تدشن القوات المسلحة والأمن عامها التدريبي القتالي والعملياتي والإعداد المعنوي 2013م، في ظروف ومعطيات تحولات جذرية وإيجابية على الصعيد السياسي الوطني العام وعلى صعيد المؤسسة الدفاعية العسكرية والأمنية المجسدة في قرارات الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الخاصة بتوحيدها وإعادة هيكلتها لتكتسب بنية جديدة في تكوينها ووظيفتها وبما يلبي طبيعة المهام والواجبات الحقيقية المقدسة المنوطة بها والمتمثلة في الذود عن حياض الوطن ووحدته وسيادته وصون أمنه واستقراره وحماية مكتسباته وتأمين مسارات نمائه وتطوره وتقدمه وازدهاره وعلى نحو يستجيب لاستحقاقات ومتطلبات التغيير الذي تطلع ويتطلع إليه اليمنيون الذين ناضلوا وقدموا التضحيات وقوافل الشهداء، وكان دوماً في طليعة هذا النضال منتسبو القوات المسلحةوالأمن الشجعان الميامين الذين بقرارات رئيس الجمهورية سيتجاوزون اليوم الانتماءات والولاءات المناطقية والقبلية والحزبية الضيقة مسترجعين هويتهم الوطنية التي لا ولاء فيها ولا انتماء إلاَّ للَّه والوطن والشعب اليمني الحضاري العريق والعظيم. هذا كله يفضي بنا إلى القول إن تدشين العام التدريبي القتالي والعملياتي والإعداد المعنوي هذا العام مغاير للأعوام السابقة- شكلاً ومضموناً- ومع كل خطوة في تطبيق قرارات رئيس الجمهورية لإعادة توحيد القوات المسلحة والأمن وهيكلتها ستتجلى هذه المعاني في أنصع صورها متخذة دلالات وأبعاداً تمتد إلى إنجاح مجمل اتجاهات العملية السياسية للمبادرة الخليجية التي يعتبر الحوار الوطني الشامل محورها المفصلي الذي اتفق وتوافق أبناء اليمن فيه على الحلول والمعالجات لقضاياهم ومشاكلهم الأساسية والرئيسية وفي مقدمتها القضية الجنوبية وصعدة.. وإيجاد صيغة دستورية لبناء الدولة اليمنية الديمقراطية الحديثة التي يكون فيها النظام والقانون فوق الجميع باعتبارهم مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات يعيشون في وطن لا ظالم فيه ولا مظلوم، تقوم منظومة دولته المؤسسية الدستورية على أساس راسخ ومتين من الصلاحيات المحددة والواضحة التكاملية المنسقة والمتناغمة في عملها الذي يصب باتجاه مصلحة اليمن، وخير حاضر ومستقبل أبنائه. هذا هو الحكم الرشيد الذي سينتقل بنا إلى آفاق رحبة وفضاءات واسعة ولا متناهية من التحولات النوعية الكبرى التي تقطع أيّة إمكانية.. تعيدنا إلى الماضي بكل نعراته ونزعاته المريضة المتخلفة وما ارتبط بها من صراعات وحروب مدمرة أعاقت مسيرة اليمن والاتجاه صوب تحقيق آماله وطموحاته في تحقيق التغيير المنشود الذي تعطيه المكانة اللائقة به بين الأمم والشعوب الحضارية. وعلينا اليوم ان نلتقط الفرصة التاريخية لتحقيق القفزة المطلوبة إلى الأمام لا سيما وأن الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء في المجتمع الدولي يقفون معنا دعماً ومساندة لنصل إلى شواطئ السلامة وبر الأمان، ولم يبق إلاَّ أن نكون نحن مع أنفسنا ببذل الجهود، ليس فقط في الدخول والمشاركة في الحوار ولكن أيضاً في إنجاحه لأن في ذلك انتصاراً لليمن على كل الصعوبات والتحديات والمخاطر التي تهدد وجوده وبقاءه ككيان تاريخي جغرافي سياسي موحد.. لذا نقول للبعض عليهم إعادة التفكير في خياراتهم لإدراك أن مصلحتهم ليست في الحسابات الأنانية، وإنما في العمل الجاد الصادق المسؤول لإخراج اليمن من أزمته بانجاز التسوية السياسية التي تتطلب منهم إزالة وإنهاء كافة العراقيل والعوائق أمام الحوار، الذي في نجاحه مصلحة لليمن بكل تأكيد ولن يكون المستفيد من العراقيل والعوائق سوى تلك القوى والأطراف التي تسعى لوضع العصي في دواليب حركة، عربته، وتحاول جاهدة لإفشاله غير مستوعبة أنها من سيدفع الثمن أكثر من غيرها.. وهذا يفترض منها أن تكون الأحرص عليه ويجب أن لا يكون هذا خاضعاً لمفهوم الربح والخسارة فمصير الأوطان ومستقبل الأجيال لا تخضع لحسابات كهذه.. عام تدريبي قتالي عملياتي وإعداد معنوي جديد يدشنه جيش الشعب عاماً للقوة والمنعة والخير والنماء وينطلق منه ومن خلاله إلى مساحات متقدمة من الإشراق والتفاؤل والعطاء.. وسنة جديدة نتمنى من اللَّه أن تكون حافلة بالعطاءات الخيرة والنجاحات المباركة التي تحفظ للوطن وحدته وأمنه واستقراره، وأن ينجز فيه اليمانيون كل الاستحقاقات التي تضعهم على طريق بناء اليمن الجديد والغد المشرق لأجياله الحاضرة والقادمة.