة الأساسية للنقابة تتمثل في الصحفيين القادمين من منشورات الابتزاز التي تمكنت من فرض نفسها علينا كصحف وكغسيل مازال يلاحقنا بشكل يومي بكل ما هو مخجل وغير محترم! أشعر بالجرح من مهنة الصحافة التي أنتمي إليها! الأمر عائد إلى وجود طابور كبير من المبتزين والدخلاء الذين يتجولون وتحت أقدامهم يافطة المهنة وشرفها هؤلاء بالضبط هم المشكلة. الأرجح لدي أن مسألة الصحفيين المنتسبين للمؤسستين العسكرية والأمنية مختلفة. أختلف كثيراً مع صحيفة "26سبتمبر" إلا أني لم أتعامل معها مطلقاً كإحدى الصحف التي تجلب الإساءة والخجل, ولم أشعر أبداً أن الصحفيين العاملين فيها يلحقون بي الأذى بسبب انتماءهم للنقابة. يؤخذ على "26سبتمبر" الحملات التي تشنها, بين وقت وأخر, على معارضين و لكني لا أتذكر أني أخذتها, طوال عملي المهني المتواضع, بجريرة أخلاقيات الابتزاز الصحفي اليومي التي تسيئ للمهنة. مشكلة الصحفيين المنتسبين للمؤسستين العسكرية والأمنية تكمن مع التقاليد المهنية الحديثة التي مازالت الصحافة في اليمن, ووسائل الإعلام بشكل عام, بعيدة عنها. في الدول المتقدمة أدى تحرير وسائل الإعلام إلى غياب وسائل الإعلام الرسمية ذات الرسالة الموجهة, وذات البعد الوظيفي التقليدي المتعارض مع المهنية الحديثة للعمل الإعلامي القائمة الحرية والسبق الصحفي المرتبط بتدفق المعلومات والأخبار. تمكن مشكلة هؤلاء أيضاً في أن هم يصنفون تحت بند التحشيد السياسي للسيطرة على النقابة. وقد تفاقمت هذه المشكلة لأن التحشيد للسيطرة على النقابة أمر واقع لا يستطيع أحداً تجاهله أو إنكاره. الحديث عن التحشيد يقتضي القول هنا أن أحزاب المعارضة الرئيسية متورطة, باستثناء الاشتراكي, في عملية التحشيد التي أضرت بالعمل النقابي وأساءت له. شخصياً ليس لدي مشكلة مع صحيفة "26سبتمبر", أو الصحفيين العاملين فيها, ولولا خشيتي من الخروج عن الموضوع, ومن الذهنية التخويني التي لا يروقها الإشارة الجيدة لرجال السلطة, لتحدثت عن أصالة معدن الأستاذ علي الشاطر وكرم أخلاقه. صحيح أن صحيفة "26سبتمر" متخصصة, لكن الصحيح أيضاً أن الصحفيين العاملين فيها أصبحوا جزء من النقابة. وإن كان قد حان وقت الحديث عن الخروقات؛ فهناك, غير الصحفيين المنتسبين للمؤسستين العسكرية والأمنية, اختلالات وخروقات عدة في نقابة الصحفيين وقوامها. يفترض أن تقتصر عضوية النقابة على الصحفيين المستقلين غير المرتبطين بالهيكل التقليدي للوظيفة الحزبية والعامة. هذا يعني أن إسقاط العضوية سيمتد أيضاً إلى الصحفيين العاملين في جميع صحف أحزاب المعارضة, وبقية وسائل الإعلام الرسمية؛ بما فيها وكالة سبأ, وصحيفة الثورة. شأن بلدان العالم الثالث؛ مازالت الصحف ووسائل الإعلام الرئيسية في اليمن تحت سلطة الدولة. والأرجح لدي أن تطور الحياة السياسية والاجتماعية في اليمن سيقود إلى تحرير وسائل الإعلام الرسمية والحزبية. لهذا يمكنني التأكيد أن المشكلة الأكبر تتمثل في صحف الابتزاز والإساءة, التي يجب وضع حد لها, لأن أذاها يطالنا بشكل يومي؛ ملحقاً بنا الإهانة وسوء السمعة.