عندما نقول ان القوات المسلحة والأمن مؤسسة الوطن الكبرى وحزب الاحزاب ليس فيه شيء من المبالغة ولا التضخيم بل هو قول حق وصدق.. فالثورة اليمنية 26سبتمبر التي نحتفل اليوم بعيدها ال 47 والتي قضت على عهود التخلف والظلم والطغيان لحكم امامي كهنوتي عنصري رجعي مستبد بعد محاولات عديدة خاضها شعبنا اليمني خلال مراحل حركته الوطنية كادت تفضي إلى قناعة ان القضاء على هذا النظام بات في حكم المستحيل.. ومع ان القوات المسلحة كانت حاضرة ومشاركة في تلك المحاولات الا انها تصدرت لهذه المهمة وأخذتها على عاتقها وحمل ابطالها رؤوسهم على أكفهم ليمزقوا الوجه البشع للنظام الكهنوتي ويزيحوا ستار ليل ظلامه الطويل وينسجوا خيوط أشعة اشراقة شمس فجر جديد لليمن، منهيين قروناً من التخلف ذاق فيها شعبنا ألواناً من الظلم والبؤس والحرمان وخيم على عقول ابنائه الجهل وأستوطن اجسادهم المرض مضاعفاً جحيم حياتهم باليأس والفقر والفاقة.. هذه الأوضاع هي التي دفعت اولئك الشجعان من ابناء القوات المسلحة والأمن على الاقدام وتحدي المستحيل وتفجير الثورة اليمنية التي بفضلها انتقل الشعب اليمني من دياجير القرون الغابرة الى آفاق العصر الرحبة وفضائه الواسع. لقد كانت الظروف التي قامت فيها الثورة بالغة الصعوبة والتعقيد أكدتها التحديات والأخطار التي واجهت الثورة اليمنية من يومها الأول ولكن من صنعوا هذه الثورة كانوا مستوعبين أن الأمور لن تتوقف عند مهمة دك عرش الإمامة القابع على خرافة الحق الإلهي بل بما بعد انجاز هذه المهمة.. وكانت معارك الدفاع عن الثورة اليمنية «26سبتمبر» مقترناً بتفجير الثورة اليمنية 14 اكتوبر ضد المستعمر ليتجلى في ذلك واحدية الثورة اليمنية ويخوض شعبنا يتقدمهم ابطال القوات المسلحة والأمن اشرس المعارك على جبهتين ضد جحافل فلول النظام الإمامي الكهنوتي البائد وفي مواجهة جبروت المستعمر، مسطرين بدماء قوافل الشهداء سفر تاريخ اليمن الجديد وكان الانتصار في ملحمة حصار ال70 يوماً لعاصمة اليمن التاريخية صنعاء.. متزامنة مع انتصارات شعبنا على المستعمر.. وبهذه الانتصارات ترسخ النظام الجمهوري وتحقق الاستقلال. ان القوات المسلحة والأمن اليمنية كانت وستبقى التعبير الحي لارادة هذا الشعب الحضاري العريق المجسدة لوحدة أبنائه الوطنية الذائدة عن حياضه.. المدافعة عن سيادته .. الحامية لأمنه واستقراره ومكاسب ثورته ونظامها الجمهوري ووحدته المباركة.. أوفياء لتاريخ هذه المؤسسة الوطنية الكبرى ولشهدائها الابرار الأماجد الذين يؤكدونها اليوم بمواجهتهم وتصديهم الحازم لبقايا الماضي الإمامي الكهنوتي من عناصر الظلم والظلام والبغي والطغيان في محافظة صعدة وحرف سفيان.. منزلين أشد الضربات بعصابة الفتنة المذهبية العنصرية الاجرامية الارهابية الحاقدة على كل ماهو عظيم ونبيل وخير في هذا الوطن.. منطلقين بذلك من ادراك ووعي عميق انهم ذراع الشعب الطولى التي يضرب بها اعدائه الذين خرجوا من اجداث ازمنة غايرة ولن تعود والوطن اليمني مسيجاً بهذه المؤسسة الوطنية الكبرى -القوات المسلحة والأمن- التي تتحطم على صخرتها الصلدة كافة الدسائس والمؤامرات.