اجتماع أصدقاء اليمن في مدينة نيويوركبالولاياتالمتحدةالامريكية يأتي في سياق التأكيد من قبل الاشقاء ودول مجلس التعاون الخليجي والاصدقاء الفاعلين والمؤثرين على اتجاهات مسارات الوضع العالمي وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا على الموقف المساند والداعم والمؤيد لليمن الموحد والديمقراطي المستقر الآمن المتطور المزدهر.. وهو ليس الاول لأصدقاء اليمن فقد سبقته اجتماعات ومؤتمرات في لندن والرياض والمانيا، ولن يكون اجتماع نيويورك الاخير.. فاليمن تشكل عمقاً استراتيجياً اساسياً واقتصادياً وامنياً للجوار الاقليمي في منطقة الجزيرة والخليج الحيوية للمصالح العالمية، كما ان اليمن بموقعه «الجيوبوليتكي» يحتل اهمية مفصلية للتجارة الدولية -جنوب البحر الاحمر- واوضاعه تنعكس سلباً وايجاباً على مجمل الاوضاع الدولية، ناهيك عن انه شريك جدي في مكافحة الارهاب والقرصنة بمنطقة خليج عدن والمحيط الهندي. وحرص الاشقاء والاصدقاء على مساعدته ودعمه في مواجهة التحديات والاخطار التي يجابهها نابع من وعي عميق بالعوامل والاسباب الداخلية والخارجية التي نجمت عن الظروف والاوضاع التي يعيشها على الصعيد السياسي والاقتصادي والامني والتي اصبح مستوعب انها موضوعية ومنها أنبثق الجانب الذاتي كإنعكاس لمحورية ومركزية الوضع الاقتصادي الذي يشكل العلة الاساسية للصعوبات والتحديات التي يواجهها ويعود ذلك بدرجة رئيسية الى شحة الموارد ومحدوديتها وينطبق على تناميها تنامي المتوالية العددية، في حين ان فيض النمو السكاني يتزايد بمتوالية هندسية، وهذا بات معروفاً من قبل اصدقاء اليمن اضافة الى هذا كله الدور والتأثير للاحداث التي شهدتها المنطقة في العقد الاخير من القرن الماضي والعقد الاول من هذا القرن، والمقصود هنا حرب الخليج الثانية والحرب على العراق وافغانستان وقبلهما بروز ظاهرة الارهاب الذي كان اليمن من اوائل دول العالم التي اكتوت بناره وحذرت العالم من مخاطره قبل ان يُلمس بشكل مباشر من الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الاوروبي والعالم عموماً.. وهكذا نخلص للاستنتاج ان العلة فيما يواجهه اليمن من معضلات وصعوبات وتحديات مصدره الوضع الاقتصادي وهو ما نجم عنه ظهور متمردي التخريب والارهاب كنتاج طبيعي لحالة البطالة والفقر التي تدفع جيل الشباب من ابناء اليمن الى الوقوع في براثنه. إن ثقافة العنف المولدة للتطرف والارهاب وما يصاحبها من نزعات تخريبية وتدميرية عدمية تواجهها الدولة والحكومة بكامل الامكانات التي تملكها مادياً وعسكرياً وامنياً محققة نجاحات متعددة في مواجهة ومكافحة الارهاب.. مع ذلك فإن القضاء النهائي على كل هذه التحديات وتحقيق الامن والاستقرار يبقى مرهوناً بالوضع الاقتصادي الذي يتوجب ان يضعه اصدقاء اليمن في صدارة اولوياتهم لتقديم الدعم والمساندة وبما يسهم في ترسيخ الامن والاستقرار الذي يرتبط بأمن وإستقرار الجزيرة والخليج والمنطقة عموماً.. وفي هذا الصدد كانت نتائج اجتماع اصدقاء اليمن على المستوى الوزاري يوم امس بنيويورك في مستوى ما ينتظره اليمن من اشقائه واصدقائه الذين اعلنوا بشكل واضح دعمهم لامنه واستقراره ووحدته، مؤكدين دعمهم الاقتصادي التنموي ودعمهم السياسي المتمثل في اعتبار الحوار الوطني شأناً يمنياً وهم معنيون بتشجيعه لإنجاحه وبما يضمن الأمن والاستقرار المستدامين. ومن هنا فإن مؤتمر اجتماع نيويورك هو تواصل لمؤتمرات واجتماعات سابقة عبرت عن المكانة التي يحظى بها اليمن لدى اصدقائه والنابعة من ادراك عميق لحقيقة متطلبات اليمن على الصعيد الاقتصادي والامني والسياسي.. على ذلك النحو الذي عبر عنه البيان الصادر عن اجتماع اصدقاء اليمن الذي حمل بشائر الخير لليمن والمجسدة في وقوف المجتمع الدولي الى جانبه في مواجهة التحديات وتجاوزها لتحقيق النماء والتقدم والازدهار.