{ .. بعد أن أهدرت عناصر الفتنة والإرهاب الحوثية الفرص العديدة التي تهيأت لها للعودة إلى جادة الصواب وتغليب صوت العقل والجنوح للسلم ، لم يعد أمام هذه العناصر المنحرفة التي طغت واستكبرت وتمادت في غيها وجرائمها سوى الرضوخ للنقاط المحددة في مبادرة الحكومة لإيقاف العمليات العسكرية. وبدون التزام أولئك القتلة والمجرمين بتلك النقاط التي حرصت الحكومة على أن تأتي منسجمة مع الأسس الكفيلة بحقن الدماء في محافظة صعدة ، فإن هؤلاء الإرهابيين سيمضون نحو حتفهم ونهايتهم المخزية ، ولن تشفع لهم تلك الألاعيب والصراخ الإعلامي من ذلك المصير المحتوم ، الذي دنت لحظته واقتربت ساعته الأخيرة . وها هم أبناء محافظة صعدة الشرفاء يستعدون لذلك اليوم الذي تتخلص فيه محافظتهم من رجس تلك العناصر الإجرامية وفكرها الضال والمتخلف ، خاصة وقد آن الأوان لكي تستعيد هذه المحافظة عافيتها وطمأنينتها ومناخات الأمن والاستقرار . بعد أن عاث فيها أولئك الضالون والمنحرفون والإرهابيون بفسادهم وجرائمهم وأحقادهم ، حيث قتلوا النفس البريئة وسفكوا الدماء المعصومة وانتهكوا الأعراض ، واستباحوا كل المحرمات ، ودمروا المساجد والمدارس والمراكز الصحية ، وقاموا بقطع الطرق ونهب الممتلكات العامة والخاصة دون أن يرعوا في الناس إلاً ولا ذمة . وما ينبغي أن تدركه تلك العصابة الإجرامية ، هو أنه لا مفر لها من ذلك المصير الحتمي إلاّ بالرضوخ لشروط الحكومة وإعلان الالتزام بها وتأكيد ذلك عمليا ، وأنها إذا ما أضاعت هذه الفرصة فإنها تكون قد وضعت خاتمتها وحفرت قبرها بنفسها ، وذلك هو الأقرب بالنظر إلى طبيعة العقلية الظلامية والكهنوتية التي تتحكم في تصرفاتها ، وهو ما تدل عليه مواقف هذه العناصر الإرهابية خلال السنوات الخمس الماضية ، حيث ظلت ترفض كافة النداءات والجهود والوساطات والمبادرات الهادفة إلى حقن الدماء وآخرها ما ورد في مبادرة الحكومة من نقاط لإيقاف العمليات العسكرية ، وكذا ما جاء في دعوة فخامة الأخ رئيس الجمهورية في خطابيه بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وعيد الفطر ، فقد أظهرت تصرفاتهم أنهم وكلما دعوا إلى العودة للصواب والجنوح للسلم ، ازدادوا غيا واستكبارا ، وانساقوا وراء شياطينهم ونوازعهم العدوانية وأوغلوا في ممارساتهم الإجرامية والإرهابية . إن هذه العناصر وهي ترى اليوم بعيونها أن زوالها بات مؤكدا وأن دعواتها الضالة والمضلة صارت هشيما تذروه الرياح وأن فكرها المنحرف يتهاوى وعناصرها الإجرامية تتساقط تحت ضربات أبطال القوات المسلحة والأمن الأفذاذ الذين دكوا معاقلها وأوكارها الحصينة ، لم تجد ما تداري به خيبتها سوى الصراخ والعويل في وسائل الإعلام ، وفات على هذه العصابة الإجرامية أنها ومهما أطلقت من المغالطات ، وحاولت التباكي على النازحين الذين تسببت في تشريدهم فإن أيا من تلك الأساليب لن ينقذها من قصاص الشعب وعقاب العدالة وسيكون مصير من تبقى من مجاميعها الإرهابية نفس مصير تلك الرؤوس التي تهاوت منها تحت الضربات المركزة والعمليات العسكرية النوعية لأبطال القوات المسلحة والأمن ومن خلفهم كل أبناء الوطن الشرفاء الذين لم يتلطخ تاريخهم بمخازي الارتزاق والتآمر على الوطن . وإذا ما اعتقدت قيادات هذه المجاميع الإرهابية أن بوسعها إسعاف المعنويات المنهارة في صفوفها المثقلة بالهزيمة عن طريق التهريج الإعلامي ، فإنها واهمة وتتشبث بالسراب ، ومن الأولى لها أن تعي أن المدافعين عن أمن الوطن واستقراره من رجال القوات المسلحة والأمن. هم من عاهدوا الله وشعبهم على إلحاق الهزيمة النكراء بها وبمن سار في فلكها من الحالمين بعودة الإمامة وعهود الكهنوت وإعادة عجلة الزمن إلى الوراء ، وعلى هذه العصابة الإجرامية ومن يقف معها من ذوي المواقف المتلونة والمتذبذبة والمبتزين والمنتفعين أن يعلموا أن رهاناتهم خاسرة ولن يجنوا سوى الخزي والعار وسينبذهم الشعب والمجتمع غير مأسوف عليهم ، فمن لا موقف له لا مبدأ له ، ومن لا مبدأ له لا حاجة للوطن به . لقد حصحص الحق وحانت اللحظة الحاسمة للقضاء على الفتنة وعناصرها الإجرامية ، وتخليص الوطن من شرورها وجرائمها وجناياتها بحق النساء والأطفال والشيوخ والأبرياء والوطن كله وطالما اختارت هذا الطريق فعليها أن تدفع ثمن هذا المسلك الشيطاني وفسادها في الأرض وما اقترفته من الآثام والخطايا ، وليخسأ القتلة والإرهابيون وسحقا لهم ومن اتبعهم من الخونة والعملاء والمرتزقة والمأجورين أعداء الله والوطن والشعب .