في بلادي ..الفقر والبطالة حقائق قائمة.. ولعل أهم أسبابها ثلاثية ارتفاع الدولار وجشع التجار وغياب فعالية الأجهزة الحكومية المختصة في هذا المجال. فبمرور الأيام تتأكد حقيقة أن القدرة الشرائية للأفراد تقل وتتآكل بخاصة في ظل ثلاثية الدولار والتجار وغياب فعالية الأجهزة الحكومية.. بمعنى أن الطبقة الوسطى بدأت بالتحلل, والخوف أن تنقرض لصالح الطبقة الغنية التي تزداد لا أقول غنى ولكن ثراء على حساب الطبقتين الوسطى والفقيرة.. ويبقى الكلام عن الفقر والبطالة في بلادي حديثاً ذا شجون... كما يبقى الكلام عن القضاء عليهما في ظل التخاذل والتساهل الحكومي مجرد أحلام نهار . بعيدا عن الحديث عن شلل الأطفال المصابة به أجهزت الدولة في الرقابة على التجار..وقريبا من هموم المواطن في ظل الارتفاع الجنوني للدولار مقابل الريال نقول إن الحكومة قد قطعت شوطا لا بأس به في مجال الإصلاحات الاقتصادية إلا أن آثار هذه الإصلاحات لم تنعكس على حياة المواطن ,وظلت حبرا على ورق, بل زادت حياته تعقيدا وغلاء . وما يدور من حديث حول عزم الحكومة على رفع الدعم عن بعض المشتقات النفطية خطوة يجب أن يحسب حسابها.. ولتستفد الحكومة من تجارب رفع الدعم السابقة ولتعرف أن أي إجراء في هذا المجال تنعدم ايجابياته في ظل تخاذل الأجهزة الحكومية في مجال الرقابة وضبط الجودة وخلق سوق تنافسية أبعد ما تكون عن أهواء أربعة الى خمسة من كبار التجار ..ولتدرك انه إذا ما كان رفع الدعم هو ذراع في إصلاح الاقتصاد الوطني فإن الذراع الأخرى هي الرقابة وتطبيق القوانين الذي يجب أن يتم على كبار التجار قبل صغارهم فلا مجال للاستثناءات. نختم كلامنا بالقول ان الفقر والبطالة ظاهرتان أرضيتان مرتبطتان بالانسان منذ الأزل.. فهما موجودتان بوجوده وباقيتان ببقائه .. فالقضاء عليهما ليس ممكنا في في إطار القدرات الإنسانية بمعنى أنهما لن ينتهيا إلا في الجنة.. إلا أن الاقتراب بهما من الصفر هدف ممكن التحقيق في أطار قدرات الإنسان. فلم يعد الفقر ولا البطالة اليوم يشكلان ظواهر بل أصبحا يحملان ملامح ثقافة والخوف أن يستحيلا إلى ثقافة مكتملة الأركان وندرك جميعا أن الثقافة لا تهزم ولا تتقهقر الا امام ثقافة أقوى وارسخ .. والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف تبنى هذه الثقافة: ثقافة الضد للفقر والضد للبطالة ثقافة الانتاج والعمل؟؟
الجواب بتكاتف الجميع .. اقتراح لرئيس الوزراء أن يقوم بشطب إدارة الإعفاءات الجمركية من الهيكل الحكومي لأنها بصراحة تحولت إلى دائرة للاحتيال على موارد الدولة فهي أشبة بثقب اسود يحرم الدولة من كثير من الايرادات على حساب اثراء البعض .