تعد المعارضة السياسية في كل بلدان العالم ذات الطابع الديمقراطي الوجه الآخر للسلطة وتحمل على عاتقها مسئولية وطنية كبرى ويتمثل عملها السياسي بالمشاركة الفاعلة في مسيرة البناء والتقدم والازدهار إضافة إلى ذلك فإن الأحزاب السياسية في البلدان الديمقراطية تقف إلى جانب السلطة في مواجهة كافة التحديات والمؤامرات التي تستهدف بلدانها لكننا في بلد الإيمان والحكمة عكس ذلك , لدينا معارضة سياسية تحمل على عاتقها مسؤولية زعزعة الأمن والاستقرار وإعاقة مسيرة البناء والتقدم وتحريض الخارجين عن القانون على الاستمرار في ممارسة أعمالهم الإجرامية البشعة إضافة إلى مشروعها اللاسياسي المتمثل بتصريحاتها وبياناتها التحريضية التي تدعو فيها إلى التضامن مع العناصر الخارجة عن القانون الذين ينتهكون دماء المواطنين ويمارسون عمليات القتل بالهوية ويقطعون الطرقات ويعتدون على الممتلكات العامة والخاصة دون أي مراعاة للمصلحة الوطنية. وبدلاً من أن تسخر بياناتها وخطاباتها السياسية لمصلحة الوطن وأمنه واستقراره لكونها الوجه الآخر للسلطة ويجب عليها المحافظة على أمنه واستقراره , نجدها توجه خطابها السياسي لإثارة الفتن والنعرات المناطقية والطائفية والمذهبية والعشائرية التي محاها شعبنا اليمني العريق قبل خمسين عاماً، ورغم هذا كله يتظاهرون زوراً وبهتاناً بأنهم حريصون على هذا الوطن ويعملون من أجل تنمية وسعادة أبنائه. لا ندري من أي نوع هؤلاء الذين لا يشعرون بأي خجل أو حياء حينما يتبادلون الأدوار والمواقف ويتقمصون الشخصيات وكأنهم على خشبة المسرح من أجل الحصول على الأجر أو لمنفعة ذاتية عوضاً عن كونهم ينفذون مخططاً عدائياً ضد الوطن، فهل هذه هي الوطنية التي ظلوا يصمون بها الآذان منذ فترة؟ ويدعون النزاهة والعفة وهم غارقون في مستنقع العمالة.. أهذه هي الوطنية التي يدعون إليها والتي كشفت عنها مواقعهم وصحفهم وممارساتهم؟ بل الأغرب من ذلك التذبذب الذي تعيشه تلك الأحزاب والحالة الهستيرية التي وصلت إليها والتي عبرت عنها من خلال تصرفاتها في الأعوام الأخيرة وآخرها البيانات التي دعت فيها إلى إقامة المظاهرات والاعتصام تضامناً مع عناصر التخريب، أيريدون ترك العابثين بالحياة العامة في الوطن حتى إشعار آخر لغرض النقاش مع الأطراف المختلفة؟ أم أنهم يرون أن ما يقوم به الخارجون عن القانون يتواءم مع ما يهدف إليه "المشترك "؟ وكلما قامت الأجهزة الأمنية بمهامها وواجباتها المتمثلة بحماية المواطنين وممتلكاتهم والحفاظ على السكينة العامة نجدهم يصرخون ويصدرون بيانات وتصريحات تدل بوضوح على أنهم يقودون مخططات تآمرية ضد الوطن وأبنائه ويهدفون إلى العودة بالوطن إلى ما قبل الثورة والوحدة، وهذا أمر في غاية الخطورة ويجب التصدي له وإحباط أهدافه ويجب على المؤسسة الأمنية أن تقوم بواجبها الوطني وأن لا تتساهل أو تقف موقف المتفرج في هذه المواقف الحساسة وأن لا تترك العابثين يعبثون ويعتدون على الممتلكات العامة والخاصة كما يريد أولئك الذين أدمنوا على النهب والسلب والتزييف للحقائق والوقائع أياً كانت. هل يعتقد (أحزاب المشترك) أنهم يستطيعون بخطاباتهم وبياناتهم التي كشفت عن نواياهم الخبيثة وحقدهم الدفين ضد الوطن أرضاً وإنساناً التغرير والتضليل على المجتمع اليمني؟ وهل يمكن أن يستوعب العقل أن تلك الأحزاب "اللقاء المشترك " بعد أن تجاهلت القوانين والأنظمة واللوائح المنظمة لعملها السياسي أنها قادرة على وضع المخارج وطرح المعالجات لتسوية سلوكياتها السلبية وتستعيد شعبيتها التي تفقدها يوماً تلو الآخر؟! الجواب واضح وقد عبر عنه أبناء الشعب اليمني عبر صناديق الاقتراع وفي أكثر من مرة وسيعبرون عنه في المستقبل القريب. وأخيرا نقول لكل من يمارسون الخراب والدمار أن أبناء الشعب اليمني كافة يعرفون مقاصدكم ويعرفون تاريخكم، وأن الوحدة الوطنية التي ناضل من أجلها الثوار والأحرار منذ قيام الثورة وفي سبيلها ضحى الوطن بخيرة رجاله قد أصبحت أقوى وأعظم من أن تطالها أيادي المأجورين وضعفاء النفوس، وأن الوحدة هي الرهان الوطني الرابح والخيار الذي لا تنازل عنه خصوصاً بعد أن تم تثبيت وإجهاض محاولة الالتفاف عليها بتضحيات جسيمة ودماء زكية في صيف 94م وأن سواعد أبناء سبأ التي تشابكت بقوة والتحام في زمن الشتات والفرقة وأعادوا رسم خارطتهم الجغرافية ستقف صفاً واحدا خلف القيادة السياسية ممثلة بربان السفينة الوحدوي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله لصد كافة التحديات ومواجهة كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن ووحدته العظيمة.