عمت الفرحة الغامرة أرجاء اليمن شرقه وغربه، شماله وجنوبه بعودة قائد مسيرته وباني نهضته فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية من رحلته العلاجية، التي دامت في كنف الله الراعي والحافظ نحو ثلاثة أشهر. وكان من الطبيعي أن يحتفي الشعب اليمني بهذه العودة الميمونة لزعيم ارتبط به تاريخ اليمن المعاصر، وارتبطت به أهم التحولات التاريخية، وفي الصدارة منها إنجاز الوحدة العظيم في ال22 من مايو 1990م، وتأسيس أركان الدولة اليمنية الحديثة. وكان من الطبيعي أيضاً أن تقام المهرجانات والاحتفالات الجماهيرية وأن تزغرد النساء فرحاً وابتهاجاً وسعادة وسروراً بعودة فخامته بسلامة الله وحفظه إلى وطنه، سالماً معافى، منصوراً مهاباً تظلله عناية الله الذي حماه من كيد الكائدين وتآمر المتآمرين وحقد الحاقدين ومكر الماكرين حينما أرادوا به السوء والشرَّ وصوبوا إليه سهام الإرهاب وهو بين يدي الله يؤدي صلاة الجمعة في غرة شهر رجب الحرام، ليخرج من بين الرماد ومن تحت الأنقاض محفوفاً بعنايته تعالى ودعوات أبناء شعبه الذين ظلوا يتطلعون إلى اللحظة التي يعود فيها قائد مسيرتهم من رحلته العلاجية في العاصمة السعودية - الرياض- التي استقبل فيها من قبل أشقاء له ولأبناء شعبه وحظي فيها وصحبه من كبار قادة الدولة بالرعاية والعناية الصحية التي جسدت عمق العلاقات بين أبناء الشعبين الشقيقين اليمني والسعودي وما تتميز به هذه العلاقات من حميمية وخصوصية ومتانة ورسوخ. وكان الأشقاء في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، نِعْمَ الإخوة والأشقاء الذين لن ينسى لهم الشعب اليمني كل مواقفهم العربية الأصيلة ودعمهم ومساندتهم لليمن وأمنه واستقراره ووحدته ومسيرته التنموية. وكما كان يوم 23 سبتمبر عام 2006م علامة فارقة في تاريخ التجربة الديمقراطية اليمنية حيث تم الإعلان في هذا اليوم عن فوز فخامة الرئيس علي عبدالله صالح على مرشح بأحزاب اللقاء المشترك في الانتخابات التنافسية التي شهد بنزاهتها العالم، فقد كان يوم أمس المصادف 23 سبتمبر 2011م يوماً تاريخياً بكل المقاييس حيث كان لعودة فخامة الرئيس في هذا اليوم أثره البالغ في حياة الناس الذين اطمأنت نفوسهم وعادت إليهم السكينة والتفاؤل بتجاوز تداعيات الأزمة السياسية الراهنة التي تحيط بوطنهم، لقناعتهم بأن الرئيس علي عبدالله صالح بما هيأ الله له من الحكمة والرشاد والذكاء والحنكة هو صمام أمان اليمن الذي يعول عليه إخراج اليمن من هذه الأزمة، كعهد الجماهير به في كل الظروف والمنعطفات أياً كانت صعوبتها. إننا وبقدر سعادتنا بعودة زعيمنا وقائدنا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح من رحلته العلاجية، سعدنا به أكثر وهو يؤكد على أنه قد عاد إلى الوطن حاملاً حمامة السلام وغصن الزيتون ليقدم بهذا الطرح المتسامي والمتسامح القدوة للجميع في السمو على الصغائر والأحقاد والضغائن والثارات السياسية. ومن هذه الروح المتسامية فإن أول شيء بادر إليه عقب عودته إلى أرض الوطن هو دعوته لكل أطراف العمل السياسي والعسكري والأمني - سلطة ومعارضة- إلى هدنة كاملة تسمح بالتوصل إلى اتفاق ووفاق يحفظ لليمن أمنه واستقراره ويحافظ على مقدراته ويصون وحدته، ليعلم بذلك الطرح كل المقامرين والمغامرين دروساً عظيمة في الوطنية وحب الوطن والسياسة وقيم الاختلاف وأخلاقيات التعامل. بل أنه بتلك الرسائل الوقورة والرفيعة علّمنا جميعاً بهدوء العظام وترفع الكرام وثبات المؤمنين الصادقين، مسؤولية الراعي عن رعيته فأيقناّ بأن الحكمة اليمانية قد أودعها الله في شخص هذا الزعيم، وجعل منه نِعمَ المثال لمن يتلمس إليها سبيلا. فمرحباً بعودك الميمون أيها الزعيم الفذ مكلّلاً برايات المجد التي سعت هي إليك شأنك في ذلك شأن تبابعة اليمن العظام. وها قد عدت وعادت لأساريرنا إشراقاتها.. عدت والعود أحمد فمرحباً أبا أحمد.