مضامين معاني كلمة فخامة الاخ الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية في الحفل الذي اقيم يوم أمس بقاعة الشوكاني بمناسبة احتفالات شعبنا بالعيد ال47 لثورة ال26 من سبتمبر الخالد جسدت عظمة الثورة اليمنية التي قامت لتنتصر ووجدت لتبقى خالدة، وهذه حقيقة لا تحتاج الى برهان واثبات لأنها ثورة شعب ضد الظلم والظلام والتخلف والطغيان والكهنوت الامامي والجور الاستعماري البغيض.. ثورة قامت لاخراج اليمن من دياجير أزمنة مندثرة لم يعد لها وجود إلا في العقلية الامامية المتحجرة التي بتفكيرها العقيم توهمت ان بإمكانها السيطرة على شعب حضاري عريق من خلال اساطير مزعومة وخرافات موهومة بما اضفته على نفسها من هالة قداسة سلالية عنصرية سعت الى تعميقها بالبطش وتأييدها بالجهل والفقر والمرض والفاقة.. لهذا واجهت الثورة اليمنية تحديات واخطار -وما زالت- بحجم عظمتها، لكنها استطاعت ان تنجز ما قامت من اجله.. محققة امال وتطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال والنهوض الشامل في كافة المجالات وعلى مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية.. منتقلة باليمن الى آفاق التقدم والنماء والتطور.. محلقة في فضاءات العصر.. مع كل هذه الانجازات والتحولات التي تحققت لشعبنا لا يمكن لأي كان ايقاف حركة هذه الثورة المتسارعة الى الامام، وهذا ما عبرت عنه كلمة فخامة الاخ الرئيس وهو يتحدث عن بقايا عهود التخلف والظلام الذين -كما اشار فخامته- تغلبت عليهم احقادهم وغلهم على شعبنا وثورته ووحدته.. مكتسبين مناعة ضد التغيير والتطور رغم ما تحقق للوطن من تنمية شملت كافة مناحي حياة ابنائه المادية والروحية العلمية والمعرفية.. فبناء الانسان اليمني الجديد كان وسيبقى هدف هذه الثورة وغايتها، وهذا ما يغيض اعداء الحياة الذين عزلوا انفسهم في كهوف مظلمة يتربصون بالثورة ويتحينون الفرصة للثأر من الشعب وقواته المسلحة والأمن، وهذا ما تقوم به عناصر الفتنة الاجرامية الارهابية الحوثية بمحافظة صعدة وسفيان.. غير مدركة بأن التاريخ قد تجاوزها، وان من هزم جحافل الماضي الكهنوتي لن يعجز عن سحق شرذمة مارقة لم يعد في وطن سبتمبر وأكتوبر و22 مايو اية امكانية لأوهامها العنصرية السلالية التي ثار عليها شعبنا قبل 47 عاماً، ولم يعد لها وجود إلاَّ في اذهان تلك العناصر المأفونة. في هذا السياق جاءت تأكيدات فخامة الاخ الرئيس بأن هذه العصابات هي من فرضت المواجهة على ابناء صعدة وشعبنا وقواته المسلحة والأمن بما اقترفته وتقترفه من اعمال اجرامية ارهابية ممارسة القتل والتنكيل وقطع الطرقات ونهب وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة وانتهاك المحرمات والاعتداء على منتسبي القوات المسلحة والأمن والسلطة المحلية.. لذا وجب التصدي لها والقضاء عليها بعد ان استنفذت كل المساعي والجهود لإعادة السلام الى هذه المحافظة، وحقن دماء المواطنين الابرياء والشيوخ والنساء والاطفال التي تسفكها هذه العناصر الدموية الباغية التي لم يردعها رادع من دين او قيم او ضمير.. لتبقى القوة هي الخيار الوحيد لمواجهة اعمالها الشيطانية الشريرة، وهو ما تقوم به قواتنا المسلحة والأمن ومن خلفها كل أبناء اليمن.. وهنا لا بد من الاشارة الى اهمية تاكيدات فخامة الاخ الرئيس الى ضرورة ترك بعض القوى السياسية لمواقفها المتذيذية في هذه المعركة مع هذه العصابة الخارجة عن الدستور والقانون، والابتعاد عن المكايدة والمماحكة وشخصنة القضايا لغايات ومرامي شخصية وحزبية، فما تقوم به عناصر الفتنة الحوثية ليس المستهدف فيه شخص ولا السلطة، ولا الحزب الحاكم، بل الوطن وثورته ونظامه الجمهورية ووحدته ودستوره وكل مكاسبه ومنجزاته، وعلى الذين يختلقون الذرائع والمبررات لأنفسهم ولعصابة التمرد والتخريب ان يعودوا عن هذه المواقف السلبية الملتبسة والخاطئة وان يكونوا مع الوطن وأمنه واستقراره ونهجه الديمقراطي التعددي قبل فوات الأوان.. فمشاريعهم الصغيرة مآلها الخسران المبين.