لزمن غير قصير ظل الكثير من مثقفي شعبنا يدعون إلى مشروع وطني كبير جامع يحتشد حوله الشعب ويعملون من أجل إنجازه، لم يعد الآن مثل هذا المشروع أمنية أو رجاء وإنما أصبح إرادة وطنية عامة إنه مشروع اليمن الجديد الذي سيصنع اليمن السعيد تتبدى ملامحه في جدية التحول الى الديمقراطية وبناء الدولة المدنية العصرية والحكم الرشيد وحضور المواطنة المتساوية والعدل وسيادة القانون وحقوق الإنسان، بعد أيام قليلة تحل علينا الذكرى الخمسون لثورة سبتمبر فيما تجري الاستعدادات للاحتفال بعيدها الذهبي، هذه الثورة التي تبنى تفجيرها طلائع الجيش واكتسبت مشروعيتها بالتفاف الشعب حولها وتأييده لها، وحمايتها، وعبر مسيرتها حققت انجازات وأخفقت في مواطن شتى، لكن ثورات الشعوب مهما واجهت من إخفاقات، أو ما اعتراها من أخطاء أو ما أصابها من جمود فإنها لا تموت، الثورة تغيير.. والتغيير عملية مستمرة.. ثورة اليمن الجديد تمضي في إنجاز مشروعها في التغيير، والثورة أيضا تغيير في المحكومين، رأينا كيف تحرر شعبنا من الخوف ليفرض إرادته في التغيير.. مشروع اليمن الجديد يمضي بالإرادة الشعبية العامة، وبخطى واثقة وعزيمة لا تلين نحو تحقيق مشروعه الحضاري، وليس في وسع جثث الماضي ومجاذيبه وفلوله مهما تبقى لها من غدر وإرهاب أن تعطل تدفق الإرادة الوطنية في صنع التغيير.. اليمن الجديد. خارطة الطريق المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي اكتسبت مشروعيتها الوطنية والدولية تمضي في استكمال خطواتها ومهامها بعزيمة واقتدار نحو انجاز المشروع الوطني الجامع.. أوهام عودة الماضي بظلمه وظلامه مجرد أوهام تداعب عقول معتنقيها، فهذا زمن التغيير.. ثورة التغيير من أجل اليمن الجديد.