الانتصارات البطولية التي يحققها ابطال قواتنا المسلحة والامن في مواجهة بقايا عهود الظلم والظلام والقهر والطغيان والاستبداد الإمامي الكهنوتي المتخلف البائد في محافظة صعدة هي امتداد لتلك الملاحم التي سطرها اولئك الميامين الشجعان ابناء هذه المؤسسة الوطنية الكبرى بإقدامهم يوم 26 سبتمبر 1962م على تفجير الثورة اليمنية وتمزيق ليل الإمامة القاتم السواد الذي خيم ظلامه على عقول وارواح شعبنا ردحاً طويلاً من الزمن خلاله فرض عليه - وهو الشعب الحضاري العريق - تخلفاً وعزلة بقوة الحديد والنار ليعيش خارج زمانه ووجوده الانساني. مستمداً ذلك النظام الكهنوتي شرعيته من ثالوث الفقر والجهل والمرض ومن أساطير وخرافات مذهبية سلالية عنصرية إفتراءً على الله والدين الاسلامي وعلى شعبنا اليمني.. ورغم نضالات ابناء اليمن وحركتهم الوطنية وتضحياتهم للخلاص من تلك الأوضاع البائسة المأساوية إلاَّ انها باءت بالفشل حتى أخذ أولئك الرجال من منتسبي القوات المسلحة موقع الطليعة في الحركة الوطنية اليمنية، حاملين على عاتقهم مهمة انهاء حكم الامامة الكهنوتي.. وكان اليمانيون عشية 26 سبتمبر 1962م على موعد مع انبلاج فجر جديد لم يكن فقط بداية النهاية للنظام الكهنوتي الإمامي بل وللاستعمار بتفجير الثورة اليمنية في 14 اكتوبر من قمم ردفان الشماء، فكانت الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 اكتوبر حرية وتحرر، جابه ابطالها ابناء هذا الشعب العظيم وفي الطليعة رجال القوات المسلحة والأمن تحديات واخطار، مقدمين في دروب مواجهتهم لقوى التخلف والاستعمار تضحيات جسام وقوافل الشهداء حتى ظفروا بالنصر المؤزر بنيل الاستقلال الناجز وترسيخ النظام الجمهوري، مواصلين هذه المسيرة صوب اعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني باعتباره الهدف الاسمى للثورة اليمنية وكان شعبنا على موعد مع انجازه العظيم في 22 مايو 1990م.. ليؤكدوا في معارك ترسيخ الوحدة في مواجهة قوى الانفصال أن الثورة والجمهورية والوحدة والنهج الديمقراطي ثوابت وطنية وخطوط حمراء يحترق عندها كل من يحاول تخطيها.. هذه حقيقة تتجلى اليوم في المآثر التي يجترحها ابطال القوات المسلحة والامن وهم يواجهون بقايا الأئمة والتخلف والفرقة الحاملة لفيروس امراض نزعاته المذهبية والعنصرية السلالية المجسدة في عناصر الفتنة الحوثية وعصاباتها الاجرامية الارهابية في محافظة صعدة، التي يلقنها ابناء شعبنا وفي مقدمتهم الصناديد البواسل منتسبي مؤسستهم الوطنية الكبرى القوات المسلحة والامن دروساً جديدة لا تنسى علَّهم يعوا وأضرابهم من بقايا الماضي الاستعماري التشطيري ان العودة الى عهود الماضي البغيض استحالة وأبعد من عين الشمس وعليهم ان يستوعبوا ان الماضي ولى بغير رجعة وفي هذه المعارك كما في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية والدفاع عن الوحدة سوف تنتصر القوات المسلحة والامن في هذه المعركة ضد شراذم التخلف الارهابية الحوثية لانها تحمي وتصون وتؤمن حاضر اليمن ومستقبل أجياله.