من يتابع مشاهد العرس الكبير الذي يعيشه شعبنا وهو يحتضن هذه الأيام الحدث الرياضي الكبير المتمثل في فعاليات بطولة خليجي 20 وما ارتبط به من الإنجازات الكبيرة سواء على صعيد المنشآت الرياضية والفندقية والبناء التنموي عموماً أو على صعيد الاقتدار في مسابقة الزمن وكسب الرهان في خوض التحدي الذي برز أمام بلادنا على أكثر من نطاق، وتحقيق النجاح والانتصار للذات وإثبات الوجود، سيدرك حجم وحقيقة التحولات التي شهدها الوطن في ظل راية وحدته المباركة وعطاءات قيادته الوطنية المخلصة بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، وهي تحولات جذرية وتغيير شامل نحو الأفضل.. نحو التنمية والبناء والتقدم.. نحو الأمن والاستقرار والإنجاز المتواصل على مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والثقافية والاجتماعية وغيرها، من أجل مصلحة الشعب ونهضة الوطن. كما برهنت هذه التحولات، بما لا يدع مجالاً للشك على أن شعبنا على درجة كبيرة من الوعي، مكنته وعبر كل المراحل من التمييز بين الغث والسمين وبين دعاة الشعارات الزائفة المخادعة وأصحاب الهرطقات الكلامية الفارغة، وبين البناة الحقيقيين والأوفياء لعهودهم ووعودهم والمثابرين في ميادين العطاءات والإنجاز، وبما ينعكس على حياة الشعب ثماراً حقيقية وخيرات وفيرة، وهو لذلك قال دوماً وبأعلى الصوت: لا للعملاء والخونة، ولا للمرتدين عن الوحدة العظيمة، ولا للانتهازيين والمبتزين وكل من ظلوا يلهثون فقط وراء تحقيق مصالحهم الذاتية الأنانية على حساب الشعب والوطن، ويمارسون كل أشكال الزيف والكذب والتضليل وهم يظنون في أنفسهم الذكاء والقدرة على الخداع ولا يعلمون بأنهم مكشوفون ومفضوحون ولا يستطيعون إخفاء ما وراء تلك الأقنعة التي يتخفون وراءها. وفي كل يوم يحقق فيه شعبنا إنجازاً جديداً ويخطو خطوات متقدمة صوب تحقيق آماله وتطلعاته على دروب النهوض والتقدم، ينكشف زيف هؤلاء وتتساقط أوراق التوت عنهم وتتعرى ملامح وجوههم المليئة بالقبح ونفوسهم المليئة بالأحقاد والضغائن.. ومع كل عرس بهيج يعيشه الوطن يزداد هؤلاء حقداً وغلاً على الوطن إزاء ما يشاهدونه ويلمسونه على أرض الواقع من شوامخ المنجزات وروعة التحولات، وما يزهو به الوطن من المكانة والشموخ، وكان الأجدر بهم أن يتواروا خجلاً وحياءً إزاء فشلهم وخيبة آمالهم وأن يتجهوا للتكفير عمَّا ارتكبوه بحق الوطن من الويلات والمآسي، ولكن أنى لهم أن يفعلوا ذلك أو يراجعوا أنفسهم ويعترفوا بالحق وقد استوطن في أعماقهم العناد واستمرأوا المكابرة والجحود والإنكار.. لقناعتهم بأن كل ما يتحقق من الإنجازات والتحولات إنما هو محاكمة حقيقية لهم وإدانة صريحة لأفعالهم وعقم تفكيرهم ونهجهم. إن الوطن يعيش اليوم أزهى اشراقاته وأبدع تجلياته وهو يستنهض طاقاته وهمم كل أبنائه في معركة العبور نحو مستقبله الأفضل ماضيا في خطاه بكل الثقة والاقتدار للوصول إلى تلك الغايات والأهداف الاستراتيجية العظيمة التي رسمتها له قيادته الحكيمة، والتي استطاعت دوماً أن تبحر بسفينة الوطن بمهارة واقتدار وسط كل العواصف والتحديات، وأن تصل بها إلى شواطئ الأمن والأمان، وأن تحشد الشعب من ورائها لتحقق له أمانيه وتطلعاته وترسم للأجيال اليمنية الواعدة حلمها الزاهي في يمن قوي مزدهر بإذن الله، وثيق الصلة بتاريخه التليد وأمجاده الغابرة وحضارته الشامخة المشرقة. فبورك الوطن وبوركت قيادته..