إذا ما اعتقد الإرهابيون، سواء من ينتمي منهم إلى العناصر الضالة والمتمردة في بعض مديريات محافظة صعدة أو إلى تنظيم القاعدة أو الشرذمة الانفصالية المأجورة أو من يمتهنون أعمال الإجرام بأن أعمال الغدر وزرع الكمائن ستؤجل أو تؤخر من نهايتهم المخزية ومصيرهم المحتوم الذي اقتربت ساعته الأخيرة بفضل الضربات الموجعة التي تتلقاها هذه العصابات من قبل أبطال القوات المسلحة والأمن وكافة أبناء الشعب اليمني الشرفاء، فإن هذه العناصر إنما تراهن على أوراق خاسرة وأوهام بائسة تعكس حقيقة أنها باتت تشعر بدنو أجلها، وأن العدالة لا محالة ستطالها بعد أن اشتد الخناق عليها، وصارت محصورة في زوايا محددة لا تتيح لها الاستمرار في أنشطتها الهدامة وممارساتها الإجرامية وأفعالها الدنيئة التي تستهجنها كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية. وفي ضوء هذه الحقيقة لم تكن العملية الإجرامية الغادرة، التي استهدفت خمسة من رجال الأمن في محافظة حضرموت سوى تعبير عن إحساس تلك المجاميع الإجرامية بأنها تهرول نحو حتفها وأنه لا مناص لها من ذلك المصير الذي ينتظرها لتنال جزاءها الرادع جراء ما اقترفته من الآثام والخطايا بحق أبناء هذا الوطن، الذين حمل آباؤهم وأجدادهم راية الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها، فكانوا أهل الحكمة والإيمان كما وصفهم الرسول الكريم محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم. وإذا ما ظن أولئك المجرمون الذين قاموا بارتكاب تلك الجريمة الغادرة أنهم سينالون من ذلك الإيمان الراسخ، الذي توارثه اليمنيون جيلاً، بعد جيل، عن طريق أفعالهم المسيئة لجوهر الدين الإسلامي الحنيف، القائم بطبيعته على روح التسامح والاعتدال والوسطية، ونبذ التشدد والغلو والتطرف فإنهم سيحفرون قبورهم بأيديهم، حيث سيكون لهم الشعب بالمرصاد ولن يجنوا سوى الخزي والعار ولعنة الله والناس أجمعين. وأياً كانت دوافع الجريمة الجبانة ومرتكبيها فإنها لن تذهب دون قصاص ممن تجرأوا على ذلك الفعل الشنيع الذي قوبل باستهجان كل اليمنيين وإدانتهم واستنكارهم، لكون من أقدموا عليه لا يمكن أن يكونوا يحملون ذرة من خُلق أو لهم صلة بالإسلام أو يدينون بعقيدته التي تحرم قتل النفس البريئة وتوعدت من يقدم على ذلك بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة. وبعيداً عن الاستنتاجات فإن كل المؤشرات تؤكد على أن هذه الجريمة الجبانة والغادرة ليست سوى فعل حاقد وخسيس أراد به أولئك المجرمون لفت أنظار وسائل الإعلام حولهم بذلك الأسلوب الغادر والحقير، خاصة بعد تلك الانتكاسات والهزائم المنكرة التي منيت بها هذه العصابات الإجرامية والتي لا شك بأنها شلت حركة الظاهرة الإرهابية وضربتها في مقتل. والثابت أن عملاً بهذا المستوى من الدناءة والحقارة لن يزيد أبناء شعبنا إلاّ مزيداً من الإصرار والعزيمة على اجتثاث بذرة الإرهاب والإجرام الشيطانية وتطهير الوطن من دنس عناصرها ورجسهم وأفكارهم الضالة التي ستدفن مع من يحملونها من الخونة والعملاء والمأجورين، شأنهم شأن كل المتآمرين والمأزومين والحاقدين على هذا الوطن وعقيدته وثورته ووحدته المباركة وأمنه واستقراره.. وسيسقطون في مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم، وستدوسهم أقدام هذا الشعب ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه السير في طريق الانحراف والإجرام بهدف الإضرار وإعاقة مسيرة التنمية والتطور في هذا البلد، الذي يتطلع إلى تجاوز مصاعبه الاقتصادية عبر التوسع في جذب الاستثمارات وإقامة مشاريعها، التي توفر المزيد من فرص العمل ومصادر العيش للشباب الذين انضموا إلى دائرة البطالة. ودون تردد نقول لأولئك المرضى والمعتوهين والإرهابيين الذين تحللوا من الكينونة السوية والمعاني النبيلة لأبناء مجتمعهم، وصارت تحركهم أمانيهم الخسيسة أن المكر السيئ لا يحيق إلاّ بأهله وأن من يلعب بالنار يحترق فيها، وأن طغيانهم سيرتد إلى نحورهم، وأن عقاب الشعب آتيهم لا محالة. ولأنهم خانوا الله ووطنهم وشعبهم فلا يلوموا إلاّ أنفسهم.