كثرت التكهنات والتسريبات وحتى ضرب الودع ، وكله وغيره في اتجاه واحد يصب في (أسباب) حضور مجلس الأمن الى صنعاء ، ويبدو أن من تعود على التشكيك في كل شيء لا يجد بأسا في أن يحمل الأمر أكثر وأكبر مما يحتمل ، على أهميته الكبرى والتي لاتصب بالتأكيد في سلة محاولة تشتيت الجهد المبذول على طريق إخراج البلاد من اللحظة الراهنة الى أفق يؤدي الى حوار يوصل لرؤية لدولة يمنية حديثة قائمة على ما سيتفق عليه المتحاورون كشكل ومضمون ، وهو الضامن الوحيد لبلوغ يمن خرج الناس ينادون به ، ورفعوا شعار التغيير هدفاً نهائياً يتمثل في اليمن الأخر القادم بحجم طموحات اليمنيين الذين تعبوا من الصراعات التي أخرت الوطن رمته من الوصول الى أهداف الثورة اليمنية التي أغرقها المتصارعون في حسابات تبين في الأخير أنها صبت في جيوب أصحاب المشاريع الشخصية ليتوارى المشروع العام لوطن يقوم على مواطنة متساوية ، وعدل في توزيع السلطة والثروة بين أبنائه بدون أستثناء، ولاتختفي فيه أحلام الناس لصالح أحلام شخصية وفئويه تبين فداحة ما أقترفته من اخطاء في الحق العام للناس إذ هم من ضحى وبذل ليأتي من يستولي على الناتج والمنتوج ويضيع حق الناس في خير حلموا به بعد نضالات كان وقودها أصحاب المصلحة لتذهب النتيجة لأصحاب المصالح. لايستطيع أحد أي أحد أن ينكر على بسطاء الناس توقهم وحلمهم لدولة تحمي حاضرهم ومستقبل أبنائهم كما ضمنته مواثيق حقوق الانسان وكل الشرائع السماوية وخلال عام 2011م خرج الناس الذين لا حسابات لهم الا الحساب العام الى الساحات والشوارع مطالبين بحلمهم ودفع شباب هذه البلاد ومن بعدهم فئات الشعب صاحبة المصلحة الحقيقة في بذل الدماء في سبيل إعادة البلاد الى طريق الأمل بغد أفضل ، ولئن توافقت القوى السياسية وبدعم دولي على المبادرة الخليجية بآليتها المزمنة فليس الا اختصار طريق الالام بتوافق وحوار يؤديان الى النتيجة التي خرج من أجلها الناس رافعين شعار التغيير الضرورة ، وإذا كان العالم ابتداء من المنطقة له مصلحة ومصالح فالمصلحة الأسمى ومن يجاهد في سبيلها من لهم حلم ، فان من حق هذه البلاد إن تبحث عن مصلحتها وتتمثل يقينا في الدولة الحلم من المهرة الى صعدة . خلال الأشهر التي مضت من لحظة توقيع المبادرة ، ومروراً بانتخاب الرئيس جرت في النهر مياه كثيرة صعبة ومعقدة، لكنها حققت ما هو الاهم ( حقن دماء اليمنيين) وبمباركة دولية توجت بقرارات على مستوى المنطقة التي أمنها ليبدأ باليمن وانتهاء بمجلس الامن الذي يمثل مصالح العالم في المنطقة وليس عيباً أن يبحث العالم عن مصالحه ونعمل بكل ما أوتينا من قوة بصيرة على تمثل مصالحنا . ولقد جاءت قرارات مجلس الأمن كلها وزيارة الأمين العام للأمم المتحدة ، وجهد مبعوثه لتؤكد دعم العالم للتسوية القائمة على مضمون المبادرة ، واليوم تأتي زيارة رئيس مجلس الأمن وأعضائه وعقد اجتماعهم غداً في صنعاء لتؤكد رسالة كل الأطراف أن العالم يدعم جهد الرئيس وقراراته السابقة أو اللاحقة وكل الخطوات التي يتخذها والإسراع في الانجاز كون الوقت له ثمن في هذه اللحظة بالذات ، ويدعم يمناً موحداً ويدعو من لايزال له حساباته أن ينظم الى الحساب العام في مؤتمر الحوار الشامل البوصلة الحقيقية التي ستوجه الجميع الى ما يريده الناس ويمكن بعدها لمن يريد أن يشير الى ما قبل وما بعد الاجتماع ، كونه فاصلة بين ما كان وما يجب أن يكون ، أن يشير .