دعوة التصالح والتسامح والحوار التي التي اطلقها مجدداً فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية تكمن أهميتها في أنها استوعبت كل التصورات والمقترحات والأطروحات الوطنية لتضع بعض القوى والشخصيات السياسية على المحك حتى تبرهن على مدى صدقيتها في الحرص على اليمن وأمنه واستقراره ووحدة أبنائه الوطنية.. وهذا لا يتأتى إلا باستجابتها تلك الدعوة والانخراط في عمل جدي باتجاه تصالح وتسامح يؤدى الى تسوية الساحة السياسية لحوار جدي دون اشتراطات مسبقة لإجهاضه قبل أن يبدأ أي حوارٍ غير مؤطرٍ بتصورات واضحة تجعل منه حوار طرشان. وهنا يجب على الجميع أن يتحاوروا تحت سقف الوحدة، تلتزم جميع أطرافه بالثوابت الوطنية وإحترام الدستور والقوانين النافذة منبثقة بالملموس صحة ما تقوله في خطابها السياسي والاعلامي، أما إذا استمرت في الهروب الى حجج وذرائع واهية مستحدثة فإنها تثبت تغليبها لمصالحها الحزبية والشخصية الانانية الضيقة، وما تردده في هذا السياق ليس إلاّ من باب المزايدة والمكايدة وتسجيل المواقف.. وبذلك تكون كشفت نفسها بنفسها، ليتضح على نحو سافر أمام من يتأثرون بشعاراتها، بعد أن يكونوا قد تبينوا بالملموس أن ما تدعيه من حرص ومسؤولية ليس إلا مجرد أضاليل لتمويه أهدافها ومراميها.. مبطنة لغايات أخرى تناقض ظاهر أطروحاتها، وبذلك تكون قد عمًّقت عزلتها، التي لا نتمناها لاحد انطلاقاً من إيمان وقناعة أن هذا الوطن لكل أبنائه، وأن المسؤولية تجاهه تقع على عاتق الجميع. إن دعوة الأخ الرئيس للتصالح والتسامح والحوار، هي استمرارية لنهج يعبر عن سجاياه وخصاله الوطنية والانسانية تكرس منذ تحمله مسؤولية قيادة الوطن في ال17 من يوليو 78، وبه تجاوز صعوبات وتحديات ومخاطر في كل المنعطفات التي مر بها اليمن صانعاً لليمن انجازات كبرى سياسية وإقتصادية وفي صدارتها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 من مايو 1990م والأخذ بخيار الديمقراطية التعددية السياسية والحزبية، بما تعنيه من حرية رأي وتعبير والتداول السملي للسلطة، وإحترام مؤسسات الحكم المعبرة عن إرادة الشعب والمبدأ الديمقراطي لحكم نفسه بنفسه.. ولكن لكل مرحلة من مراحل مسيرة التطور على طريق بناء اليمن الجديد صعوباتها وتحدياتها الموضوعية والذاتية والتي يستغلها البعض باتجاهات تخدم أجندته من خلال إشاعة، الفتن مفتعلاً الأزمات ومنها ما حصل في الأونة الاخيرة في محاولة لإعاقة مسارات التنمية والاستثمار.. وإعادة الوطن الى الخلف عبر محاولة استهداف الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية.. غير مبالين من يقومون بذلك بما سيترتب من نتائج لأفعالهم تلك على الوطن ومستقبل أبنائه، وهنا لابد من القول أن كل من هو فعلاً حريص على مصلحة الوطن وأبنائه سوف يستجيب لدعوة فخامة الاخ الرئيس وسيعمل على تهيئة أجواء ومناخات الحوار لطرح كل القضايا على طاولته والعمل بنوايا صادقة ومخلصة للوصول إلى قواسم مشتركة تفضي إلى معالجات وحلول لكل المشاكل من موقع الالتزام بالثوابت الوطنية والدستور والقانون، ومن ثم يؤدي الحوار الى الخروج بالوطن مما هو فيه من إحتقانات، وكذا تجاوز التحديات الحقيقية لمواصلة عملية البناء والنهوض الحضاري يمن ال22 من مايو، وبما يحقق آمال وتطلعات شعبنا اليمني في التقدم والرقي.. وعلى كل القوى السياسية أحزاباً وعلماء ومشايخ ومنظمات مجتمع مدني التلاحم والاصطفاف على قاعدة التصالح والتسامح والحوار المستوعب حقيقة أننا جميعاً على سفينة واحدة، ويجب إيصالها إلى بر الامان لنمضي معاً لتحقيق متطلبات استحقاقات الحاضر والمستقبل.. مؤدين المسؤولية الملقاة على عاتقنا بإخلاص أمام الله والتاريخ والأجيال القادمة!.