بلا شك بأننا أصبحنا اليوم نواجه مشكلة تشويه بحق بعض الشرفاء والمتفانين والنشطاء وذلك بإرسال أشارات استفهام حول شخصياتهم ونظرات من الريب حول سلوكهم وتسريب اتهامات عشوائية, وهذا يكفي لحرق أي إنسان في بيئته وقتل روحه ومعنوياته وعزله عن محيطه , وكان يجد نفسه أكثر الناس نظافة وطهرا وإخلاصا ونبلا في موقع المتهم بل المصنف بأبشع الصفات من قبل أشخاص هم أسوأ نموذج اجتماعي .هذه الحالة نشاهدها بأم أعيننا وكنا من الشهود على عصرها ,لكنها اليوم تجاوزت الحدود وتطورت لتصبح ظاهرة يمنيه وعربية بامتياز ,في سمة عامة يمارسها السواد الأعظم وعلى أعلى مستوى من خلال حملات التشويه التي يتلقفها من أول مصدر يقع عليه ويتناولها ويتبناها ويقوم بنشرها دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن الحقيقة فيعتمد على تسريبات قد تكون مخابراتية أو صحفية أو حتى من عدو يتقن فن اللعب . فلم تعد اليوم تتجرأ وتشيد بشخصية سياسية وطنية إلا وتجد من يتنطح لك بضخ عشرات المعلومات والأوصاف والنعوت التي تسقط الصفات الوطنية عن هذا وذاك, .لم يتجرأ اليوم ثلاث أرباع المثقفين اليمنيين والعرب بتسمية الأشياء بأسمائها وهكذا بدأنا نتقن فن التشويه أو ثقافة التشويه وأصبحنا ضالعين بقتل الأجنة قبل أن تولد ,وأكثر براعة في شعوب الأرض قاطبة في تشويه الأشياء الجميلة والظواهر الجميلة , لأننا نعجز عن تجميل أنفسنا فنشوه ما هو جميل كي نتساوى معه . [email protected]