أ ود الإشارة إلى أهمية وضرورة أن يعود أبناء اليمن إلى قراءة تاريخهم الحضاري الإنساني وأن يستزيد أبناء جيلنا الحاضر بمواعظ تاريخ أمجادنا الحضارية حتى يدرك كلاً منا قيمة نفسه وأنه رقم صعب في ما خلده له آباءه وأجداده الأوائل من إنجازات حضارية حتى نتمكن من الخروج من حياة الإحباط والتردي والانحدار التي يعاني منها الإنسان اليمني اليوم والتي نالت من إرادته الفولاذية المعروفة عنه وأن نرفض الاستسلام والخضوع لاملاءات من يضمرون لنا كل الشرور ويريدون أن يوردون ا إلى الهاوية حسداً من عند أنفسهم فقد اختص الله وطننا بخصائص لا مثيل لها على سطح المعمورة وبالتالي فإننا اليوم كيمنيين ينبغي علينا أن ندرك أننا نعيش مرحلة مصيرية وتاريخية تتمثل في مؤتمر الحوار الوطني وأننا وبمخرجاته نكون أو لا نكون وعلينا جميعاً العمل بروح الفريق الواحد لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني وبالانتقال إلى الشق الاقتصادي فإن السؤال الذي يراود اليمنيون جيل بعد جيل منذ آلاف السنين دون إجابة شافية على هذا السؤال الاستفهامي المحير والذي مفاده لدى كل مطلع وعارف بكينونة الأرض التي حصيها من ذهب وحبلى بكنوز نفيسة لو استغلت لجعلت كل أهلها أغنياء جميعهم دون استثناء أحد، إنها البلد السعيدة اليمن إنها البلدة الطيبة المذكورة في القرآن وبالتالي يبرز لنا دوماً هذا السؤال حكاية بلد حصيها من ذهب وبعض أهلها يتضورون جوعا ؟! كما تدعم هذه الحقيقة الجلية الرواية الأسطورية التاريخية التي بات اليمنييون يتداولونها بتواتر جيل بعد جيل منذ أكثر من 1400 سنة ماضية وحتى اليوم وهي قصة مقابلة أحد الملوك التبابعة "الملك سيف بن ذي يزن "مع ملك الفرس "كسرى "حين هم ملك الفرس كسرى بمده ومساعدته "سيف بن ذي يزن" بكمية كبيرة من الذهب الخالص ليستعين الملك الثائر بن ذي يزن بها للإنفاق على مقاتليه وتحرير بلاده من المستعمر الحبشي حيث كانت اليمن حينها إحدى مستعمرات الملك العادل النجاشي ملك الحبشة الأمر الذي دفع بالملك المستغيث ذي يزن بالرد وبشجاعة أدبية تنم عن ثقة واعتزاز بالنفس وبحب للوطن بلغ حد العبادة قائلاً :يا عظيم الفرس أنتم بهديتكم تفرحون لقد أتيتكم أيها الملك من بلد حصيها من ذهب وترابها من مسك وحاجتي هي مددكم لي بالرجال لا بالمال فاستجاب ملك الفرس لطلب الملك الثائر اليماني سيف بن ذي يزن من فوره لما علم بكنز الدنيا أرض اليمن السعيدة ونحن أردنا هنا فقط اقتباس جانب من هذه الرواية الأسطورية التاريخية للدلالة على حقيقة ما نحن بصدد الحديث عنه لعلنا اليوم وبعد أكثر من ألف وأربعمائة سنة من الزمن من عمر هذه الحادثة الأسطورية التاريخية نستطيع اليوم تفسير حتى ولو نظرياً هذه المعادلة العجيبة والغريبة جداً لمحتوى هذا السؤال المحير ألا وهو كيف لأهل اليمن أن ينال منهم الفقر نصيباً وهم يمشون على أرض ذهبية محاولين هنا تشخيص أهم الأسباب والعوامل التي أدت بنا إلى خلق مثل هذا الوضع اللامنطقي واللاعقلاني لماذا نحن فقراء ؟؟ وإذا ما غلبنا الافتراض النظري الذي مفاده اننا نطير بأجنحة الخيال إلى ابعد من واقعنا وانه لا خصائص مميزة لوطننا اليمني فإننا بالتالي نكون قد حصلنا على الشق الأول من تفسير سؤالنا سالف الذكر المحير للأنام من حولنا قبل أن يكون محيراً لنا نحن أيضاً "لماذا اليمنييون فقراء وأرضهم حصيها من ذهب"، وهكذا نكون قد حاولنا فك طلاسم شفرة هذه المعادلة والهروب إلى الأمام من خلال التسليم بعكس الحقيقة الواقعية التي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الأرض اليمنية حبلى بكل الكنوز وأن العيب فينا نحن اليمانييون الذين استسلمنا ربما بقصد أو بدون قصد أو بفعل خارجي أراد لهذه الأمة أن تعيش معرضة لسياط الفقر الذي يجلد معظم أبناءها حتى العظم حتى يسهل السيطرة الخارجية عليها والتدخل في شؤونها الداخلية وإلا لماذا نحن فقراء مع أننا نملك أطول ساحل" 2500كيلو متر" كما أن بلدنا متحف مفتوح ولدينا من الكنوز والآثار ما يجعلنا قبلة أولى للسائحين في العالم ناهيك عن ما تكتنزه أرضنا من الثروات المعدنية الفلزية واللا فلزية ما يكفي لأن يجعل نصف العالم أغنياء، بالإضافة إلى أننا والله لو استغلينا فقط مبيعات الأحجار إلى السوق العربية والإقليمية والدولية لأصبحنا من أغنى دول المنطقة العربية والخليج إلا أنني هنا أريد أن أصل إلى لب الحقيقة والمتمثلة بالمانع الحقيقي والذي يقف حجر عثرة أمامنا لتحقيق هذا النهوض الاقتصادي واستغلال ثرواتنا الاستغلال الأمثل وأؤكد أنه العدو التقليدي لكل الشعوب الفساد والمفسدون فهما العامل الرئيسي والفعلي الذي جعل اليمنييون يصلون إلى هذا المستوى من الفقر وحكم علينا جميعاً اليوم أن نعيش فقراء رغم أننا نملك ثروات تجعلنا أو تجعل معظمنا مليارديرات عصرهم فاستطاع غول الفساد والمفسدون أن يفرضوا على الدولة سياسة اقتصادية تخدم مصالحهم الشخصية بعيدة عن خدمة الصالح العام وجيروا كافة الخطط التنموية لتصب بالأخير إلى جيوب هؤلاء المنتفعين القلة أوالسماسرة من أصحاب البطون الجهنمية المنتفخة وذوي العمارات الفارهة التي بنوها على حساب الأجساد النحيلة ولقمة عيش الغالبية العظمى من الشعب المغلوب على أمره فهل يا ترى أدركنا اليوم أننا ضحية للفساد والمفسدين ومازلنا وهل آن الأوان لحكومة الوفاق الوطني أن تعيد النظر في السياسة الاقتصادية ؟!!! [email protected]