ما يجمع اليمن واشقاءه في منطقة الجزيرة والخليج العربي ليس فقط الوجود المكاني والزماني، في الجغرافيا وعبر التاريخ، بل ما هو أهم وأكبر وأعمق من ان يختزل في هذه المفاهيم، إنها أواصر القربى وصلات الرحم وروح الأنتماء لعقيدة وارومة واحدة مما يجعل مصير اليمن ماضياً وحاضراً ومستقبلاً مرتبطاً باشقائه، وهذا واضح في تلك المواقف إلى جانب اليمن من إشقائه في هذه المنطقة التي هي مهبط لآخر الرسالات السماوية على نبي الرحمة خاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، كما أنها منبع لواحدة من أعرق وأقدم الحضارات الإنسانية، من هذا كله يجب استلهام حاضر ومستقبل العلاقات الاخوية الحميمة والمتميزة بين اليمن واشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي، هذه المعاني والمضامين والدلالات والابعاد حملها الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي في مشاركته في القمة العربية الرابعة والعشرين التي احتضنتها العاصمة القطرية الدوحة ولقاءاته باشقائه وعلى رأسهم سمو الأمير حمد بن جاسم آل ثاني أمير دولة قطر وبأخيه صاحب السمو الملكي ولي عهد خادم الحرمين الشريفين الأمير سلمان بن عبد العزيز، والذي تناول معهما مسارات الانطلاق بالعلاقات الاخوية الى مستويات جديدة تواكب استحقاقات هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية، والتطور الايجابي الذي تشهده الاوضاع في اليمن واسهام الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي من خلال مواقفهم الى جانبه في كل المحن التي واجهها في كل المراحل والمنعطفات التي مر بها ولا يزال يعيش تداعياتها منذ عام 2011م، مجنبين اليمن كارثة الصراعات والحروب ومخاطر الفرقة والتشظي بين ابنائه، وما يرتبط بذلك من خراب ودمار وفوضى تأتي على الاخضر واليابس، لولا المبادرة الخليجية التي بفضلها تجاز اليمنيون الجانب الأكبر من الخطر الذي كان يهددهم، وكان للمملكة العربية السعودية الدور الأكبر في ذلك وفي مقدمة الداعمين لليمن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، المعروف بمواقفه العروبيه، والتي تبرز أروع تجلياتها في ذلك الحرص الأخوي الصادق والنزيه الى جانب اليمن قيادة وشعباً للخروج من أزمته وتتواصل بالدعم الذي تقدمه المملكة العربية السعودية في الماضي واليوم حتى يتمكن من بلوغ شاطئ الأمان موحداً آمناً مستقراً، خاصة وقد وصل إلى المحورالمفصلي في المبادرة الخليجية،ونعني الحوار الوطني الذي يمضي قدماً رغم العوائق والصعوبات صوب الأهداف التي تحفظ له وحدته وتعيد إليه أمنه واستقراره وتفتح آفاقاً رحبة لنمائه ونهوضه ورقيه وتقدمه وأزدهاره. من هذا كله نخلص الى حقيقة ان مشاعر التقدير والثناء التي عبر عنها ويعبر عنها دوماً الأخ رئيس الجمهورية في كلماته وخطاباته واحاديثه لقيادة مجلس التعاون الخليجي وخاصة اخيه خادم الحرمين الشريفين هي ذات المشاعر التي يكنهاالشعب اليمني تجاه إخوانه في منطقة الجزيرة والخليج وشعب وقيادة المملكة العربية السعودية بصفه خاصة وآخرها كلمته في قمة الدوحة وفي محادثات استقبالاته ومقابلته على هامشها والتي تجسد فيها ذلك الاستيعاب العميق لترابط وتلازم إستقرار المنطقة باستقرار ظهيرها الجنوبي وعمقها الاستراتيجي اليمن، والذي بعون الله ودعم إخوانه في مجلس التعاون الخليجي وأصدقائه في المجتمع الدولي سيتمكن اليمانيون من عبور منحنيات وإنعطافات أزمته،متجاوزين كل تعقيداتها وتحدياتها الى شاطئ الأمن والسلام ليتفرغ أبناؤه لتعويض ما فاته، والمضي قدماً صوب غدهم المشرق الخالي من الأزمات التي هددت أمنه وأمانه واستقرار المنطقة والعالم