تنفيذ وثيقة مخرجات الحوار الوطني هي المهمة الرئيسية والأساسية التي تتركز كافة الجهود الرسمية والشعبية عليها لأن هذا التوجه سيضعنا على بداية الطريق لانجاز التغيير بكل متطلباته واستحقاقاته وعلى النحو المحقق لتطلعات وآمال شعبنا في يمن جديد.فإن هذه الوثيقة بعد أن وقعت عليها كل المكونات المشاركة في ختام مؤتمر الحوار الوطني لتصبح ملكاً لكافة اليمنيين المجسدة لإرادتهم في بناء وطن لا يشعر أي من أبنائه بالضيم والظلم أو الإقصاء والتهميش.. وطن آمن ومستقر يتسع لهم جميعاً, همهم العمل بجد ومسؤولية لنهوضه وازدهاره وتقدمه ورقيه. هذا هو السياق العام الذي نسير فيه وكل المعطيات الواقعية والموضوعية تؤكد أننا أصبحنا ممسكين بزمام أمورنا ولدينا إرادة حقيقية وقوية لصنع التغيير الذي ننشده والمضي قدماً به صوب انجاز عملية الانتقال إلى بناء دولة مدنية اتحادية حديثة قادرة على تحقيق العدالة الاجتماعية لمواطنيها المتساوين أمام القانون في الحقوق والواجبات تلتزم في كامل منظومتها بمضامين الحكم الرشيد.. من كل ما سبق يمكن القول بثقة أن اليمن -قيادةً وشعباً- رغم التحديات والصعوبات والمعيقات تنجز عملية تحويل مخرجات الحوار الوطني إلى واقع اجتماعي وسياسي واقتصادي يؤسس ليمن مغاير لما كان عليه في ماضي تاريخه المعاصر القريب والبعيد.. وهنا فإن العثرات والمعيقات التي يحاول البعض زرعها في طريقنا تعكس صحة خياراتنا، وتؤكد أننا نمضي في المسار الصحيح لصنع غدنا المشرق الذي لم يعد أملا فقد أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من بلوغ تحقيقه وهذا يمكن استشرافه في ذلك التعاطي الصبور والحكيم الذي يتجلى فيه حرص الأخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وهو ما نتبينه في كل أنشطته وأحاديثه ولقاءاته مع المكونات الاجتماعية والسياسية والثقافية منطلقاً في كل هذا من رؤية وطنية تاريخية.. مستوعباً فيها الإجماع الوطني الذي توافق واتفق على ان المحور الأساسي لحل قضايا ومشاكل اليمن تتأكد في الاسراع ببناء الدولة الاتحادية المكونة من أقاليم وهذا التوجه دشناه بتحديد هذه الأقاليم وفقاً لأسس ومعايير تحقق التعايش والتكامل النابع من شعور وإحساس صادق بالحرية والمسؤولية تجاه كل مكونات المجتمع والوطن الذي نتشارك في الانتماء إليه والعيش على أرضه وتحت سمائه ولا يمكن أن يكون لنا وطن غيره.. وعلينا أن نسعى من اجل خيره وسعادة ورفاهية أجياله الحاضرة والقادمة. إننا نتحدث عن واقع جديد ملامحه باتت واضحة ولعل الخطوات المتسارعة للجنة صياغة الدستور التي تواصل عملها للخروج بعقد اجتماعي جديد على أساسه تصاغ مسارات مستقبل اليمن واليمنيين وفقاً لما يريدونه وبما يحقق مصالحهم في وطن خال من الأحقاد والضغائن ومن الصراعات التي لم نجن منها إلا المزيد من التخلف عن ركب العصر وهذا ما لا يمكن القبول به و الاستمرار فيه فلجنة صياغة الدستور ستنجز عملها مهما كانت التحديات بالتوازي مع تنفيذ وثيقة الحوار الوطني التي يجري العمل عليها والتجسيد الأهم في هذا هو انجاز الحكومة والوزارات لمصفوفة تنفيذ مخرجات الحوار وفي الصدارة وزارة الدفاع التي أقرت مصفوفتها وبما يضمن لها الإسراع في البناء والتحديث وهذا يكتسب أهمية كبرى كون ذلك غايته بناء مؤسستنا الدفاعية على أسس وطنية علمية حديثة -عدة وعتاداً- وبما يمكن منتسبيها من القيام بمهامهم المنصوص عليها في الدستور الجديد بكفاءة واقتدار. ختاماً نشير إلى إننا لسنا وحدنا فالله مع هذا الشعب الصابر المثابر المكافح.. وأشقاؤه وأصدقاؤه يقفون إلى جانبه واجتماع مؤتمر المانحين نهاية هذا الشهر يؤكد أن أمن واستقرار اليمن لا يهم أبناؤه وحدهم، بل المحيط الإقليمي والعالم وهذا يجعلنا واثقين من نجاحنا وقدرتنا على اجتياز أي صعاب تعترضنا على طريق الوصول إلى أهدافنا النبيلة والعظيمة في تشييد صروح يمننا الجديد الذي تلوح بشائر خيره في الأفق المنظور.