مصلحة الوطن والشعب بكل قواه الاجتماعية والسياسية والحزبية تستوجب استيعاب أهمية التوافق والتعاطي مع القضايا والمشكلات بوعي نابع من رؤية واقعية وموضوعية قادرة على تذليل الصعوبات وتجاوز التحديات، وانتاج حلول ومعالجات يغلب فيها منطق العقل على الاهواء والحسابات الانانية الضيقة التي تعكس من قبل البعض فهم قاصر مكبل بمآرب مشاريعهم الصغيرة التي ينبغي اعتبارها ماضياً سلبياً سيئاً لا مصلحة لاحد في هذا الوطن التمسك بها والاصرار على استمراريتها وتوظيفها لاعاقة الانتقال الى مرحلة جديدة نقف على عتباتها بعد النجاحات التي حققها مؤتمر الحوار الوطني الذي انجز حلولاً لاكثر من 90٪ من المهام الرئيسية التي أنيطت به، ولكن النسبة البسيطة المتبقية جوهرية وهي بحاجة الى الاحاطة بالظروف والاوضاع الداخلية التي تقتضي قراءة عميقة مرتبطة بتسارع احداث المتغيرات الاقليمية والدولية في انعكاساتها على اليمن ومستقبله الذي يتطلب من كافة أبنائه حرصاً حقيقياً على خروجه موحداً آمناً ومستقراً ومؤسساً على مداميك قوية تؤدي الى بناء دولة قادرة عادلة مدنية ديمقراطية حديثة تعبر عن ارادة اليمنيين وتطلعاتهم صوب حياة حرة كريمة تجسد شراكة ينتفي معها أي شعور او احساس بالضيم والظلم والاقصاء والتهميش او الاستحواذ على السلطة والثروة من قبل فئة او قبيلة او منطقة او حزب، هذا هو ما ينبغي ان يكون وفي سياقه .. لابد من التلاحم والتضامن والتكاتف من اجل انجاح مؤتمر الحوار الوطني والعملية السياسية بشكل عام، وانجاز التسوية التاريخية المؤدية الى قيام يمن جديد . إن مواجهة الارهاب والتخريب والانتصار عليه هو من سيؤسس لوطن يتسع لكل أبنائه الذين يحرصون على أمنه وتطوره وتقدمه وازدهاره، لذلك فان جميع الاطراف معنية بشكل مباشر في التعاون مع القيادة السياسية والحكومة لتجاوز المرحلة وتتحمل مسؤولية تاريخية للحفاظ على تأمين مسارات النجاح السياسي والاقتصادي والخدمي الشامل، من خلال الاسهام الفاعل في تحقيق الوئام في المجتمع والذي افتقدناه بفعل تغلغل ثقافة الفساد والعنف والكراهية، والتي حان الوقت لمغادرتها الى غدٍ افضل اكثر اشراقاً ورقياً ونماءً ..