تراجعت قدرة الأنظمة المستبدة عن السيطرة على وسائل الإعلام.. تكنولوجيا الاتصال التي عمت ارجاء العالم هزًّمت الرقابة وألغت الحدود والحواجز، تعددت المصادر الإعلامية وتنوعت، واتاحت للناس حرية الوصول الى المعلومات والأفكار. حرية الإعلام تساعد الناس في البحث عن الحقيقة مثلما هي ضرورية لوجود الدولة الحرة، واذا كانت حرية الإعلام مرتبطة بملكية وسائل الإعلام، فإن هذه العلاقة تظل محكومة بطبيعة النظام السياسي السائد في هذا البلد أو ذاك، بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها. في المشهد الإعلامي اليمني يتبدى الخلط في النظام الاعلامي القائم بين الشمولية والتحررية، فثمة وسائل إعلام مملوكة للحكومة وأخرى ذات ملكية خاصة، (أفراداً او احزاباً) وبين نمط الملكية الخاصة برزت واجهات لخدمة مصالح مموليها داخلية وخارجية، فهناك صحف إيرانية وقنوات على الطريق، وهناك وسائل إعلامية لخدمة إعاقة الحاضر واعادة انتاج الماضي. قد تكون هناك وسائل إعلامية وإعلاميون وضعوا أنفسهم لخدمة أهداف وضيعة، ولكن الحقيقة تنتصر في التعددية الإعلامية، فكم من صحف وأقلام شهدنا تساقطها، ذلك أن الإنسان لديه القدرة على أن يميز فيما تقدمه له وسائل الإعلام، ويدرك ماهو حقيقي وماهو زائف، قد يجد شيئاً من الصدق متوارياً وراء الكذب او العكس، لكن الحقيقة تظهر أخيراً من خلال التفاعل الحر بين المعلومات والافكار، هناك من يعتقد أنه قادر على إلغاء عقولنا، لكن ذلك ماهو إلاًّ وهم، الجمهور عقل، وهو يدرك أولئك الذين يسعون الى تنوير الناس ومن يسعون الى تضليلهم. نظامنا الإعلامي القائم قد أكل عليه الدهر وشرب، ولم يُعد صالحاً، الشعب يريد نظاماً إعلامياً جديداً، وهذه دعوتنا في اليوم العالمي للصحافة «3مايو». «بالحرية نستعيد ما خسرناه بالاستبداد».