دلالات غاية في الأهمية تظهرها وتقدمها الزيارة التفقدية التي قام بها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح لوحدات القوات المسلحة والأمن المرابطة في محور سفيان التي تقف في واحدة من أهم مناطق المواجهة مع عصابة التمرد والتخريب والإرهاب التي انقادت لنزواتها الشريرة وفكرها الضلالي والظلامي لتعلن الحرب على الوطن وأبنائه. وأن يكون الرئيس في مقدمة الصفوف فإن ذلك يعني أن أمن الوطن واستقراره هو خط أحمر لن يسمح لأي عابث المساس بمرتكزاته كما أن المصلحة الوطنية هي مسألة لا مجال للتطاول عليها وأن من يحاول الإضرار بها سيجابه بالرد الحاسم والحازم من قبل أبناء القوات المسلحة والأمن الحراس الأمناء على مكتسبات الوطن وثورته ونظامه الجمهوري وذلك ما يجد تجسيداته على أرض الواقع في الملحمة البطولية التي يخوضونها اليوم في مواجهة جرائم عصابة التمرد والتخريب التي تجاوزت كل المحرمات ولما من شأنه وضع حد لأفعالها التدميرية وتخليص المجتمع من شرورها وجرائمها البشعة خاصة وقد طال الضرر مختلف المنشآت الخدمية والإنمائية التي تحققت لأبناء صعدة كما توقفت برامج التنمية الشاملة جراء تمادي تلك العناصر في أعمالها التخريبية ومؤامراتها الدنيئة التي صارت تستنزف الكثير من طاقات المجتمع والدولة. وأن يعمد المتمردون إلى الاستيلاء على تلك المنشآت ونهب محتوياتها والتحصن في المدارس والمستوصفات والمستشفيات وتحويلها إلى ثكنات لمقاتليها يعني أول ما يعنيه زيف ما تروج له تلك العصابة من شكاوى حول غياب الخدمات ومشاريعها التي صارت تستخدمها وبالذات المدارس للترويج لفكرها الظلامي ونهجها المتخلف بعد أن أفرغتها من طلابها ومدرسيها. ومن يعمل على جر الوطن القهقري ويسعى إلى العودة به إلى أزمنة الجهالة والدجل لا علاقة له البتة بالتنمية ومشاريع التطور والنهوض ومن يعيقون مشاريع البناء ويعرضونها للخراب إنما هم يعبرون بتلك السلوكيات عن حقدهم الدفين على ما أنجزته الثورة من تحولات نهضوية في مختلف مناحي الحياة. وفي هذا الجانب فإن للمواجهة مع تلك النتوءات والعقول الصدئة ضروراتها الوطنية التي تجمع بين الشقين الاجتماعي والوطني بعد أن تأكد ارتباط عصابة التمرد والإجرام بأجندة خارجية تهدف إلى زرع الفرقة بين أبناء الشعب الواحد وإثارة الفتنة التي إذا ما حدثت فستدفع بالوطن بأجمعه نحو المجهول إن لم يكن إلى حافة الهاوية. ومن المفترض أن يتوارى أي خلاف سياسي وتغيب دوافع تصفية الحسابات الحزبية في مواجهة هذه المؤامرة التي تحتشد بكل شواهد الحقد للانتقام من الوطن دونما أدنى مسوغ أو مبرر بل إن الأدلة الماثلة تؤكد على أن تلك العناصر الإمامية والكهنوتية تعض اليد الممتدة إليها بالسلام لكونها التي لا يروق لها العيش إلا في ظل الأزمات والحروب والكوارث. ومثل هؤلاء الذين تبلدت عقولهم وتجمدت ذهنياتهم في دائرة الماضي البغيض هم من لا يختلفون عن تلك العناصر الطفيلية التي فقدت أو تضررت مصالحها الأنانية واتجهت إلى إطلاق التخرصات والتطاول على الوطن وثوابته الوطنية وكلا الفريقين يرضعان من ثدي العمالة والتآمر والخيانة حتى وإن تباينت أساليبهم فإن ما يجمعهم هو ارتهانهم لمشاريع خارجية، فالصنف الأول الذين أعلنوا التمرد والعصيان ورفعوا السلاح في وجه سلطة القانون هم من يحلمون بالعودة للتسلط على هذا الشعب عن طريق ادعائهم بالحق الإلهي وأن الحكم لا يصح إلا لهم فيما يبحث الصنف الآخر عن الزعامة عبر التسكع في بارات وحانات فنادق الخمسة نجوم في بعض العواصم الأوروبية ليلتقي المتعوس على خائب الرجاء في الانحدار القيمي والأخلاقي الذي دفعهما إلى مستنقع الخيانة فخانوا الله وخانوا الوطن والثورة والوحدة.