القرارات التي اصدرها الأخ المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة يوم أمس والتي تصب في اتجاه اعادة توحيد المؤسسة الدفاعية وهيكلتها على أسس وطنية وعلمية حديثة حكيمة وشجاعة وصائبة ومواكبة لمتطلبات استحقاقات التسوية السياسية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وفي الصدارة بكل تأكيد فان هذه القرارات تشكل احدى العوامل القوية لانجاح مؤتمر الحوار الوطني باعتبار ان الجيش يشكل الضمانة الحقيقية لتأمين مسارات الحوار وتنفيذ ماسيتوافق عليه اليمنيون من نتائج وماسيجمعون عليه من قرارات تؤسس لبناء اليمن الجديد ودولته المدنية الديمقراطية المؤسسية القوية القادرة والعادلة المبنية على أسس دستورية وقانونية تحقق المواطنة المتساوية في اطار شراكة في السلطة والثروة وتكافؤ الفرص دون تمييز يرتكز على معايير اجتماعية سياسية قبلية ومناطقية.. طائفية أو مذهبية شكلت في مجملها ولعقود طويلة من الزمن عائقاً امام وجود الدولة اليمنية التي يتطلع اليها شعبنا وفي طليعته حركته الوطنية طوال مراحل نضالات تاريخية المعاصر في سبيل الخلاص والحرية ومن كهنوتية النظام الإمامي القروسطي المتخلف، ومن جبروت المستعمر الغاصب. ان هذه القرارات قد وضعت حداً لواحدة من أهم الجوانب الجوهرية للازمة كون القوات المسلحة قد أخرجت عن سياق مهامها وواجباتها الدستورية بجرها الى مربع الولاءات الضيقة للأشخاص والانتماءات القبلية والحزبية والمناطقية التي افقدتها هويتها الوطنية المعبرة عن وحدة ابناء الشعب اليمني، وهاهم منتسبو المؤسسة الوطنية الدفاعية الابطال الميامين يستعيدون هويتهم ويردون الاعتبار لتاريخهم النضالي في الانتصار لارادة الشعب وخياراته وتطلعاته في يمن حر وسعيد ينعم في ظل جيشه المهاب بالأمن والامان والتنمية والبناء والرقي والتقدم. لقد استقبل ابناء شعبنا وفي طليعتهم منتسبو القوات المسلحة هذه القرارات التي طالما انتظروها طويلاً وطالبوا باصدارها وعلى ذلك النحو الذي عبر عنه ممثلهم، في مؤتمر الحوار الوطني بتأكيداتهم على ضرورة اعادة هيكلة المؤسستين الدفاعية والأمنية وبمايكفل وحدة قيادتها وقراراتها وادارة شؤونها من مركز واحد يمثل خطوة اساسية من اجل نجاح الحوار الوطني، ويشجع على انجاز المتحاورين المهام المنوطة بهم وهم على يقين ان القضايا بكل صعوباتها المتراكمة والذي كان أحد عوامل وجودها الاختلال الحاصل في منظومة البنية العسكرية للجيش اليمني الذي سهل جره الى صراعات وحروب تتعارض مع طبيعة تكوينه وخارج سياقات المهام والواجبات الوطنية والدستورية والقانونية التي وجد من أجلها والمجسدة في الذود عن حياض الوطن والدفاع عن سيادته وصون أمنه واستقراره وتأمين مسارات نمائه وتطوره وازدهاره. من هذا كله نخلص الى ان هذه القرارات تمثل نقلة نوعية، وقفزة كبرى الى الامام على طريق الخروج النهائي لليمن من دوامة الأزمات والحروب والصراعات ليتمكن اليمنيون من التفرغ لبناء حاضرهم ومستقبل اجيالهم وفقاً لصيغة جديدة تعيد لشعبنا الحضاري العريق والعظيم عزته ورفعته بين الشعوب والأمم وللوطن مجده وشموخه.