لم تكن مستغربة تلك المواقف المشرفة التي عبرت عنها العديد من الدول الشقيقة والتي أكدت من خلالها مساندتها ووقوفها إلى جانب اليمن وأمنه واستقراره ومسيرته الإنمائية والديمقراطية، التي تتسارع خطاها في ظل إنجازات ثورته ووحدته المباركة. حيث تجلت بوضوح إيجابية ما تضمنته تلك المواقف الأخوية وآخرها الموقف الأصيل للأشقاء في مصر العروبة ، الذي كان في مستوى مكانة مصر، ودورها القومي والتاريخي، ومجسداً لخصوصية العلاقات الوثيقة التي تربط بين أبناء الشعبين اليمني والمصري. وكما بادرت مصر العروبة إلى دعم الثورة اليمنية ال26 من سبتمبر وال14 من اكتوبر إلى أن تحقق للشعب اليمني النصر المؤزر في القضاء على النظام الإمامي الكهنوتي والاستعمار البغيض ليمتزج الدم اليمني بالدم المصري في ملحمة تجلت فيها أبلغ معاني الإخاء والمودة والتلاحم، ها هي مصر تقف اليوم نفس الموقف من خلال تأكيدها على أن وحدة اليمن وأمنه واستقراره تمثل أولوية خاصة من أولويات السياسة الخارجية المصرية وانها ترفض أي تدخل خارجي في الشأن اليمني. وهذا الموقف وغيره من المواقف المشرفة للدول الشقيقة تدل بوضوح تام على أن الدول العربية لا يمكن إلاّ أن تكون إلى جانب بعضها البعض في الملمات والمسرات فقدرها أن تمضي معاً وان يؤازر الشقيق شقيقه حتى يتسنى لهذه الأمة حماية مصالحها والدفاع عن مكاسبها وصيانة حقوقها العادلة. وانطلاقاً من هذه الحقيقة فإنه وبالقدر الذي تشكل فيه الوحدة اليمنية إنجازاً للشعب اليمني فإنها تمثل انجازاً لكل العرب وينطبق الأمر نفسه على أمن اليمن واستقراره الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، وأن ما قد يتعرض له من مؤثرات لابد وأن ينعكس بتداعياته على الأمن العربي عموماً. ويتضح من أهداف فتنة التمرد والإرهاب والتخريب التي أشعلتها العناصر الخارجة على النظام والقانون في محافظة صعدة أن المستهدف من هذا التمرد الإجرامي ليس الأمن الداخلي اليمني وحسب بل الأمن العربي ككل، إذ أن كل المؤشرات تدل على أن من يدعمون هذا التمرد وعناصره الإرهابية تحركهم دوافع عدائية للعرب جميعاً وأن ما يسعون إليه من وراء ذلك المخطط العنصري المقيت الذي تقوم بتنفيذه عناصر ظلامية وكهنوتية حاقدة، ليس زعزعة أمن واستقرار اليمن فقط وإنما خلق حالة جديدة من الاضطراب، لما من شأنه توسيع دائرة التوتر في المنطقة ودفعها إلى أتون معضلات حادة تظل توابعها ضاغطة إلى زمن طويل. وستبقى اليمن في كل الأحوال والظروف وفية لأشقائها وكل من وقف إلى جانبها فالوفاء لا يقابل إلاّ بالوفاء وتلك هي سمة اليمنيين على الدوام .. يحفظون الجميل لكل من وقف إلى جانبهم من أشقائهم وأصدقائهم ويشعرون إزاءهم بالمزيد من العرفان مقدرين لكل منهم دوره وإسهامه وصدق مواقفه. فتحية لكل الأشقاء الذين كانوا بمواقفهم نِعْمَ الأشقاء الأوفياء الذين لم يترددوا وهم يعلنون مساندتهم لإخوانهم أبناء الشعب اليمني وكانوا عند حسن الظن.