هل ما يحدث الآن في اليمن هو تغيير ام تدمير ؟!! .. أم هو تعبيرٌ عن الفهم الصحيح لمعنى الحرّية؟!.. خصوصا اذا ما علمنا بان الفهم الصحيح لمعنى "الحرّية" هو في التلازم المطلوب دائماً بين "حرّية المواطن" و"حرّية الوطن"، وبأنّ إسقاط أيٍّ منهما يُسقط الآخر حتماً. طبعاً.. من الخطأ وضع كلّ الثورات والانتفاضات العربية في سلّةٍ واحدة، ثمّ تأييدها والتضامن معها تبعاً لذلك.. فالمعيار ليس المعارضة فقط أو أسلوب المسيرات الشعبية، بل الأساس لرؤية أيٍّ منها هو السؤال عن هدف هذه الانتفاضات، ثمّ عن هويّة القائمين عليها. فمنذ انطلاقة الثورة التونسية أولاً، ثمّ المصرية بعدها، تأكّدت أهميّة التلازم المطلوب بين الفكر والأسلوب والقيادات في أيِّ حركة تغييرٍ أو ثورة، وأنّ مصير هذه الانتفاضات ونتائجها سيتوقّف على مدى سلامة هذه العناصر الثلاثة معاً. فالتغيير السياسي، وتحقيق الإصلاحات الدستورية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن، هو أمرٌ منشودٌ ومطلوب لكل اليمنيين ..، لكن من سيقوم بالتغيير؟.. وكيف؟!.. وما هو البديل المنشود؟ّ.. وما هي تأثيراته على اليمن وسياساتها الخارجية..؟. كلّها أسئلة من السهل الإجابة عليها ، رغم أنّها مهمّةٌ جداً لفهم ما يحدث، ولمعرفة طبيعة ما يجري في اليمن .غير أني اجد ان الصورة في اليمن تختلف اختلافا كليا عن تونس ومصر وتعطي صوره واضحه للمشهد من كل نواحيه هناك في تونس ومصر ينشدون دوله مدنيه ومن قام بالثورات هم مدنيون اما اليمن فهناك تمرد عسكري وقبلي وتيار أصولي وهناك انقلاب وهناك تسلق وشقلبه للحقائق مع كل هذه الاعمال و الاطراف اي دولة مدنيه منشوده ستقام واي حاكم يستطيع ان يرسي لدوله مدنيه ودوله حكم مدني في ضل مليشيات ومنشقين وأصوليين وانقلابيين اننا اليوم امام من ينشدون التغيير في اتجاه واحد نحو مزيدا من السوء والتدهور والانقسام وبوجود مليشيات ومنشقين وأصوليين لن يكون اي تغيير استجابه لحاجات ومتطلبات بناء مجتمع أفضل إنّ حركات التغيير العربية السائدة ، تجري في منطقةٍ تتحرّك فيها قوًى إقليمية ودولية عديدة، لها أجنداتها الخاصة، وتريد أن تصبّ "تغييرات" ما في مصالحها، وهي تصب في مخطط تقسيم العالم العربي وانهاكه في صراعات داخليه وقتل القضية الفلسطينية فضلاً عن حدوث هذه الانتفاضات بعد أن مضت مؤخّراً سنواتٌ عجاف، جرى فيها إطلاق الغرائز الانقسامية الطائفية والمذهبية والإثنية، على امتداد الأرض العربية، من محيطها الأطلسي إلى خليجها العربي.