من أبجديات الضرورة القصوى والحاجة الملحة والمسلمات الرئيسية قبل الأولويات التي ينشدها ويصرح بها وزراء حكومة الوفاق الوطني في هذه المرحلة الدقيقة في حياة الشعب ان يتم تكريس كل جهود العمل السياسي والإداري ومصفوفة الخطط والبرامج الى الالتفاف الجاد والعناية الفائقة والإحساس المسؤول المقترن بالصراحة والوضوح بان البلد في حاجة ماسة جدا للخروج من شرنقة عنق الزجاجة وموروث ازمة طاحنة عصفت بالبلاد خلال العام المنصرم 2011م يتصدر ذلك في المقام الأول والأخير الخروج من الأزمة الاقتصادية التي عصفت بحياة الناس وخلقت فاقة مفجعة ومرعبة بالحاجة الى المأكل والمشرب والملبس والمسكن والانارة التي تخفف عنهم كوابيس أليالي الحالكة ولا يزيدهم كوابيس فوق مالا تحتمله طاقتهم .. مثلما يحتاجون الى إزالة الرعب والخوف والقلق والإحساس بالطمأنينة والسكينة العامة التي يعكر صفوفها المنتشرون في الشوارع العامة بالمدن كانوا بزي مدني والعسكري ومثلما يحتاج الناس الي الأمن والأمان والقضاء العادل الذي ينصفهم من غطرسة المستغلين لأوضاع الفوضى التي شهدتها بلادنا العام الماضي ..فالمواطنون يحتاجون الى عمل ملموس لتحسين حياتهم .. يريدون ان يلمسوا تاثير ومردود الثروات التي يكتنزها البلد على حياتهم من الثروة النفطية وغيرها من الموارد الأخرى فالناس في هذه اللحظات يريدون الكثير والكثير ..لكن يقتضي الامر مطالب بسيطة من السهل تحقيقها اذا ما وجدت النوايا الصادقة والمتمثلة في تثبيت أسعار المواد الأساسية والضرورية ووضع رقابة صارمة لجشع التجار المتلاعبين بها فالمواطن يحتاج الى وقف العبث الحاصل في الأسعار والذي يتم عبر كبار التجار .. ان اثار الأزمة الاقتصادية السياسية التي نكبت بالبلد ومازالت قائمة اثرت بشكل كبير في كل مجريات الحياة فاليمن اليوم بحاجة ملحة الى مساعدات عاجلة ومدروسة خاصة في دعم الموازنة العامة للدولة من قبل الأشقاء والأصدقاء وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي صاحبة الفضل في المبادرة الخليجية التي يأمل عليها المواطن الكثير والكثير .. وتحتاج اليمن بعد ذلك الى الدفع بعجلة الاستثمار في كل المجالات اقتصاديا وسياحيا وكذا دعم وتشجيع وتأهيل الإمكانات البشرية والاقتصادية وتحريك العملية التجارية وتنمية الصادرات اليمنية وكل مقومات التنمية بدون استثناء ..فاليمن ليست فقيرة وشعبها عزيز وكريم لكنها تمر بمحنة حقيقية يتوجب تجاوزها ..